خاص - شهاب
قال الباحث والمختص في شؤون الأسرى، رياض الأشقر، إن صفقة تبادل الأسرى التي أبرمتها المقاومة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي، بوساطة قطرية مصرية أمريكية، تُعد صفقة تاريخية وإنجازًا عظيمًا حققته المقاومة وساندها فيه أهل غزة بصمودهم وتضحياتهم ودماء أبنائهم.
وأضاف الأشقر، في تصريح صحفي خاص لوكالة "شهاب": "نحن أمام إنجاز تاريخي غير مسبوق يحققه الشعب الفلسطيني وتحققه المقاومة الفلسطينية، حيث سيتم تحرير الآلاف من الأسرى، لا سيما الذين يقضون أحكامًا بالمؤبد أو أحكامًا عالية، وذلك على عدة دفعات."
وأشاد الأشقر بجهود المقاومة الفلسطينية خلال جولة التفاوض وإصرارها على إطلاق سراح الأسرى المحكومين بالمؤبد وأصحاب الأحكام العالية، الذين قضوا عشرات السنين خلف القضبان.
وأشار الأشقر إلى أن الدفعة الأولى من الأسرى الذين سيتم تحريرهم ستضم حوالي ألف أسير من قطاع غزة، اعتقلهم الاحتلال بشكل انتقامي خلال حرب الإبادة المستمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، بغرض استخدامهم للمساومة والابتزاز في أي صفقة تبادل مستقبلية.
كما ستشمل الصفقة إطلاق سراح أسرى صفقة وفاء الأحرار، الذين أعاد الاحتلال اعتقال العشرات منهم، وأبقى 47 منهم قيد الاعتقال، وعلى رأسهم الأسير نائل البرغوثي، عميد الأسرى السابق.
وبيّن الأشقر أن الصفقة ستتضمن تحرير مئات الأسرى من أصحاب الأحكام العالية والأسرى المحكومين بالمؤبد، مشيرًا إلى أن هؤلاء الأسرى لم يكن لديهم أي أمل في التحرير سوى بصفقة مشرفة كالتي يجري التحضير لها حاليًا وخلال الأيام القليلة القادمة.
وأوضح أن المرحلة الأولى من الصفقة ستشهد أيضًا إخلاء السجون من كافة النساء والأطفال القاصرين، البالغ عددهم حوالي 300 طفل فلسطيني.
وأكد الأشقر أنه خلال المرحلة الثانية من الصفقة سيتم تحرير المزيد من الأسرى المحكومين بالمؤبد والأحكام العالية، ليصل العدد الإجمالي إلى حوالي ألف أسير من هذه الفئة، وهو إنجاز عظيم؛ إذ إن هذا العدد يمثل أكثر من 90% من الفئة المستهدفة بالتحرير.
ولفت إلى أن الأسرى المحكومين بالمؤبد أو بعشرات السنين ليس لديهم أمل في الحرية سوى عبر صفقة تبادل مشرفة، وإلا فإنهم سيقضون حياتهم بالكامل في سجون الاحتلال.
وأشار إلى أن الصفقة تستهدف في المقام الأول الأسرى القدامى الذين أمضوا أكثر من 20 عامًا في سجون الاحتلال، وهم "عمداء الأسرى"، وعددهم حوالي 580 أسيرًا.
وأضاف الأشقر أن ثلث الأسرى في سجون الاحتلال يخضعون للاعتقال الإداري دون تهمة، وأقصى مدة اعتقال إدارية بحقهم لا تتجاوز عامين ونصف في أسوأ الأحوال.
من جهتها، أعلنت حركة "حماس"، ظهر الجمعة، عن حل كافة العقبات التي نشأت بسبب عدم التزام الاحتلال الإسرائيلي ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، ما يمهّد لبدء تنفيذ صفقة التبادل.
وقالت "حماس"، في بيان لها: "بمساعٍ كريمة من الوسطاء، تم فجر اليوم حل العقبات". وأشارت إلى أن قوائم الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى ضمن صفقة التبادل ستنشر عبر مكتب الأسرى وفق مراحل وإجراءات التبادل.
وقال زاهر جبارين، رئيس مكتب الشهداء والأسرى في "حماس"، إن الحركة سعت إلى إتمام صفقة تبادل وطنية تشمل كافة الفصائل وأبناء الشعب الفلسطيني، وحيّا أهالي قطاع غزة الذين كان لهم الدور الأبرز في إنجاز هذه الصفقة.
وذكرت صحيفة "هآرتس"، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن المرحلة الأولى من الصفقة ستشهد الإفراج عن 600 أسير فلسطيني قضوا أكثر من 15 عامًا في السجن، وأن عدد أسرى المؤبدات الذين سيتم تحريرهم يبلغ 290 أسيرًا.