لا زالت العلاقات الروسية الإسرائيلية تشهد حالة من المد والجزر، وإن كانت في طريقها إلى توتر أكبر، رغم الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس الكيان الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، بطلب من رئيس الحكومة يائير لابيد، لبحث موضوع إغلاق مقر الوكالة اليهودية، لكن من الواضح أن هذا الاتصال لم يكن ودّيا كاملا، كما سربت ذلك أوساط هرتسوغ.
فقد نقلت آنا بارسكي مراسلة صحيفة "معاريف" عن مصادر روسية مطلعة، أن "هرتسوغ أبلغ بوتين عن شحنات من الأسلحة التي تمر عبر روسيا في طريقها إلى المنظمات الفلسطينية المسلحة، لكن أوساط الكرملين نفوا ذلك، وقالوا؛ إن القضية لم تطرح على الإطلاق".
وأضافت في تقرير لها " أن "بوتين أبلغ هرتسوغ بأنه من الممكن أن تصل تلك الأسلحة إلى المنظمات الفلسطينية ليس من بلاده، بل من أوكرانيا، لكن الجانب الإسرائيلي ادعى أن لديه معلومات استخباراتية تشير إلى المصدر والطريق الذي يسلكه السلاح حتى يصل إلى المنظمات الفلسطينية، حيث طلب هرتسوغ من بوتين اتخاذ خطوات لإغلاق طرق تهريب الأسلحة من روسيا إلى المنظمات الفلسطينية".
وفي تطور سلبي آخر للعلاقات الروسية الإسرائيلية، فقد ناشدت تل أبيب موسكو بألا تتدخل في انتخابات الكنيست المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر، وتم تسليم هذا الطلب الرسمي عبر رسالة موقعة من رئيس الوزراء يائير لابيد، وصلت إلى موسكو من خلال جهاز الأمن العام- الشاباك.
مع العلم أن جهاز الشاباك زعم قبل ثلاث سنوات، أن دولة أجنبية تعتزم التدخل في الانتخابات الإسرائيلية، دون الكشف لمصلحة من، وضد من.
وذكر بن كاسبيت في تقرير نشرته صحيفة "معاريف"، أن "الأوساط السياسية والحزبية الإسرائيلية تشعر بالقلق من احتمال التدخل الخارجي في انتخابات نوفمبر، لاسيما من خلال الوسائل الإلكترونية، ومن أجل ذلك وجهت إسرائيل مناشدة إلى روسيا مؤخرا بطلب عدم التدخل في الانتخابات المقبلة بأي وسيلة، وقد تم الطلب على المستوى التنظيمي بين رئيس جهاز الشاباك ونظيره الروسي، بعد توجيه رئيس الوزراء يائير لابيد".
وأضاف أن "الاتهام الإسرائيلي الضمني إلى روسيا بمحاولة التدخل في الانتخابات البرلمانية، يعيد إلى الأذهان اتهاما سابقا أصدره نداف أرغمان رئيس جهاز الشاباك السابق في جامعة تل أبيب، حين ألقى قنبلة، وحذر من تحرك خارجي قد يؤثر على نتائج الانتخابات بسبب تدخل دولة أجنبية، وأن المعلومات التي بحوزته مبنية على دلائل وقرائن، زاعما أنه يعرف ما يتحدث عنه، وستفعل ذلك من خلال الوسائل الإلكترونية عبر القراصنة والهاكرز، وتبين لاحقا أن المقصود من كلامه هي روسيا، فيما أصدرت السفارة الروسية في تل أبيب نفيا عاما لتلميحاته".
في الوقت ذاته، ورغم محادثة هرتسوغ مع بوتين، فقد بدأت التسريبات الإسرائيلية تتحدث أن الوكالة اليهودية ربما تكون في طريقها للخروج من روسيا، وأنها تحقق في كيفية نقل مركز نشاطها من روسيا إلى إسرائيل بسبب الأزمة، وما يعنيه ذلك من آثار سلبية على معدلات هجرة يهود روسيا إلى دولة الاحتلال.
أما تسفيكا كلاين، ذكر في تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، أنه "من المتوقع أن يعلن رؤساء الوكالة اليهودية وقف نشاطها في روسيا، حيث عقد اجتماع لكبار مسؤوليها في مقر الوكالة بالقدس المحتلة، وناقشوا كيفية إعادة النشاط إلى إسرائيل، وهذا تحول دراماتيكي، حيث ستبدأ الوكالة في العمل مثل الصناديق الخيرية العاملة في روسيا، من خلال تمويل الأنشطة المحلية، أو إرسال معلمين مؤقتين من إسرائيل لمساعدة حياة اليهود في روسيا".
وأضاف أن "التبعات المباشرة لهذا القرار، في حال اتخذ فعلا، أنه لن يكون هناك نشاط للهجرة اليهودية من روسيا بأي شكل من الأشكال، وستضطر الوكالة للتكيف مع متطلبات القانون الروسي، وتتصرف في إطاره، لكنها ستستمر في الوجود والعمل فيها، بقدر ما هو ممكن بالنسبة لها".
يشار إلى أن العلاقات بين روسيا والاحتلال الإسرائيلي تشهد توترا متصاعدا منذ بدء الحرب في أوكرانيا، بسبب الموقف الإسرائيلي الذي أدان "الغزو الروسي" في شباط/ فبراير الماضي.