تقرير لماذا جنّ جنون الغرب من لبس ميسي للبشت العربي؟

قائد المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي يحتفل بلقب كأس العالم مرتدياً البشت القطري

شهاب - أحمد البرعي

ما أن انتهت مراسم تتويج المنتخب الأرجنتيني بلقب كأس العالم، ليلة الأحد 18 ديسمبر2022، حتى انهالت الانتقادات من الصحافة الغربية والعبرية وبعض اللاعبين السابقين، على طريقة لباس قائد التانجو ليونيل ميسي خلال رفع الكأس.

هذه الانتقادات تُضاف إلى حملة تشويه كبيرة، مارسها الغرب منذ أشهر عديدة ضد دولة قطر، بعد أن أبرزت الهوية العربية والإسلامية بشكل واضح، ورفضت الانصياع للمطالب الغربية بتمرير أفكارهم التي تُنافي العادات العربية والإسلامية، منذ لحظة الاستعدادات إلى أن خُتم المشهد بارتداء بطل المسابقة البشت العربي.

وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد ألبس قائد المنتخب الأرجنتيني "البشت"، وهو لباس قطري تقليدي، قبل تسلمه كأس العالم، حيث شارك ميسي في مراسم التتويج وهو يرتديه.

وتداول إعلاميون ونشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" صورًا للحظة رفع ميسي لقب كأس العالم، باللباس القطري، مُشيدين بهذه الخطوة التاريخية من قبل لجنة التخطيط القطرية.

واعتبر المغردون أن مشاهد التتويج للقائد الأرجنتيني بالبشت القطري ستُخلّد في التاريخ، وستتداولها الأجيال العربية بكل فخرٍ.

المعلق الجزائري حفيظ دراجي كتب عبر صفحته الخاصة: صاحب فكرة إلباس ميسي البشت الخليجي رمز الرجولة، قبل رفع كأس العالم هو عبقري.

وأضاف: لا يختلف دهاء عن صاحب فكرة افتتاح المونديال بتلاوة آيات قرآنية ، إدراكاً منه بأن الناس تبقى تحتفظ بصور البدايات والنهايات، وتبقى صورة تتويج الأسطورة ميسي مرتبطة بقطر وتقاليدها إلى الأبد.

بدوره، أرفق الناقد الرياضي الليبي بشير السويحلي مقطع فيديو للحظة رفع ميسي للقب كأس العالم باللباس القطري، وتساءل "هل هو الزعل والغضب للفشل الأوروبي في هذا المونديال بخروج كل منتخبات القارة العجوز في أسوء أداء لها؟ أم هو الغضب نتيجة فشل الحملة على قطر ونجاح الأخيرة في تنظيم أكثر نسخة إبهاراً لكأس العالم؟"

ونشرت الصحفية الجزائرية وصال حريز صورة تجمع احتفال سابق للأسطورة البرازيلية بيليه بلقب كأس العالم 1970 مرتدياً القبعة المكسيكية، خلال مراسم الاحتفال في تلك الدولة، مع احتفال ميسي بلقب مونديال 2022 مرتدياً البشت القطري، وعلّقت "ما الجنون في ذلك، إنه أمرٌ طبيعي".

المحلل في شبكة قنوات بين سبورتس الإعلامية وأسطورة كرة القدم المصرية محمد أبو تريكة"، سخر على طريقته من التهجم الغربي على لقطة ليو ميسي وأرفق عبر ستوري الانستجرام الخاص به صورة للقائد الأرجنتيني وعلّق "صباحكم بشت، صياحكم طرب يا غرب".

ودافع حساب موسوم باسم "الخدّاش" عن لقطة ظهور ميسي بالبشت وكتب "إذا كان ميسي ذاته لن يتذكر كأس العالم إلا مقرونا باسم قطر وستاد لوسيل والعكس صحيح بهذا الإنجاز التاريخي الخالد، فمن باب أولى أن يتذكر البشت مع أجمل لحظة تتويج في تاريخه".

وأرفق "شكراً قطر ولا عزاء للحاقدين".

واستنكر الأكاديمي الفلسطيني طارق حمود ازدواجية الغرب في معاييره اتجاه قطر وكتب "بدأت هيستيريا الإعلام الغربي على لبس ميسي للبشت العربي، والمروية الغربية أن العباءة أفسدت احتفال ميسي بقميص وطنه".

وأضاف: "السؤال: لو فازت فرنسا ولفَّ كابتن منتخبها نفسه بعلم قوس قزح كما وعدت وزيرة الرياضة الفرنسية، هل سيأبه الإعلام العنصري بقميص الوطن".

من ناحيته، تعجّب الناشط العُماني أبو خالد من تهجم الصحافة الغربية على لقطة ميسي وعلّق "بدأت المناحة في الصحافة الغربية للبس ميسي البشت"

وأرفق أبيات شعرية لأبي فراس" وَرُبَّ كلامٍ مَرَّ فَوقَ مَسامِعي كَما طَنَّ في لَوحِ الهَجيرِ ذُبابُ".

الصحفي المصري أسامة جاويش أثنى على لقطة تتويج ميسي بالبشت القطري، مشيداً بالتنظيم القطري الكبير لأحداث البطولة وكتب "الصحافة الغربية في حالة غضب شديد من لقطة ارتداء ميسي لروب عربي زي ما وصفوه قبل رفعه لكأس العالم"

وأضاف "قطر تنجح مرة أخرى في آخر مشهد لاستضافتها هذا المونديال المبهر في إجبار العالم على الحديث عن هذا الرداء العربي وماهيته ومغزاه".

وتابع " لقطة ستحكي عنها الأجيال القادمة لعقود طويلة".

وفي الإطار ذاته، أكد الناشط السعودي سلطان الموسى أن الإعلام الغربي لم يقوم بالتهجم على "بشت ميسي" سوى لأنه يحمل دلالة عربية واضحة، تحمل معالم الدولة المستضيفة لمنافسات كأس العالم.

الناشط العُماني أحمد السيابي أشاد بالدور الكبير لأمير دولة قطر تميم بن حمد، في إعادة إحياء التراث العربي أمام العالم أجمع، وعلّق قائلًا "في 28 يومآ تمكن هذا الرجل من إعادة رسم الصورة النمطية للإنسان العربي في عقول وقلوب زهاء 8 مليارإنسان، ولم نعد مجرد خيمة وجمل وبئر نفط، بل حضارة ودين تسامح ومكارم أخلاق لم يشهد مثيلها كل العالم".

وأضاف "شكراً لك يا أفضل لاعب، وهداف البطولة، ومايسترو المونديال، شكراً الشيخ تميم بن حمد".

وفي سياقٍ متصل، وصف موقع "والا" العبري لقطة ميسي التاريخية بـ"العار" وقال إن الاتحاد الدوالي لكرة القدم "الفيفا" قد ألبس ميسي مثل علاء الدين في أكبر لحظة تاريخية في مسيرته.

وأضاف الموقع العبري بأن المعلقين العرب يردون "هذا بمثابة الإصبع الأوسط في عيون خصوم قطر".

ويأتي التهجم من الصحافة العبرية على دولة قطر، بعد حملة التضامن الواسعة من خلال نشطاء قطريين وعرب مع القضية الفلسطينية، عبر رفع الأعلام والكوفية في المدرجات ورفع صوراً لبعض الرموز الوطنية والأسرى في سجون الاحتلال.

وفي السياق ذاته، علّق لاعب منتخب الأرجنتين السابق بابلو زاباليتا على ظهور ميسي بالبشت العربي :"لماذا؟.. لا يوجد سبب لفعل ذلك".

ومن جانبه، علّق باستيان شفاينشتايجر لاعب منتخب ألمانيا السابق، على اللقطة: "لم أكن أعتقد أنه كان أمرًا جيدًا، لقد أخذت لحظة كبيرة من اللاعب، أنت تلعب كرة القدم لرفع الكأس بقميص بلدك، لا أعتقد أنه سعيد بذلك أيضًا، في رأيي، لم يكن كأس العالم ناجحاً".

وقال جاري لينيكر لاعب منتخب إنجلترا السابق، عن لقطة ارتداء ميسي للزي القطري: "بطريقة مخزية إنهم غطّوا ميسي وهو يرتدي قميصه الأرجنتيني".

الجدير بالذكر، أن "البشت" هي عباءة يرتديها الرجال العرب منذ القِدم، وما زال يستخدم في دول الخليج، ويتميز بألوانه المختلفة مثل الرمادي والأسود والبني والبيج والأبيض.

وكان قد توُّج المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم بلقب كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه، عقب حسمه ركلات الترجيح أمام بطل العالم في نُسخة مونديال 2018 المنتخب الفرنسي، بعدما انتهت الأشواط الأصلية والإضافية بالتعادل 3-3، في نهائي مُثير أُقيم على إستاد لوسيل بالعاصمة القطرية الدوحة.

 

 

 

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة