"إسرائيل" بمأزق استراتيجي.. من فشل لآخر

باحث لـ شهاب: عدوان الاحتلال على الضفة محاولة فاشلة للبحث عن "الردع التائه" في غزة

"إسرائيل" بمأزق استراتيجي.. من فشل لآخر

خاص/ شهاب 

أكد الباحث في الشؤون "الاسرائيلية" محمد القيق، أن عدوان الاحتلال على المخيمات الفلسطينية شمال الضفة المحتلة، محاولة فاشلة للبحث عن "الردع التائه" في قطاع غزة.

وقال الباحث القيق في حديث خاص بوكالة (شهاب) للأنباء إن العنوان الرئيس لعدوان الاحتلال على غزة والضفة، إنهاء حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، والقوانين الدولية التي أعطت الفلسطينيين دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران. 

وأوضح أن ما يجري الآن محاولة من الاحتلال لسحب أسياد سياسية، وكذلك إعادة البحث عن "ردع تائه" في غزة.

ويشن جيش الاحتلال منذ عدة أيام عدوانا على المخيمات شمال الضفة في محاولة لـ"اجتثاث المقاومة" بالتزامن مع فشله المتواصل في تحقيق أي من أهداف حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة للشهر الحادي عشر على التوالي.

ووفق القيق، الاحتلال فقد الرد في غزة مرتين، الأولى حينما نفذت المقاومة عملية (طوفان الأقصى) في السابع من أكتوبر، والثانية حينما اجتاح جيشها القطاع لـ"إعادة الهيئة والردع"، لكنها ما زالت تفشل في ذلك.

وأضاف أن المرة الثالثة التي فقد فيها الاحتلال الردع، حينما حاولت إسكات الجبهات وفصلها، وحتى هذه اللحظة لم ينجح "بدليل أنه ذهب للضفة مباشرة" قبل انتهاء الحرب على غزة، ما يعني فشله في عزل الساحات وعدم قدرته على احتواء المقاومة بالضفة، بل أنها توسعت وانتشرت أكثر.

وفي سياق متصل، يرى القيق أن الاحتلال "الإسرائيلي" يواجه مأزقا أمنيا استراتيجيا، لا يمكن له الخروج منه إلا بتصعيد عسكري، خاصة أنه لم يحسم المعركة في قطاع غزة ولم ينجح في إعادة اسراه وكذلك فشل في كسر حماس.

وذكر أن ذلك انعكس على معادلة جيش الاحتلال في "الردع" وجلب الأمن، فبات المستوطن يتساءل (أين الردع؟ أين الأمن؟ أين الاقتصاد؟)، منوها بأن هذه العناصر الثلاثة مهما لـ"الإسرائيلي" بالمنطقة.

وبحسب القيق، الاحتلال يحاول تعويض ما هدر في غزة عبر العدوان على الضفة عبر القتل والتدمير بحثا عن إنجاز وإرضاء للمستوطنين.
وأفاد بأن الاحتلال قرر تطبيق خطة ضم الضفة قبل السابع من أكتوبر منذ ما يزيد عن أربع سنوات، حينما قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده من "تل أبيب" إلى القدس.

ووفق الباحث، الاحتلال يعمل على تدمير غزة وأيضا الضفة لتهجير سكانها لتكريس معادلة "دولة يهودا والسامرة" وكيان المستوطنين التي يحاولون فرضها في المنطقة.

ويعمل الاحتلال على إيجاد تواصل جغرافي بين المستوطنات وتقطيع المناطق الفلسطينية في أراضي الـ67 التي تتصف كمحتلة على الصعيد الدولي.

وبين أن تقطيع مناطق الضفة يعني حصر السكان وتهجير مناطق واسعة، يضافوا إلى أكثر من 30 تجمعا فلسطينيا في الأغوار وشرق نابلس والخان الأحمر تم تهجيرهم منذ عامين، دون أن يدري أحد، إلى جانب 180 ألف يهجرون في السنوات الأخيرة من القدس بطريقة منع البناء والضغط وغيرها من الأساليب الاحتلالية.

وتطيق قوات الاحتلال ذلك بقرار سياسي من "الكنيست" عبر تشريع أن لا دولة للفلسطينيين. وفقا للقيق.

وفس سياق متصل، توقع القيق ألا تشهد المنطقة هدوءا خلال الأيام والأشهر القريبة المقبلة.

وقال: "الاحتلال يبحث عن الردع، ويحاول تنفيذ المخطط الاستيطاني التاريخي، وتجريد الفلسطينيين من الحقوق والتسلح".

واستطرد قائلا: "لذا الاحتلال يرى أنه لا يمكنه وقف الحرب الآن، لأن ذلك يعني هزيمته، بالتالي انتصرت المقاومة والشعب الفلسطيني، وتحقق ما يريد الفلسطينيون سواء على الصعيد الدولي من الدولة الفلسطينية أو على الصعيد الداخلي الإسرائيلي في المحاسبات الداخلية".

ويعتقد الاحتلال ومعه الإدارة الأمريكية، حسب القيق، أن التوقيت الحالي غير مناسب لوقف العدوان على غزة، إنما البديل التصعيد على الجبهات.

ويعتبر أن التصعيد بالضفة ما هو إلا إشارة لما سيحدث للمسجد الأقصى المبارك، لتمهيد المخطط، بالإضافة إلى جبهات أخرى سيفتحها الاحتلال أثناء المعركة، وذلك تطبيقا لمناورات "اللكمة القاضية" التي جرت قبل السابع من أكتوبر بأسابيع من خلال الجيشين الأمريكي والإسرائيلي والتي تحاكي الجبهات والمعارك المتعددة عليها.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة