نعت والدة زوجة الشهيد محمد الضيف، قائد كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، صهرها بكلمات يملؤها الحزن والأسى، مستشهدة بالآية الكريمة: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}.
وفي كلمات مؤثرة، وصفت والدة زوجة “أبو خالد” الضيف علاقتها به، مؤكدة أنه كان يعاملها كأمّه تمامًا، رغم أنها والدة زوجته، وقالت بأسى “كان يبرّني كما يبرّ أمه، لم أشعر يومًا أنه مجرد صهر، بل كان ابني بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
وتطرقت إلى فقدان ابنتها في وقت سابق، مشيرة إلى أنها كانت تتوقع استشهاد الضيف قبلها، لكنها استدركت “الله قدّر أن تستشهد ابنتي ويبقى هو، لكن حتى بعد فقدانها، لم يحرمني من أحفادي. احتضنتهم وربّيتهم، وسأبقى معهم إلى أن ألقى الله”.
"رجل من زمن الصحابة”
وفي وصف مؤثر لشخصية محمد الضيف، عبّرت عن إعجابها الكبير بصفاته القيادية والإنسانية، قائلة “والله لن أرى في حياتي رجلًا مثله، كان نعم الرجل، نعم الابن، نعم القائد، كأنه رجل من زمن الصحابة”.
وختمت حديثها بتأكيدها لاستثنائية شخصيته قائلة “والله لن أرى في حياتي رجلا مثله، ولو عشت ألف مرة”.
وعلى مدى أكثر من 30 عامًا، ظل محمد الضيف أحد أبرز القادة الفلسطينيين المطلوبين لإسرائيل، على خلفية نشاطه العسكري وقيادته العديد من العمليات ضد جيشها، وتأسيس المجموعات الفلسطينية المقاتلة وتنظيمها وتدريبها، فضلًا عن تصنيع السلاح والصواريخ.
وأعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة استشهاد قائد هيئة أركان القسام محمد الضيف، وعدد من القادة البارزين، خلال معركة "طوفان الأقصى".
وقال أبو عبيدة، في كلمة مصورة: "نزف إلى أبناء شعبنا العظيم استشهاد قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف". كما زفت القسام، مروان عيسى (نائب قائد أركان القسام)، غازي أبو طماعة (قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية)، رائد ثابت (قائد ركن القوى البشرية)، رافع سلامة (قائد لواء خانيونس).
وأشار إلى أنه سبق إعلان استشهاد قائد لواء الشمال أحمد الغندور، وقائد لواء المحافظة الوسطى أيمن نوفل، في أثناء المعركة.
وأوضح "أبو عبيدة"، أن منظومة القسام لم تشهد فراغًا قياديًا ولو لساعة واحدة، مشددًا أن استشهاد القادة زاد من بسالة المجاهدين ودافعيتهم للقتال، واستمدوا القوة من عقيدتهم الراسخة، حيث "القائد يخلفه ألف قائد".