أفرج الاحتلال "الإسرائيلي" عن الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة طوفان الأحرار، والتي تضم 110 أسرى، بينهم 9 وصلوا إلى قطاع غزة .
واحتشد آلاف الفلسطينيين في مدينة رام الله بالضفة الغربية لاستقبال الأسرى المحررين، رغم محاولات الاحتلال منع أي مظاهر احتفالية.
ووصل عدد من الأسرى إلى رام الله والقدس المحتلة، ويتوالى وصول بقية الأسرى.
وظهر من بين الأسرى المحررين، زكريا الزبيدي، الذي وعد المتحدث باسم كتائب القسَّام أبو عبيدة الإفراج عنه رغمًا عن أنف السجان
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو للأسير المحرر الزبيدي، عند محاكمته خلال محاولته الفرار من زنزانته، بالقول: "أول ع تالي مروحين".
والزبيدي هو أحد قادة كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وعضو سابق في المجلس الثوري للحركة. ولد عام 1976، وله تاريخ طويل من النضال، إذ نفذ العديد من العمليات العسكرية في الضفة الغربية ضد الاحتلال "الإسرائيلي"، وقاد النشاط العسكري للكتائب إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000ـ2005).
وعمل على تنشيط الحركة الثقافية الداعمة للمقاومة وترسيخ الفهم العميق للقضية الفلسطينية، من خلال المشاركة في تأسيس وإدارة مركز ثقافي ومسرح مجتمعي (مسرح الحرية) في مدينة جنين، لتأكيد أهمية الفن في مسار حركة النضال الشعبي.
وتعرض الزبيدي للعديد من عمليات الاغتيال الفاشلة، وكان لسنوات على رأس المطلوبين لسلطات الاحتلال، وقد واجه مرارا الاعتقال، كان آخرها حين أُعيد اعتقاله في أعقاب محاولة الهروب الكبير التي نفذها مع 5 من رفاقه من سجن جلبوع عام 2021.
وفي عملية أُطلق عليها "نفق الحرية"، استطاع الزبيدي في 6 سبتمبر/أيلول 2021 مع 5 أعضاء من حركة الجهاد الإسلامي الفرار عبر نفق كانوا قد حفروه أسفل سجن جلبوع الحصين. لكن سرعان ما أعادت سلطات الاحتلال اعتقالهم جميعا في غضون أيام، وتعرضوا إثر ذلك للعنف الجسدي انتقاما لهروبهم، وكسرت الشرطة الإسرائيلية فك الزبيدي وضلعين من أضلاعه أثناء إعادة القبض عليه.
وكان زكريا لا يزال موقوفا من دون تحديد محاكمة أو إصدار حكم بحقه، ولكن محكمة عسكرية إسرائيلية حكمت عليه بـ5 سنوات إضافية لفراره، كما عانى من سوء المعاملة والعزل الانفرادي ومنعت عنه زيارات عائلته.
وقالت هيئة شؤون الأسرى، في بيان لها في مايو/أيار 2024، إن الزبيدي يتعرض لسياسة النقل الانتقامي كل 3 أشهر، وإنه واجه على مدى 3 أشهر في سجن عسقلان تفتيشات يومية ونقصا في الملابس والطعام مع رداءته.
وفي يناير/كانون الثاني 2025، أدرجت "إسرائيل" اسم زكريا الزبيدي ضمن قائمة الأسرى المقرر الإفراج عنهم في إطار اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق الأسرى في قطاع غزة، وستسمح له بالعودة إلى منزله في جنين.