خضر عدنان شهيدًا

تقرير مغردون: لا خبز اليوم في فلسطين.. هذه البلاد ودعت خبّازها جائعًا

خضر عدنان شهيدًا

شهاب - أحمد البرعي

في يوم الثاني من أيار / مايو 2023، استيقظ الشعب الفلسطيني على خبرٍ مُفجعٍ وأليم، بإعلان استشهاد القامة الوطنية الأسير الشيخ خضر عدنان، داخل سجون الاحتلال، بعد معركة "الأمعاء الخاوية"، التي خاضها لـِ 86 يومًا، رفضًا للاعتقال التعسفي في السجون.

ووُلِدَ خضر عدنان في 24 مارس/آذار 1978 ببلدة عرابة (محافظة جنين، شمال الضفة الغربية) وهو متزوجٌ ولديه من الأبناء تسعة.

ويُعتبر شخصية وطنية كبيرة في الضفة الغربية، وعُرِف بنصرته للأسرى في سجون الاحتلال، وللقضايا الوطنية المختلفة، كما برز كأيقونة للأسرى المُضربين عن الطعام رفضًا للاعتقال الإداري.

وخاضَ الشيخ، 5 إضرابات عن الطعام، أولها في عام 2004 لمدة 25 يومًا، والثاني في عام 2012 لمدة 67 يومًا، والثالث عام 2014 لمدة 54 يومًا، والرابع عام 2021 لمدة 25 يومًا، والخامس عام 2023 لمدة 86 يومًا، قبل أن يُعلن عن ارتقائه صبيحة اليوم شهيدًا.

وتفاعل نشطاء وإعلاميون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع خبر ارتقاء الشهيد خضر عدنان، مُستذكرين مواقفه الإنسانية والوطنية الشريفة، ومُشددين على وجوب الثأر الحاسم، ردًا على قتله المتعمد داخل سجون الاحتلال.

الإعلامي راجي الهمص، غرد على حسابه في تويتر: "إن كلماتنا ستبقى ميتةً لا حراك فيها هامدةً أعراساً من الشموع ، فإذا متنا من أجلها انتفضت وعاشت بين الأحياء ، كل كلمة قد عاشت كانت قد اقتاتت قلب إنسان حي فعاشت بين الأحياء، والأحياء لا يتبنون الأموات، كنت فعلاً قبل القول رحمك الله".

بينما غرّد الكاتب سري سمور: "بعد الإفراج عنه مرة عقب معركة أمعاء خاوية خاضها ذهبت إلى بلدة عرابة لتهنئته، وقبلت رأسه رغمًا عنه وهو يقول بابتسامة خجولة وتواضع متأصل فيه:أستغفر الله، وجلس يتبادل الحديث والابتسامات ويسأل عن الأحوال الشخصية باعثاً شعوراً أنه ابن كل بيت وأسرة، خسارة فادحة رحيلك".

بدورها، كتبت الإعلامية هبة النتشة: "لا خبز اليوم في فلسطين، هذه البلاد ودّعت خبّازها جائعاً، استشهد صانع الخبز والكرامة صاحب الذقن الطاهرة وعند الله تجتمع الخصوم".

وأضافت: ويلكم من الله يا خصوم عدنان الخضر، ويلك يا من قلت له هذه "ذقن نجسه" ويلك يا من "وضعت الأغلال في يده" ويلك يا ابن البلاد يا من "ضربته على معدته أثناء اعتقاله" ويلك يا من "أغلقت الأبواب في وجهه بجامعة النجاح". وختمت: "ويلنا كلنا من خضر عدنان وأولاده وزوجته كيف سنقف أمام رب العباد وخصيمنا كلنا الخضر".

من جهته، كتب الإعلامي في قناة الجزيرة حسام يحيى: "الشهيد الصادق، قال "الحرية أو الشهادة" ونالهما سوياً".

وكتب حساب موسوم باسم "شموخ مسلمة" بحزن شديد: "هو الذي لم يتأخر يوماً عن أسير ولا شهيد ولا جريح ، لكنّنا تأخرنا عنه جميعاً حتى فقدناه، رحمك الله وأسكنك فردوسه الأعلى".

من ناحيته، غرّد حساب "لجين": الشيخ خضر عدنان ليس الأول و لن يكون الأخير، فكل أسير مريض معرض للشهادة في أي وقت، فمتى ننهض" ؟

وأضاف: "أم تريدون أن يستشهدوا جميعاً حتى تنهضوا وتشنوا حملات غضب ثم تهدؤوا و كأن شيئاً لم يكن" ؟

وتابعت: "في الأمس كان ناصر أبو حميد و اليوم خضر عدنان، وغداً .. أتنتظرون استشهاد وليد دقة كي تنهضوا" ؟

ونعى حساب باسم "osyed shayeb"الشهيد خضر عدنان، مُغردًا "بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد كلامك سيدي الشهيد فلا بعد: نشهد أنك قد بلغت الرسالة وجاهدت في سبيل الله وقهرت السجان وحققت بإصرارك الحرية لروحك من زنازين الظلم في زمن كَثُرت فيه الأنوف الغارسة في التراب و قَلت القمم التي تموت واقفةً على أقدامها".

سندس عماد نشرت وصية للشهيد عدنان، وغردّت بلغة تملؤها الحسرة: "مع كل أسير يستشهد نقف عاجزين لا حول ولا قوة لنا، حتى الكلمات لا نستطيع كتابتها والنطق بها تشتعل النار في قلوبنا غضباً لفقد رجل من رجال فلسطين، وخوفاً على أسرانا في السجون".

وكتب محمد السيد: "لم يلتئم جرح الأمس بفقد وارتقاء الأسير ناصر أبو احميد لنكتوي سريعاً بنار خبر ارتقاء وفقد شيخنا خضر عدنان هذا الصباح، سامحونا فقد خذلناكم".

بينما غرّد آخر: "الاحتلال قتل خضر، كان حائراً فيه، شخص كان يجتاز الحواجز يومياً لا يخشى ولا يهاب أحداً، لا يخاف التهديدات، كان منفرداً بفكره وسعيه لمساندة أهالي الشهداء والأسرى".

وأضاف: " بفقداننا لشيخنا خضر، لن نجد بعد اليوم وقفة لأسير أو شهيد، فقد رحل آخر من يملك ذرة إنسانية فينا".

يُذكر أن لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة، أعلنت صباح اليوم حالة الحداد العام والاستنفار الكامل داخل كافة قلاع الأسر، ردًا على استشهاد الشيخ خضر عدنان داخل سجون الاحتلال.

وأكدت اللجنة أن الحداد سيبقى مستمرًا إلى أن يتم الرد على هذه الجريمة النكراء ردًا يُوازي حجم الجريمة؛ جريمة القتل والتصفية الجبانة التي نفّذتها إدارة السجون، والتي تتحمل كامل المسؤولية وكافة تبعاتها داخل وخارج السجون.

وطالبت كافة الفصائل على اختلاف توجهاتها وانتماءاتها أن تكون على مستوى الحدث وعلى قدر المسؤولية إزاء عملية الاغتيال الجبانة هذه.

وشددت على أنه يجب ألّا تمر هذه الجريمة دون ردٍ أو عقاب أو جزاء يكون من جنس العمل، وبمستوى الجريمة التي ارتكبتها إدارة السجون بحق أسرانا الأبطال.

بدوره، أكد مدير مكتب إعلام الأسرى أحمد القدرة، أن ما حصل مع الشيخ خضر عدنان هو اغتيال متعمد مع سبق الإصرار، وذلك بتركه بالزنازين في وضع صحي صعب.

وقال القدرة في تصريحٍ خاص لوكالة "شهاب" للأنباء: "لأول مرة يترك أسير مضرب عن الطعام منذ 86 يومًا في وضع صحي صعب دون رعاية صحية ومتابعة طبية؛ ليوجه مصير الموت".

وبيّن القدرة أن الوزير المتطرف بن غفير بدأ يطبّق سياسة إعدام الأسرى بشكل فعلي داخل السجون، وما حصل مع الشيخ خضر عدنان بداية لمسلسل هذه السياسة الوحشية.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة