دراسة بحثيَّة توصي باستثمار دور "أنصار اللَّه" لتعزيز استدامة الدَّعم للمقاومة الفلسطينيَّة

دراسة بحثيَّة توصي باستثمار دور "أنصار اللَّه" لتعزيز استدامة الدَّعم للمقاومة الفلسطينيَّة

كشف مركز الدراسات السياسية والتنموية في ورقة  بحثية عن أبعاد دعم جماعة أنصار الله اليمنية (الحوثيون) للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذا الدعم يأتي في إطار خطاب مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتعزيز مكانة الجماعة إقليميًا كجزء من محور المقاومة.  

وأوضح الورقة أن جماعة أنصار الله، رغم انشغالها بالصراع الداخلي في اليمن، استطاعت أن تتبنى مواقف واضحة لدعم القضية الفلسطينية، من خلال خطاب سياسي وإعلامي وعسكري، حيث أطلقت صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه مواقع إسرائيلية، كما هددت المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر.  

أبعاد الدعم المتعددة

حددت الورقة عدة أبعاد لدعم جماعة أنصار الله للمقاومة الفلسطينية، تشمل:  البُعد السياسي: حيث تعتبر الجماعة القضية الفلسطينية قضية مركزية في مواجهة الهيمنة الإسرائيلية والأمريكية، وتسعى من خلال دعمها لغزة إلى تعزيز مكانتها الإقليمية وإرسال رسائل سياسية لدول الخليج التي قامت بتطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي.  

البُعد العسكري: عبر استهداف مواقع إسرائيلية بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وتهديد الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، بالإضافة إلى دعم المقاومة الفلسطينية تقنيًا.  

البُعد الإعلامي: من خلال تغطية واسعة للأحداث في غزة عبر وسائل إعلامها، مثل قناة "المسيرة"، وتنظيم فعاليات تضامنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.   

البُعد الاستراتيجي: حيث تسعى الجماعة إلى تعميق علاقاتها مع محور المقاومة الإقليمي، بما في ذلك إيران وحزب الله والفصائل الفلسطينية، مما يعزز دورها كقوة فاعلة في الصراع الإقليمي.  

ردود الفعل الإقليمية والدولية

وأشارت الورقة إلى أن دعم جماعة أنصار الله لقطاع غزة أثار ردود فعل متباينة، حيث رحبت إيران وحزب الله والفصائل الفلسطينية بهذا الدعم، بينما أدانت دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات، هذه التحركات واعتبرتها جزءًا من التوسع الإيراني في المنطقة.  

من جانبها، أدانت الولايات المتحدة وبريطانيا هذه الخطوات وشنّتا ضربات جوية على مواقع الجماعة في اليمن، فيما وصف الكيان الإسرائيلي الجماعة بأنها "جزء من محور الإرهاب" الذي يهدد أمنه.  

توصيات المركز
وقدم مركز الدراسات السياسية والتنموية عدة توصيات في ضوء التحليل، منها:  
- استثمار الدعم المقدم من جماعة أنصار الله لتعزيز استدامة الدعم للمقاومة الفلسطينية.  
- توظيف الدعم إعلاميًا لتسليط الضوء على تضامن الشعوب العربية مع القضية الفلسطينية.  
- تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة التحديات الخارجية.  
- إطلاق مبادرات لدعم البنية التحتية والخدمات في غزة لتحسين حياة الفلسطينيين.  

خلصت الورقة إلى أن دعم جماعة أنصار الله للمقاومة الفلسطينية يمثل تطورًا نوعيًا في انخراط الجماعة بقضية تتجاوز الصراع اليمني الداخلي، معتبرًا أن هذا الدعم يعزز مكانة الجماعة إقليميًا، لكنه يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي ويضعها في مواجهة مباشرة مع القوى الدولية الداعمة للكيان.  

تأتي هذا الورقة في إطار جهود مركز الدراسات السياسية والتنموية لتسليط الضوء على القضايا الإقليمية الملحة وتحليل أبعادها السياسية والاستراتيجية، بما يسهم في فهم أعمق للتحديات التي تواجه المنطقة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة