رأى محللون وباحثون فلسطينيون أن اليوم الأول لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة رسّخ قواعد جديدة، وأكدوا أن اليوم التالي للحرب سيكون فلسطينيًا خالصًا.
وقال المحلل السياسي عمر عساف، إن اليوم الأول لوقف إطلاق النار ثبّت عدة معادلات أولها أن للمقاومة الفلسطينية اليد العليا قبل وبعد الطوفان لأن من ادّعى أنه يسعى لتدمير المقاومة والقضاء عليها لم يستطع فعل شيء مما يقول".
وأضاف عساف "تولّد شعور لدى أبناء الشعب الفلسطيني بأن المقاومة قد أثبتت حضورها، وأفشلت كل ما يسعى له الاحتلال، وبالتالي ازداد التفافه حولها في مشهد يخلق اهتزازا لدى كيان الاحتلال".
ولفت إلى أن القضية الفلسطينية خرجت مما وصفها بمتاهات الحل التصفوي وسياسة الاستجداء.
وأكمل "حظيت بدفعة للأمام جراء إنجازات المقاومة، وهي اليوم تتحدث للعالم كله عن القضية الفلسطينية".
ومن جانبه، أشار الباحث سليمان بشارات إلى أن حرب الإبادة "الإسرائيلية" فشلت في القضاء على المقاومة وحركة المقاومة الإسلامية حماس، داعمًا قوله بـ"الظهور العلني لمقاتلي حماس وما رافقه من تجهيزات خلال تسليم الأسيرات "الإسرائيليات" الثلاث، ما يدلل على أن الحركة ما زال لديها من القدرة البنيوية والإدارية والتنظيمية ما يؤهلها لإدارة الملفات الحساسة".
ورجّح بشارات أن يشكل الشارع "الإسرائيلي" عقبة كبيرة أمام عودة الجيش إلى الحرب، قائلًا إن "مشاهد الإفراج عن الأسيرات الإسرائيليات وتلهف الشارع "الإسرائيلي" لاستقبالهن يعطي انطباعا واضحا أن العودة للحرب لن تكون سهلة".
وبدوره، قال الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي هاني أبو السباع إن الاتفاق شكل "حدثا كبيرا أثار جدلا في "إسرائيل" وتساؤلات عما فعله الجيش في القطاع على مدى أكثر من 470 يوما".
وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي" دخل قطاع غزة في حرب برية هي الأطول في تاريخ "إسرائيل" وخسر مئات الضباط والجنود، و"اليوم يدور الحديث داخليا عن خسارة المعركة".
ولفت إلى أن ظهور مقاتلي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس فور بدء الهدنة أثبت صعوبة القضاء على حماس، "بل إن الإعلام "الإسرائيلي" يتحدث عن نصر مدوّ لحماس وعن رفع إسرائيل الراية البيضاء أمامها".
وصباح أمس الأحد، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية حماس و"إسرائيل" حيز التنفيذ، ومن المقرر أن يستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، ويتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة.
وقد أفرجت حماس بالفعل عن 3 أسيرات "إسرائيليات"، علمًا بأن الاتفاق يقضي بأن تطلق في المرحلة الأولى سراح 33 أسيرا وأسيرة "إسرائيليين"، مقابل أسرى فلسطينيين.