"المساعدات أمِّ السُّخط الشَّعبيِّ"... خبراء: ترامب يتجاهل الحسابات بشأن أهمِّيَّة الاستقرار بمصر والأردنِّ

"المساعدات أمِّ السُّخط الشَّعبيِّ"... خبراء: ترامب يتجاهل الحسابات بشأن أهمِّيَّة الاستقرار بمصر والأردنِّ

يرى خبراء بأن القاهرة وعمَّان تفضلان المخاطرة بفقدان المساعدات الأميركية تجنبا لإحداث حالة سخط شعبي أو الظهور بمظهر المتواطئ في إبادة الفلسطينيين، أمام خطة الرئيس دونالد ترامب في الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير سكانها.

وقال الخبراء لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن ترامب يتجاهل الحسابات الأميركية السابقة بشأن أهمية الاستقرار في مصر والأردن، وتعاونهما الوثيق مع الولايات المتحدة في المسائل الأمنية.

وفي افتتاحيتها، قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن خطة ترامب لتهجير سكان غزة "ليست في مصلحة إسرائيل لأنها ستقوّض اتفاقات السلام مع مصر والأردن"، مشيرة إلى أن هذه الاتفاقات تمثل البنية السياسية التي تقوم عليها اتفاقيات أبراهام.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن من الأفضل أن يغير ترامب وبنيامين نتنياهو نهجيهما، وأن يتوقفا عن تخريب أسس السلام في الشرق الأوسط.

ومن جهته، حذر المحلل الإسرائيلي البارز تسفي هاريل، من أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتطهير غزة عرقيا من الفلسطينيين وتحويل القطاع إلى "ريفيريا الشرق الأوسط"، تهدد اتفاقيات السلام مع مصر والأردن.

وفي مقال مطول نشرته صحيفة هآرتس ، قال هرئيل إن ترامب تجاهل التحذيرات بشأن تطور مناطق الصراع على طول الحدود بين "إسرائيل" ومصر إذا تم توطين سكان غزة هناك.

ويتجاهل ترامب أيضًا التحذيرات بشأن عدم الاستقرار الذي قد يطيح بالنظام في الأردن إذا اضطر إلى استيعاب مئات الآلاف من اللاجئين، مضيفًا أنه فشل في إدراك التأثير المحتمل على اتفاقيات السلام التاريخية التي وقعتها مصر والأردن ، والتي شكلت الأساس لـ " اتفاقيات إبراهيم ".

وحذر المحلل الإسرائيلي، من أن خطة ترامب قد تعيد تشكيل الشرق الأوسط، كما يدعي نتنياهو، لكنها ستفعل ذلك بطريقة تتناقض مع توقعاتهم.

وخلص هاريل إلى أن ترامب عندما يخبر العالم بأن مصر والأردن ستقبلان نحو مليوني غزّي بفضل المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة، فإنه يضعهما عند مفترق طرق حيث يتعين عليهما اتخاذ قرار غير مسبوق: إما اختيار المساعدات أو مواجهة عدم الاستقرار. وفي ظل مثل هذا الاختيار، قد لا يكون القرار صعباً على كلا البلدين.

وتتلقى الأردن أكثر من 1.5 مليار دولار من المساعدات الخارجية سنويا من الولايات المتحدة، في حين تحصل مصر على 1.3 مليار دولار سنويا من التمويل العسكري الأجنبي من واشنطن. وقد ألمح ترامب إلى أن هذه المساعدات قد تتعرض للتهديد إذا لم توافق أي من الدولتين على خطته لتهجير الفلسطينيين من غزة.

ويضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل تنفيذ خطة لإعادة توطين سكان القطاع في كل من مصر والأردن، وهو ما رفضته الدولتان رفضا قاطعا.

قالت الرئاسة المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اتفقا في اتصال هاتفي، الأربعاء على ضرورة إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين من أرضهم.

وقالت الرئاسة المصرية في البيان إن الاتصال “ركز بشكل كبير على تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أكد الزعيمان على وحدة الموقفين المصري والأردني، بما في ذلك ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومواصلة إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتيسير إدخال المساعدات الإنسانية في إطار المساعي الرامية لإنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع”.

وأضافت “شدد الزعيمان على أهمية بدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة بشكل فوري مع عدم تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وشددا كذلك على ضرورة وقف الممارسات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية”.

وأشارت إلى أن الزعيمين تناولا أيضا سبل تعزيز التنسيق والتشاور بين الدول العربية، والاستعدادات للقمة العربية الطارئة المقررة في مصر يوم 27 فبراير/ شباط.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة