في خطوة تحمل دلالات سياسية وعسكرية بالغة، أعلنت كتائب القسام اليوم عن تسليم ثلاثة أسرى من الجنود الإسرائيليين في إطار صفقة تبادل والتزام باتفاقية وقف إطلاق النار.
وقال المحلل السياسي إبراهيم المدهون، إن هذه العملية تأتي بعد جدل مطول وتصريحات متبادلة، أبرزها ما جاء في تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن رغبته في استرداد كافة الأسرى بحلول يوم السبت، مهددًا "بفتح الجحيم" في الشرق الأوسط في حال عدم الالتزام.
وأشار المدهون في تحليل للمشهد، إلى أن هذه الخطوة من الصفقة لم تكن نتيجة لعفوية عابرة، بل جاءت بعد موقف حاسم من حماس التي لوحت سابقاً بتجميد الصفقة نتيجة تماطل الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ البروتوكول الإنساني الخاص بإدخال مستلزمات الإيواء والمعدات الثقيلة إلى قطاع غزة.
وأضاف، أنه "بعد مشاورات سياسية دولية وإقليمية متصاعدة مع حركة حماس، واعتراف واضح وتعهد من الاحتلال بضرورة الالتزام بكافة بنود الاتفاق، تم استكمال عملية التسليم في موعدها".
وأوضح، أن هذه الخطوة تحمل رسائل متعددة؛ فهي تؤكد أن حماس لا تعتمد فقط على القوة العسكرية، بل تمزج بين القوة والتفاوض والضغط السياسي. ففيها يتجلى بوضوح مدى قدرة المقاومة على ترتيب أوراقها والوقوف في وجه أي تجاوز أو محاولة لتقليص قدرات الشعب الفلسطيني.
ولفت المدهون إلى أنها تشكل رسالة لكل من يسعى للتلاعب بالمشهد السياسي أو إخراج حماس من المعادلة، بأن المقاومة تظل ركيزة أساسية في حماية حقوق وكرامة الشعب.
ومن ناحية أخرى، تبرز صور قادة كتائب القسام في التسليم الذين قادوا معركة "طوفان الأقصى" واستشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي كرموز خالدة للتضحية والصمود. فاستحضار صور الضيف وإخوانه القادة هي شهادة على استمرار المقاومة وثباتها رغم استشهاد العظماء وغيابهم. إنها تذكير بأن المقاومة الفلسطينية لا تعرف الانكسار وأنها قادرة على ترتيب صفوفها من جديد مهما بلغت الجراح والتحديات، وفقًا لما قاله المدهون.
وتابع، "كما يتضح أن حماس، رغم حرصها على تجنب العودة إلى الحرب الشاملة، لن تسمح بأن يُترك الشعب الفلسطيني محاصرا فلا عودة للحصار. فلن يقف الشعب الذي يعاني من الجوع والمرض والحرمان مكتوف الأيدي ما دامت المقاومة حريصة على تأمين حقوقه وضمان معيشته الكريمة".
وشدد المدهون على أن تسليم الأسرى الإسرائيليين اليوم يمثل أكثر من مجرد صفقة تبادل؛ فهو رسالة تحدٍ وإعلان عن صمود لا يلين. رسالة تؤكد أن المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، قادرة على مواجهة كل محاولات التهشيم أو إخراجها من المعادلة السياسية. وبينما يستمر الشعب في مواجهة التحديات بإباء وصلابة.