العمل الخيريّ في غزَّة.. دماء المتطوِّعين شاهدةٌ على العدوان!

تقرير – شهاب

منذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، شهد العمل الخيري نشاطًا مكثفًا بمختلف أشكاله، سواء على صعيد المؤسسات، أو المبادرات التطوعية، أو الفعاليات الاجتماعية، وحتى الفرق الشبابية، في سبيل تخفيف معاناة النازحين والمتضررين بشتى الوسائل الممكنة.

 ورغم إغلاق المعابر وقطع الطرقات، استطاعت الكوادر الإنسانية إنشاء مخيمات للإيواء وتوفير مرافق خدمية، إلى جانب ترميم مستشفيات وإسناد طواقمها الطبية، ودعم البلديات، وتأمين مساعدات حيوية للسكان، إما من الأسواق المحلية رغم محدودية الموارد، أو عبر قوافل إغاثية قادمة من مصر والأردن.

هذا الدور البارز جعل العمل الإنساني في قطاع غزة عرضة للاستهداف الإسرائيلي المباشر، حيث ارتقى عشرات الشهداء من العاملين في هذا المجال أثناء تأدية واجبهم الإنساني تجاه أبناء شعبهم.

تعي "إسرائيل" مدى أهمية العمل الإنساني في تعزيز صمود سكان غزة، مما دفعها إلى وضع استهداف هذه الجهود في مقدمة أولوياتها. لكن، وبرغم المخاطر الجمّة، يستمر العاملون في المجال الإنساني بمواجهة التحديات، بما في ذلك نقص الموارد وندرة السيولة النقدية، إضافة إلى الخطر الكبير المرتبط بالعمل الميداني.

برز العديد من رواد العمل الخيري في هذه الأزمة، من بينهم أسرى محررون كالشهيد علي المغربي، وصحفيون مثل الشهيدين أحمد أبو الروس وأحمد الشياح، الذين قدموا جهودًا عظيمة لمساعدة النازحين وتعزيز صمودهم، رغم المخاطر المحدقة بهم.

الجهود مستمرة رغم التحديات

ولاء بارود، مدير فريق "ملهم" التطوعي شمال قطاع غزة، أكد أن العمل الإنساني لم يتوقف يومًا واحدًا في غزة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يستهدف العاملين في هذا المجال منذ بدء الحرب.

وفي تصريح خاص لوكالة شهاب للأنباء، أوضح بارود أن استهداف الاحتلال للعاملين في المجال الإنساني يمثل تحديًا كبيرًا خلال هذه الحرب، مشددًا على أن العمل الإنساني يهدف إلى تعزيز صمود الشعب.

وأضاف بارود: "العمل الإنساني واجب وطني وأخلاقي ندين به لشعبنا في غزة"، مؤكدًا استمرار الجهود الإنسانية رغم جميع المعيقات.

العمل الإنساني في دائرة الاستهداف

الناشط الإنساني محمد حسنة، أوضح أن الدور الحيوي للعمل الخيري في دعم النازحين جعله هدفًا واضحًا للاستهداف الإسرائيلي، الذي يسعى بكل الوسائل إلى تعطيل جهود الإغاثة.

وأشار حسنة إلى أن الاحتلال يدرك تمامًا تأثير العمل الإنساني على تعزيز صمود السكان، لذلك يضع استهداف العاملين في هذا المجال ضمن أولوياته. وأضاف أن المؤسسات الخيرية تعمل على تقديم المساعدات رغم التحديات الكبرى التي تشمل شح الموارد المالية والمخاطر المرتبطة بالعمل الميداني.

وأكد حسنة أن المؤسسات الخيرية تواصل جهودها لجمع التبرعات وتحمل الصعوبات لتنفيذ مشاريعها الإنسانية، مضيفًا أن هذه المؤسسات تُدار وفق أنظمة ولوائح واضحة تضمن نزاهتها وفعاليتها. ومع ذلك، نبه إلى أن بعض المؤسسات قد تنحرف عن وظيفتها الأساسية، متجهة نحو منافسات غير مهنية سعياً لزيادة التمويل، وهو ما يُضعف من دورها الحقيقي.

وأشار حسنة إلى أن الاحتلال يضرب عرض الحائط بالمواثيق والقوانين الدولية باستهدافه المؤسسات الإنسانية التي تمثل شريان الحياة للسكان وتعزز صمودهم في مواجهة العدوان.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة