طالبت بالتّحقيق في ظروف استشهاده

عائلة الطبيب الرنتيسي تروي تفاصيل اعتقاله على حاجز "نتساريم".. كان يرتدي "زي الأطباء الأخضر"

طالبت عائلة الشهيد الطبيب إياد الرنتيسي، بالتحقيق في ظروف استشهاده داخل سجون الاحتلال، بعد اعتقاله من أحد الحواجز العسكرية جنوب غزة، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

وقالت رندا زوجة الطبيب الرنتيسي، إن زوجها اُعتقل على يد قوة لجيش الاحتلال متمركزة على حاجز عسكري بمحور نتساريم، الذي يفصل شمال غزة عن جنوبه، وزعمت "تل أبيب" آنذاك أنه ممر آمن.

وروت رندا تفاصيل ذلك اليوم قائلةً، "توجهنا في ذلك التاريخ إلى الممر الآمن المزعوم للنزوح إلى المناطق الجنوبية، بناء على أوامر الجيش للمتواجدين شمال قطاع غزة".

وتابعت، "كان زوجي حينها على رأس عمله بمستشفى (أصدقاء المريض) في مدينة غزة يجري عملية جراحية لإحدى السيدات، وعندما انتهى منها رافق العائلة (الزوجة وأبناءه الثلاثة ووالدته وشقيقته) في رحلة النزوح، ولم يسعفه الوقت لتبديل ملابس عمله (زي الأطباء الأخضر) التي كانت تحوي بقعا من دماء الجرحى"، وفق ما صرحت به لوكالة الأناضول.

وأكملت، "أثناء مرور العائلة ضمن أعداد أخرى من النازحين عبر الحاجز العسكري بمحور نتساريم، الواقع على شارع صلاح الدين شرق مدينة غزة، أمر الجيش الإسرائيلي النازحين بالنظر إلى الأمام وعدم الالتفات، قبل أن يأمرهم بالتوقف عن السير، ليبدأ في عملية تصويرهم والتدقيق في هوياتهم".

وفجأة أمر الجنود الطبيب الرنتيسي بالتوجه إلى النقطة العسكرية على الحاجز، وحين وصل إلى هناك أجبروه على الجلوس على ركبتيه، فيما تلقى الجميع أوامر باستئناف السير مرة أخرى. كما تقول رندا.

وأشارت إلى أنهم بعد أن عبروا من الحاجز سمعوا أصواتًا لإطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي على نازحين، فيما هرعت سيارات إسعاف إلى المكان، ونقلت العديد من الشهداء والجرحى إلى مستشفى "شهداء الأقصى" شرق مدينة دير البلح، وسط القطاع.

وقالت: "حينها شعرنا بالخوف والقلق"، لافتة إلى أن العائلة أخذت تستفسر عن مصير الرنتيسي وعن ما حدث له عبر سؤال نازحين فروا من المكان بسرعة خشية استهدافهم من الجيش، حيث توقع البعض إطلاق سراحه، فيما قال البعض الآخر إنه اُعتقل.

وأعربت الزوجة عن صدمة العائلة من استشهاد الطبيب الرنتيسي، الذي كان يتمتع بصحة جيدة، بعد اعتقاله بأسبوع واحد، والتكتم الإسرائيلي على هذا النبأ مدة سبعة أشهر.

وتحدثت عن المعاناة التي بدأتها العائلة منذ اللحظة الأولى لوصولهم إلى مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، حيث بقيت العائلة تبحث في كل يوم عن بصيص أمل حول مصيره.

وتواصلت العائلة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في محاولة لمعرفة مصير ابنها الطبيب، لكنها لم تتلق أي معلومات بالخصوص، وبقيت تنتظر على أحر من الجمر.

وتستغرب رندا الأنباء التي تحدثت عن وفاة زوجها بأزمة صدرية، وتؤكد أن الرنتيسي البالغ من العمر 53 عاما "لم يكن يعاني من أي أمراض، بل كان معطاء نافعًا للناس محبوبا من الجميع".

وتتساءل مستنكرة: "ما هو الذنب الذي ارتكبه الرنتيسي والكوادر الطبية التي تم اعتقالها من المستشفيات والمراكز الطبية في غزة؟ ما ذنب هذه الكوادر الطبية التي تقدم خدمة إنسانية للمدنيين؟".

وطالبت رندا الاحتلال بتسليم العائلة جثمان زوجها.

واعتقل الرنتيسي في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عند حاجز للجيش الإسرائيلي أثناء نزوحه مع أسرته من شمال قطاع غزة إلى المناطق الجنوبية منها، لتفقد أسرته أي نبأ عن مصيره حتى تاريخ 19 حزيران/ يونيو الجاري.

ففي ذلك التاريخ، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية الخاصة أن الطبيب الرنتيسي، الذي كان مديرا لمستشفى نسائي في مدينة بيت لاهيا بقطاع غزة، توفي في مركز تحقيق تابع لجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" في مدينة عسقلان، بعد أسبوع من اعتقاله.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة