تحليل خاص| الاحتلال يُراوغ.. مماطلةٌ "إسرائيلية" جديدة في تنفيذ البروتوكول الإنسانيِّ

خاص – شهاب

يواصل الاحتلال الإسرائيلي التهرب من استحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار مع قطاع غزة، عبر منعه إدخال المعدات الثقيلة والمنازل المتنقلة، إضافة إلى كميات الشاحنات والوقود المتفق عليها ضمن البروتوكول الإنساني.

وشهد الأسبوع المنصرم إعلان كتائب القسام تأجيل تسليم الدفعة السادسة من الأسرى الإسرائيليين، لإلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته، ولا سيما ما يتعلق بالبروتوكول الإنساني، وقد تم حلّ الأزمة بعد تدخل الوسطاء، الذين قدموا ضمانات بإلزام الاحتلال بتنفيذ الاتفاق.

إلا أنه بعد تسليم الدفعة السادسة من الأسرى، عاد الاحتلال لمعارضة إدخال المعدات الثقيلة والمنازل المتنقلة، في انتهاك واضح للاتفاق، وتراجع عن التعهدات التي قدمها الوسطاء لقيادة حركة حماس.

ومع اقتراب موعد تسليم الدفعة السابعة، يواصل الاحتلال سياسة المماطلة، إذ أرسل وفدًا إلى القاهرة بتفويض جزئي لمناقشة المرحلة الأولى فقط، في خطوة تعكس عدم جديته في تنفيذ التزاماته كاملة.

في هذا السياق، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي فراس ياغي أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى لإعادة فتح المفاوضات من جديد، في محاولة لفرض شروط جديدة، تؤجل تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأضاف ياغي، في تصريح خاص لوكالة شهاب، أن نتنياهو يدرك أن الانتقال إلى المرحلة الثانية يعني الدخول في ترتيبات تتعلق بإنهاء الحرب، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وهو ما يحاول تفاديه بأي وسيلة ممكنة.

وأوضح أن نتنياهو يرى في هذه المرحلة مفترق طرق حاسمًا، إذ إن الالتزام بتنفيذ الاتفاق قد يؤدي إلى سقوط حكومته والتوجه إلى انتخابات مبكرة، لذا يلجأ إلى المماطلة وإثارة العقبات، لضمان استمرار الوضع الراهن.

وأشار ياغي إلى أن اشتراط الاحتلال إدخال المنازل المتنقلة ضمن الدفعة السابعة يعكس محاولته كسب مزيد من الوقت، وإدخال عناصر جديدة على طاولة التفاوض، بعيدًا عن البنود المتفق عليها مسبقًا.

كما لفت إلى أن دعم الإدارة الأمريكية، ولا سيما الرئيس ترامب، يمنح نتنياهو هامشًا أوسع للمناورة، ما يجعله أكثر تمسكًا بسياسة التسويف.

وقال ياغي إن اتصال المبعوث الأمريكي بنتنياهو، ومطالبته بإرسال وفد لمناقشة المرحلة الثانية، يوضح أن هناك توجهًا أمريكيًا نحو صفقة شاملة تتعلق بغزة، وليس مجرد تبادل للأسرى، وهو ما قد يدفع الاحتلال لمحاولة تأجيل الاستحقاقات المرتبطة بهذه المرحلة.

وختم بالقول: "نتنياهو يحاول عرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، عبر فرض شروط تعجيزية، في محاولة لتحقيق صورة نصر سياسي لم يتمكن من تحقيقه على الأرض، رغم مرور أكثر من 15 شهرًا على الحرب".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة