في ظروف مساعدة على الانتشار..

بالفيديو "شلل الأطفال".. مرض يتفشى في قطاع غزة دون تطعيمات أو لقاحات

شهاب - تقرير

مع دخول قطاع غزة الشهر الحادي عشر من حرب الإبادة الجماعية، يستمر تدهور الواقع الصحي، وتردي مستوى الخدمات الطبية المتوفرة، بسبب استمرار استهداف الاحتلال للمؤسسات الصحية في القطاع، هذا ما أثر سلبًا بطبيعة الحال على انتشار الأمراض المعدية والتي كان آخرها شلل الأطفال.

الظروف الكارثية للحرب ساعدت على انتشار الأمراض المعدية في قطاع غزة، مما جعلها أرضًا خصبة لهذا الكم الهائل من الإصابات بسبب الظروف المعيشية المتدهورة، وموجات النزوح المتكررة، وعدم توافر وسائل النظافة، بما في ذلك المياه، والاكتظاظ الكبير في مخيمات النزوح. 

ويعاني الغزيون من شح في المساعدات التي تدخل إلى القطاع، والتي تندر من بينها المساعدات الطبية والأدوية، بينما لا يتوافر الكثير من سبل العلاج للكثير من الأمراض، أو للحالات الطارئة، بما فيها الأمراض المعدية. 

كما توقفت جميع البلديات في قطاع غزة عن العمل بما في ذلك تشغيل محطات معالجة مياه الصرف الصحي بسبب نقص الوقود الكافي بسبب الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، وبناءً عليه أصيب الآلاف من أطفال غزة بالحصبة والأمراض المعدية وإصابة بشلل الأطفال بسبب عدم تلقي اللقاحات الدورية خلال الفترة الماضية.

وشلل الأطفال مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي ويمكن أن يحدث شللاً تاماً في غضون أيام وساعات، وينتشر عدوى بالانتقال من شخص لآخر.

ظروف مساعدة على الانتشار

ومن جهته، قال الدكتور سعيد صلاح استشاري طب الأطفال والمدير الطبي لمستشفى أصدقاء المريض الخيرية، إنه تم اكتشاف حالة لطفل فلسطيني من المحافظة الوسطى مصاب بمرض شلل الأطفال بعد إجراء سلسلة من الفحوصات وارسال عينات أخرى إلى الأردن أثبتت اصابته، مما يؤكد إصابة العشرات أو أكثر ولم يتم اكتشافها بعد.

وأضاف الدكتور صلاح، في حديث خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن المشكلة القائمة حاليا خلال ظروف الحرب هي عدم توفر البيئة الصحية المناسبة للناس كما هو معلوم للجميع للقاصي والداني، وجود النفايات وتدمير شبكات مياه الصرف الصحي في أغلب شوارع وأزقة قطاع غزة.

وأشار استشاري طب الأطفال إلى أن اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب وعدم وجود مياه صالحة للشرب والأجواء الحارة التي تشهدها البلاد والحشرات والميكروبات والالتهابات المنتشرة، كلها بيئة جيدة لانتقال وتفشي الأمراض المعدية وخاصة شلل الأطفال.

ولفت إلى أن مرض شلل الأطفال خطير جدًا حيث يصيب الفيروس الجسم ويعمل على تهتك العضلات وخاصة الجزء السفلي من الجسم، وعضلات الصدر التي تعد من أشد أنواعها خطورة لأنها تؤدي لتوقفها مما تؤثر على عملية التنفس بالتالي وفاة المريض المصاب بالفيروس.

وشدد الدكتور صلاح على أن فلسطين لم تشهد منذ 40 عامًا أي حالة من فيروس شلل الأطفال وأصبح مسيطر عليها تمامًا، مستدركًا أن اكتشاف المرض وبروزه من جديد في هذه الظروف الصعبة يجعلنا متخوفين جدًا من انتشاره بين الأطفال خاصة في هذه الظروف الصعبة كثير من الأطفال لم يتمكنوا من أخذ التطعيم سواء التطعيمات الأساسية التي تعطى للطفل بعمر أشهر أو المنشطة بعد أن يصبح عمره عام ونصف أو قبيل دخوله للمدرسة.

ودعا لوقف إطلاق النار لإعطاء الأطفال التطعيمات واللقاحات المناسبة لأن الأطفال تشكل نسبة كبيرة من فئات المجتمع، وان تعذر فعمل هدنة إنسانية لمدة أسبوع على الأقل حتى تتمكن الطواقم الطبية والمنظمات الصحة عمل الإجراءات المناسبة في ظل حالات النزوح المتكررة، مبينًا أن وزارة الصحة لديها خطة لإعطاء اللقاح لجميع الأطفال في قطاع غزة.

وحذر الدكتور صلاح من وصول لقاحات فيها خلل نتيجة النقل والتبريد غير المناسب مما يجعها فاسدة، وبالتالي يتعرض المريض لنقص في المناعة، داعيًا لتوفير اللقاح في ظروف آمنة للوصول لكافة الأطفال بلا استثناء.

وفي وقت سابق، حذر الأطباء الفلسطينيون في قطاع غزة من زيادة انتشار الأمراض والأوبئة بين النازحين في المخيمات ومراكز الإيواء، نظرا لتكدس أعداد كبيرة من النازحين في مساحات ضيقة.

وأكد مدير مكتب الإعلام الحكومي بقطاع غزة إسماعيل الثوابتة أن حكومة الاحتلال تتعمد تأزيم الواقع الإنساني في قطاع غزة، حيث دمرت شبكات المياه والصرف الصحي في معظم مناطق القطاع، فيما جميع معابر القطاع مغلقة، وليس هناك دخول للمساعدات.

يشار إلى أن هناك 1.7 مليون فلسطيني مصاب بأمراض معدية نتيجة النزوح في القطاع، وأكثر من 71 ألف حالة عدوى بالتهاب الكبد الوبائي الفيروسي، إضافة إلى أن 3500 طفل معرضون للموت بسبب نقص المناعة، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

بدوره، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 67% من نظام المياه والصرف الصحي تم تدميرها في القطاع من طرف الاحتلال خلال الحرب الحالية.

كما ذكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن "إسرائيل" تتعمد بالقتل والتجويع فرض التهجير القسري على سكان قطاع غزة وتدمير كل مقومات الحياة الأساسية، بما في ذلك استهداف مقرات الأمم المتحدة واقتراف جرائم قتل جماعية فيها تشكل كل منها جريمة دولية قائمة بحد ذاتها ومكتملة الأركان.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة