دور السلطة؟..

تقرير الضفة شقيقة غزة وتوأمتها بالمقاومة والتضحية.. هل سينجح الاحتلال بوأدها؟

الضفة شقيقة غزة وتوأمتها بالمقاومة والتضحية

 

"خزان المقاومة الحقيقي" هكذا يطلق على الضفة الغربية المحتلة التي أبدعت وجابهت الاحتلال الإسرائيلي وقهرت جيشه ومرغت أنفه على مدار العقود الماضية وحتى يومنا هذا، لتصنع برجالها وشبابها ونسائها أسطورة للمقاومة تربك حسابات الاحتلال ومنظومته الأمنية.
ومع بداية معركة "طوفان الأقصى" تصاعد الأداء المتميز للمقاومة في الضفة الغربية المحتلة الذي يزدهر ويتطور منذ أكثر من عامين، متحدًا ومتجاوزًا للمنظومات الأمنية الإسرائيلية، والتنسيق الأمني مع أجهزة أمن السلطة، ليُسجّل صفحات جديدة من بطولات زادت من الضغط السياسي والعسكري على حكومة الاحتلال. 
لتصنع المقاومة في الضفة الغربية تناغم رائع وملحوظ مع مثيلاتها في قطاع غزة، التي تضرب الاحتلال في كل زقاق وشارع وحي ومدينة، وبذلك تضرب رأس الاحتلال الإسرائيلي وجيشه الذي يعاني على كل الجبهات والساحات، ليدل على فشل متكامل له بين شقي الوطن، الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة لـ "تحييد" الضفة ومقاومتها.
ومنذ انطلاق الطوفان شهدت مدن الضفة الغربية تصاعدا وتطورا في المقاومة والاشتباكات والعبوات الناسفة للمقاومة والتي ألحقت خسائر بشرية ومادية في جيش الاحتلال، الأمر الذي قابلته السلطة بتصعيد حملة الملاحقة للمقاومين وعمليات واسعة لتفكيك قدراتهم العسكرية البسيطة التي أعدت لاستهداف آليات الاحتلال.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم عن بدء عملية عسكرية واسعة وطويلة في شمال الضفة الغربية، وتشمل مدن جنين وطولكرم وطوباس، في عملية هي الأكبر منذ العام 2002، وسط اندلاع اشتباكات عنيفة تخللها تفجير عبوات ناسفة مع المقاومين في أنحاء متفرقة.

"مصيرها الفشل المحتوم"..


القيادي الوطني عمر عساف، قال إن بدء جيش الاحتلال عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية، للقضاء على المقاومة، مصيرها الفشل المؤكد والمحتوم، ولن تزيد المقاومين إلا إصرارًا على المقاومة وتوسيعها. 
وأضاف عساف في تصريح خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن الاحتلال حاول خلال السنوات الماضية القضاء على المقاومة بكافة السبل، إلا أنه فشل في ذلك، وفي المقابل كانت المقاومة تزداد في الضفة الغربية ويشتد عودها. 
وتابع: لقد استطاعت المقاومة في الضفة خلال السنوات والشهور الماضية من تطوير أدواتها، وتوسيع رقعة الاشتباك مع الاحتلال، على الرغم من حملة الملاحقة المزدوجة التي تتعرض لها. 
وأردف: مع بدء عملية الاحتلال العسكرية، اندلعت اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال في 15 موقعًا تقريبًا في الضفة الغربية، بما في ذلك مخيم العروب، وهذا مؤشر على قوة وتوسع المقاومة. 
وذكر عساف، أن المقاومة طورت من وسائلها ولجأت لتصنيع العبوات الناسفة في الآونة الأخيرة، وبات الاحتلال غير قادر على مواجهتها بريًا فقط، لذا لجأ مؤخرًا إلى استخدام الطائرات بأنواعها لمواجهة المقاومين.  
وأشار القائد الوطني، إلى أن هذه الطريقة مجربة وغير ناجعة، ولا يمكن أن يقبل شعب تحت الاحتلال أن تصادر أرضه وتدنس مقدساته، وأن يقف متفرجًا غير مدافع عن حقوقه. 
وبين عساف أن الضفة الغربية تعد أحد المحاور الرئيسية للصراع في هذه المرحلة، لأن الاحتلال يرى فيها أرضًا يحاول السيطرة عليها، مشيرًا إلى أن الـ 850 ألف مستوطن الذي الجثامين على أرضها، بينهم 70 ألف مستوطن منتمون إلى مليشيا مهمتهم كـ "استيطان رعوي" و"فتية التلال" تفريغ الضفة الغربية من سكانها.  
وتابع عساف، اعتقد أن الاحتلال بإقدامه على هذه العملية بحجة التصدي للمقاومة، أنه يريد اللجوء إلى التهجير، والذي قد يكون تهجيرًا داخليًا، في هذه المرحلة، ولن يتوانى أن يكون تهجيرًا خارجيًا في مرحلة ما. 


"مخاوف من التهجير"..


ومن جانبها، قالت الناشطة السياسية سمر حمد، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي عازم على المضي قدمًا بمخطط تهجير الفلسطينيين، مضيفة أن حكومة الاحتلال المتطرفة تسعى بشكل كبير لتنفيذ مخططاته بضم الضفة وتهويد المسجد الأقصى وتقسيمه مكانيًا وزمانيًا وواقعاً. 
وأكدت حمد خلال تصريح خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن الاحتلال وحكومته المتطرفة تسعى لتطبيق مخططاتها في الضفة وجعل هذه المخططات أمرًا واقعيًا يعيشه الفلسطيني، ولا يمكن التراجع عنه، مبينة أن الاحتلال يخوض حرب إبادة جماعية وسياسة تطهير عرقي من خلال ارتكاب أبشع الجرائم في غزة. 
وأضافت أن الاحتلال وحكومته المتطرفة تنتقل بإبادتها من غزة للضفة، مشيرة إلى أن إعلان جيش الكيان المحتل عن عملية موسعة تستهدف الضفة بدعوى التخلص من معاقل المقاومة التي باتت تشكل خطرا يهدد أمنه وأمن مستوطنيه بعد العمليات النوعية الأخيرة، وعودة شبح العلميات الاستشهادية الذي لطالما شكل هاجسًا ورعبًا للاحتلال وقادته. 
وبينت حمد أن الاحتلال ارتكب العديد من المجازر ودمر بشكل وحشي البنى التحتية في مدن ومخيمات الضفة، مضيفة أنه استخدام المسيرات والقصف بالطيران كسابقة لم تكن في المشهد السابق للنزاع في السنوات السابقة. 
وقالت الناشطة حمد إن إعلان الاحتلال عن عملية جديدة هي الأوسع منذ عام ٢٠٠٢ في الضفة الغربية يشي بأن القادم سيكون صعبًا وداميًا، مشددة أن الاحتلال لن يتوانى أبدًا عن استخدام أي قدرات نارية وقتالية مهما علت وتيرتها فكل شيء مستباح في عقيدة هذا المجرم المحتل الذي يسعى لإنهاء الوجود الفلسطيني.  
وأوضحت أن التحدي التي تعيشه الضفة الآن خطير، وتمر بمنحنى حساس ومهم وتحدي شائك تعيشه في ظل عدوان الاحتلال.
وتابعت حديثها، " لو لم تتكاتف جهود الفلسطينيين، وتتوحد القوى الفلسطينية واصطف الكل الفلسطيني كالبنيان المرصوص في وجه هذا التنكيل والإجرام الصهيوني النازي في الضفة، فإن هذا المحتل سيستفحل في دماءنا وتدمير المدن والمخيمات ويمضي لتهجير السكان وضم الضفة قدر ما يستطيع لإيجاد سياج أمن لجمهوره الداخلي ومستوطنيه حتى لا تتقوض أركان كيانه ويقصر عمر وجوده كمحتل يجثم فوق الأراضي الفلسطينية". 
وشددت حمد على أنه إذا لم تفعل كل أشكال المقاومة في الضفة بطرق نوعية رادعة لهذا المحتل فستكون الأثمان التي تدفع باهظة قد تطيل عمر المحتل وتجعله أكثر وحشية وإجرامًا. 
كما كشف حسن خريشة نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أن "الاحتلال يحاول تهجير سكان مخيمات الضفة الغربية"، وأشار في تصريحات صحفية إلى أن "الاحتلال عمد إلى إضعاف السلطة الفلسطينية". 


"دور السلطة"..


وعن الدور الذي يجب أن تقوم به السلطة، قال القائد الوطني عمر عساف، إنه من يفكر أو يراهن أو يعتقد أن السلطة يمكن أن تقوم بشيء في هذا المجال، هو يركض وراء سراب، فالسلطة تقف موقف المتفرج. 
وأضاف، السلطة عمليًا انشغلت خلال الأسابيع الماضية في تفكيك العبوات والالغام التي ينصبها المقاومون لإعاقة اقتحام آليات الاحتلال لمدن ومخيمات الضفة الغربية. 
وأعرب عساف عن أسفه من أن السلطة اعتقلت عددًا غير قليل من المقاومين، وحتى ممن يتضامون معهم. 
وشدد عساف على أن حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة لن تمنح السلطة أي دور مهما قدمت لهم من خدمات، مشيرًا إلى أن هذه الحكومة لا تريد أي فلسطيني على هذه الأرض.
ومن جانبها، دعت حركة حماس عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية، للوقوف عند مسؤولياتهم، واستشعار المخاطر التي تتهدد قضيتنا الوطنية، والالتحاق بمعركة شعبنا المقدسة، والمُضي في طريق المقاومة حتى دحر الاحتلال، ونيل شعبِنا حريتَه وحقَّه في تقرير مصيره.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة