صرحت المجندات الأربع المفرج عنهن من قطاع غزة، السبت، تعرض حياتهن للتهديد، وشعورهن بـ"الرعب الشديد"؛ جراء القصف العنيف الذي كان يشنه الجيش الإسرائيلي قرب أماكن احتجازهن.
وقال أفراد من عائلات المجندات المفرج عنهن للقناة 12 العبرية، إن الأسيرات أبلغنهم بعد الالتقاء بهن، أنهن كُنّ متواجدات بأماكن احتجاز قريبة جدا من القصف الإسرائيلي، الذي استهدف كل مناطق القطاع على مدى أكثر من 15 شهرا.
كما أعربت المجندات عن شعورهن بـ"الرعب الشديد" جراء عمليات القصف التي كان ينفذها الجيش الإسرائيلي.
ولفتن إلى أنهن كُنّ يتنقلن باستمرار بين المنازل والأنفاق في غزة خلال فترة احتجازهن، في ظل القصف المستمر، للحفاظ على أمنهن.
ومن جهتها، كشفت قناة كان الإسرائيلية تفاصيل جديدة عن الأسيرات الإسرائيليات الأربع اللواتي أفرجت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- عنهن أمس السبت، وقالت إنهن كن مع أسيرة ما زالت لدى حماس.
وقالت قناة كان إن الأسيرات قلن إنه في الأيام الأولى من الأسر، كان هناك رجل أكبر سنا معهم، وكان يعتني بهن ويوفر لهن الطعام والاستحمام.
وأضاف المصدر ذاته أن عناصر حماس نقلوا الأسيرات من مكان إلى آخر، متنكرات كنساء فلسطينيات، مشيرا إلى أن الأسيرات تعلمن التحدث باللغة العربية في الأسر.
وفي وقت سابق السبت، قال أطباء جيش الاحتلال الإسرائيلي عقب فحص المجندات المفرج عنهن، إن حالتهن الصحية "ممتازة"، وأكدن أنهن لم يتلقين أي منشطات أو مواد مخدرة خلال وجودهن بقطاع غزة.
وبذلك، تكذب المجندات مزاعم رسمية إسرائيلية سابقة بشأن إعطاء حركة حماس للأسرى الإسرائيليين لديها منشطات على شكل فيتامينات ومهدئات لجعلهم يبدون سعداء قبل إطلاق سراحهم من الأسر.
وفي مقطع فيديو نشرته "القسام" عبر "تلغرام"، اليوم، عبرت المجندات الإسرائيليات الأربعة باللغة العربية عن شكرهن للفصائل الفلسطينية على حسن المعاملة خلال فترة أسرهن بغزة، وعلى الحفاظ على حياتهن رغم القصف الإسرائيلي العنيف.
وجاء ذلك تأكيدا لتصريح ورد على لسان عضو المجلس العسكري لـ"القسام"، عز الدين الحداد، خلال برنامج تليفزيوني، الجمعة، بأن التوجيهات لحراس الأسرى الإسرائيليين كانت حسن معاملتهم وفق ما تنص عليه تعاليم الإسلام، في الوقت الذي سعت فيه دولتهم باستمرار إلى قتلهم.
والتبادل الثاني للأسرى، اليوم، يأتي ضمن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وفي وقت سابق، سلمت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، السبت، 4 أسيرات إسرائيليات محتجزات لديها، في إطار المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال.
وظهرت الأسيرات الأربع بالزي العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي خلال وقت التسليم، وقد اعتلين منصة أقيمت في المكان، قبل أن يجري تسليمهن للصليب الأحمر.
وفي وقت سابق، كشف مراسل قناة "كان" العبرية أن الأسيرات "الإسرائيليات" الثلاث المفرج عنهن ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل واتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتعلمن التحدث باللغة العربية خلال الـ471 يوما في الأسر.
وأوضح المراسل أن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس نقلت الأسيرات بين عدة أماكن خلال هذه الفترة، بما في ذلك أماكن تحت الأرض، مشيرًا إلى أنهن نقلهن إلى شقة بمدينة غزة لاحقا، وهي المنطقة التي تم الإفراج عنهن فيها.
ومن جهتها، أكدت والدة الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها، إميلي ديماري أنها في حالة صحية أفضل بكثير مما كان متوقعًا، وذلك بعد إطلاق سراحها بعد 470 يومًا من الأسر، وذلك حسبما نقلت عنها صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية.
وإميلي، هي الأسيرة البريطانية الوحيدة في قطاع غزة، وتم أسرها في 7 أكتوبر 2023 أثناء عملية "طوفان الأقصى" عندما تم اقتحام منزلها، وقد أصيبت خلال العملية بجروح في يدها وساقها.
وقالت والدة إميلي: "أستطيع أن أقول إنها في حالة صحية أفضل بكثير مما توقعنا، وهي الآن في وضع جيد بعد كل ما مرت به".
من جانبها، قالت الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها إيلانا غريتسوفيتسكي إنها تشعر بالخوف لأنها لم تسمع من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أي التزام بإنهاء الحرب.
من جهته، قال رئيس الجهاز الصحي بهيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إنه لا مشكلة طارئة لدى الأسيرات الثلاث المفرج عنهن تستدعي علاجا فوريا.