في ظلال الطوفان..

55 عامًا على إحراق المسجد الأقصى والنيران ما زات مشتعلة والخطر يقترب!

شهاب - تقرير

يصادف اليوم الذكرى الـ55 لجريمة حرق المسجد الأقصى المبارك، على يد المتطرف اليهودي "مايكل دينيس" الذي أشعل النيران عمدًا في أروقة الحرم الشريف والتهمت أجزاء مهمة من القبلة الأولى للمسلمين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

يستذكر الشعب الفلسطيني، في خضم معركة طوفان الأقصى، هذه الجريمة النكراء التي تمَّت بتواطؤ من سلطات الاحتلال، في محاولة يائسة منها لإحراق وطمس معالم المسجد الأقصى المبارك، فهذه الجريمة وغيرها من جرائم الاحتلال التي تستهدف هوية وقدسية وتاريخ مدينة القدس والأقصى.

وتأتي هذه الذكرى في ظلال معركة "طوفان الأقصى" التي انطلقت في السابع من أكتوبر من العام الماضي، للدفاع عنه في ظل ما يتعرض له من انتهاكات ومضايقات واعتداءات على المرابطين والمصلين، كما وحدت الشعب الفلسطيني ورسّخت البوصلة نحو تحرير الأرض والمقدسات، مؤكدين لا شرعية ولا سيادة للاحتلال على شبر من المسجد الأقصى المبارك.

هذه الجريمة تأتي في ظل تصعيد الاحتلال حرب الإبادة الجماعية والمجازر المروّعة بحق أهالي قطاع غزَّة، للشهر الحادي عشر على التوالي، وفي ظل استمرار جرائم حكومة الاحتلال ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وبحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك، عبر الاقتحامات الاستفزازية والمحاولات المحمومة لفرض التقسيم الزماني والمكاني وتنفيذ مخططات التهويد، واستهداف المرابطين والمقدسيين بالقتل والإبعاد والاعتقال والملاحقة، في الوقت الذي يتواصل فيه الصمت والتقاعس والتخاذل الدولي والدعم الأمريكي والغربي لهذه الجرائم والمجازر والانتهاكات.

كما أكدت هذه الجريمة على أن المسجد الأقصى ومدينة القدس ستبقى عنوان الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وبوصلة وحدة الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية في الدفاع عنها ونصرتها والتضامن مع أهلها والمرابطين فيها، ميدانياً وسياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً وإنسانياً، حتى تحريرها من دنس الاحتلال.

وبحسب مراقبون، فإن إجراءات الاحتلال التي تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ السابع من أكتوبر العام الماضي؛ لن تفلح في تغيير هوية مدينة القدس والمسجد الأقصى أو فرض أمر واقع يمكّن قادة الاحتلال وحكوماته المتعاقبة في الاستيلاء أو فرض السيادة على شبر منهما، مهما طال الزَّمن وبلغت التضحيات.

ووفق المراقبون، فإن يقظة جماهير الشعب الفلسطيني، وصمودها الأسطوري، وثبات المرابطين وبسالتهم، وصلابة وقوَّة رجال المقاومة، في كلّ المحطات التي حاول فيها هذا الاحتلال النيل من القدس والأقصى؛ قد أحبطت كافة تلك المحاولات، وهي كفيلة بإحباط كل مشاريع الاحتلال ومخططاته العدوانية ضد الشعب والأرض والمقدسات.

النفير العام

ومن جهتها، دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس جماهير شعبنا وأمتنا والأحرار في كل العالم إلى النفير العام والاحتشاد في كل الساحات، وجعل يوم الجمعة القادم 24 آب/ أغسطس يوماً حاشداً وفاعلاً للانتصار والدّفاع عن غزَّة والقدس والمسجد الأقصى المبارك.

كما ودعت جماهير شعبنا في مدينة القدس وأهلنا في الدَّاخل المحتل وعموم الضفة الغربية المحتلة إلى مواصلة شدّ الرّحال والرّباط والاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك، في جمعة الأقصى يوم 24 آب/ أغسطس القادم، والتصدّي لكلّ محاولات المتطرّفين الصهاينة اقتحامه وتدنيسه، وإفشال مخططاتهم الخبيثة الساعية لتقسيمه.

وشددت على ضرورة أن تضطلع الأمَّة اليوم، قادة ومسؤولين، شعوباً وحكومات ومنظمات، بدورهم ومسؤولياتهم التاريخية في دعم صمود شعبنا ومقاومته، لمواجهة خطر وعدوان الاحتلال الذي يستهدف الأرض والإنسان والمقدسات". 

وأشارت الحركة إلى إنَّ أمَّتنا الإسلامية، قادة وحكومات، التي تداعت لنصرة الأقصى المبارك بعد جريمة حرقه عام 1969، مدعوّة اليوم لتحمّل مسؤوليتها التاريخية في التحرّك العاجل والفاعل، للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وحمايته من أخطار تهويده وطمس معالمه المتصاعدة. 

وطالبت شعوب الأمَّة العربية والإسلامية، لتعزيز وتكثيف حالة الإسناد والتضامن مع صمود أهلنا في قطاع غزَّة، ومع المقدسيين في رباطهم وجهادهم وتضحياتهم، لنكون جميعاً شركاء في نيل شرف المساهمة في الدفاع عن فلسطين وتحرير المسجد الأقصى.

وأكدت أنَّ روح طوفان الأقصى وجذوته لن تنطفئ، ومسيرته ستمضي مهما بلغت التضحيات، حتى دحر الاحتلال وتحرير الأرض والمقدسات. 

 حرق المنبر

وتسببت هذه الجريمة بإحراق منبر نور الدين زنكي الذي صنعه ليضعه في المسجد بعد تحريره، لكنه مات قبل ذلك ووضعه صلاح الدين الأيوبي، الذي يعتبر رمزا للتحرير والنصر على الصليبيين. 

وبلغت المساحة المحترقة من المسجد الأقصى أكثر من ثلث مساحته الإجمالية، حيث احترق ما يزيد عن 1500 متر مربع من المساحة الأصلية البالغة 4400 متر مربع. 

وأحدثت النيران ضررا كبيرا في بناء المسجد الأقصى المبارك وأعمدته وأقواسه وزخرفته القديمة، وسقط سقف المسجد على الأرض نتيجة الاحتراق، وسقط عمودان رئيسان مع القوس الحامل للقبة. 

كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية، وتحطم 48 شباكا من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبس والزجاج الملون، واحترق السجاد وكثير من الزخارف والآيات القرآنية. 

وعمل الاحتلال مسرحية باعتقال الجاني ونقله الى مستشفى للأمراض النفسية بالقرب من عكا وبعد فترة ليست طويلة تم ترحيله إلى أستراليا، وروج في حينه خرافة قال فيها: "إنه قام بفعلته بأمر من الله".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة