"تطور عسكري وتقني"

"كمائن غزة".. تكتيكات جديدة تثبت كذب الاحتلال في تفكيك كتائب المقاومة

شهاب - تقرير

للشهر الحادي عشر على التوالي تواصل كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، الإبداع في طرق وأساليب مجابهة المحتل وتطويرها بما يتناسب مع ساحة القتال لكل منطقة، باستخدام تقنيات وأدوات جديدة.

"كمائن الموت" كما تسميها كتائب القسام، وتنشر مشاهد مصورة لجحيمها على جنود الاحتلال، تثبت قدرتها على مراقبة تحركات الاحتلال عن كثب، وتحليل المعلومات وتشكيل تصور دقيق لما يستهدفه جيش الاحتلال، مما يسهم في تنفيذ عمليات كمائن ناجحة، وفق محللين عسكريين.

ومن خلال تلك الكمائن التي تجندل فيها قوات الاحتلال بين قتيل وجريح وتعلن عنها فصائل المقاومة تظهر قوتها في التحكم بالميدان، وأنها حاضرة بقوة خلال ساحات القتال وهذا ما يثبت كذب الاحتلال الإسرائيلي في تفكيكه كتائب المقاومة وحركة حماس بالقطاع.

وبحسب محللون عسكريون، فإن الكمائن التي تنشرها المقاومة بغزة تكشف عن تطور في عمل المقاومة بالمجال التقني واستخدامه في المعركة العسكرية بعد أحد عشر شهرًا من الحرب، روج فيها جيش الاحتلال أنه قام بتفكيك قدرات المقاومة، لتنسف هذه الكمائن تلك الادعاءات، في وقت تسطر فيه المقاومة بميدان المعركة بطولات تفاجئ الاحتلال.

قدرة عالية

وأعلنت كتائب القسام في وقت سابق، أنها أوقعت جنودا إسرائيليين قتلى وجرحى في محيط حي الزيتون بمدينة غزة وفي مدينة رفح، في حين أجلت مروحيات إسرائيلية العسكريين الجرحى. 

وبالتزامن مع هذا الكمين بثت القسام مقطعا مرئيا لاستهداف مركز القيادة والسيطرة لجيش الاحتلال في محور نتساريم بطائرة الزواري الانتحارية دون الكشف عن تفاصيل الهجوم، وقبلها أعلنت عن استهداف خمس آليات إسرائيلية بحي تل السلطان بمحافظة رفح، وظهر اليوم استهدفت بحقل ألغام أعد مسبقًا عددًا من آليات العدو ومعداته الهندسية بمنطقة المواقع العسكرية شرق مدينة دير البلح.

وتعليقًا على هذه الكمائن، رأى الخبير العسكري والاستراتيجي محمد الصمادي، أن هذه العمليات دليل على الإبداع والقدرة العالية لعمليات المقاومة سواء الدفاعية أو التعرضية خصوصا من المسافات القريبة. 

وقال الصمادي إن المقاومة قامت بإعادة التأقلم والتكيف باستخدام تكتيكات مرنة غير تقليدية تعتمد على أساليب الكر والفر، وهذا أكبر دليل على قدرة المقاومة على إيقاع خسائر كبيرة في جيش الاحتلال.

تحديث جديد للمعركة

الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، أشار إلى أن ما جرى في حي الزيتون كان عملية مشتركة بين المداهمة والتدمير الممنهج لتوسيع ممر نتساريم، فيما تقوم القسام بمراقبة الوضع وتحضير الكمائن استنادًا إلى ما يتوفر من معلومات دقيقة، حيث يرى أنها جهزت عبوات ناسفة في أماكن متعددة، تُسيطر عليها بالكاميرات والتفجير عن بعد.

وأكد الدويري أن كتائب القسام أجرت تحديثًا كبيرًا على إدارة المعركة، حيث باتت تبدأ الكمين بعمليات التفجير، ثم تليه هجمات على منطقة الكمين، وضرب مثالا على ذلك بما حدث في منطقة كمال عدوان، وحي الزيتون، إضافة لحادثة ثالثة في تل الهوى لم تتوافر تفاصيلها بعد، ولكن يُقال إنها كانت ضربة موجعة.

وشدد على أن القسام إذا أرادت فرض إرادتها وكسر إرادة الاحتلال، فإن عليها استهداف النقاط الحساسة التي يتمسك بها، مثل محور فيلادلفيا ومحور نتساريم، في ظل تمسك نتنياهو بهذه النقاط، مما يستوجب على المقاومة استهداف قوات الاحتلال فيها لمنعهم من تحقيق أهدافهم.

كما أوضح أن هناك توجيهات من القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، لتصعيد العمليات بهدف كسر إرادة المفاوض الفلسطيني، رغم أن المفاوض الفلسطيني غير موجود على طاولة المفاوضات.

ورأى أن رد الفعل المناسب -والذي تقوم به المقاومة حسب تقديره- هو أن يكون الإيقاع الميداني قويا لإرسال رسالة تقول إنك لن تستطيع كسر إرادتي، كما تبعث برسالة للمفاوض الفلسطيني وإن لم يحضر بأن ظهره محمي ومسنود.

وقال إن نجاح كمائن المقاومة يعتمد بشكل أساسي على توزيع كتائب المقاومة جغرافيا، مما يجعل كل منطقة قادرة على القيام بدورها وتقديم الإسناد المتبادل، وكذلك توزيع الأدوار والمهام، لافتا إلى أن العملية بحي الزيتون كانت في الغالب كمينا استخدمت فيه المقاومة العبوات الناسفة. 

وأضاف أن فصائل المقاومة تستفيد في الشمال من قرب مواقع الاحتلال، حيث يوجد موقع رئيسي لجيش الاحتلال قرب جحر الديك، و3 مواقع أخرى بين طريق صلاح الدين وشارع الرشيد. هذه المواقع تُعتبر محورية في العمليات الميدانية. 

ويضيف الخبير العسكري أن قوات المقاومة تراقب تحركات الاحتلال عن كثب، وتقوم بتحليل المعلومات وتشكيل تصور دقيق لما يستهدفه جيش الاحتلال، مما يسهم في تنفيذ عمليات كمائن ناجحة.

أما عن السيناريو المحتمل للكمين في حي الزيتون، فيتصور الدويري أن القوات الإسرائيلية تم استدراجها إلى منطقة مجهزة بعبوات ناسفة، مما أسفر عن مقتل جندي وإصابة 12 آخرين. 

وعن العمليات العسكرية في تل السلطان برفح، يوضح الدويري أنها تختلف عن تلك التي تجري في حي الزيتون، حيث يشير إلى وجود معركة مستقلة في تل السلطان تم فيها استهداف 5 دبابات وجنود محاصرين داخل مبنى، وهو ما يشير إلى أن القوات الإسرائيلية تواجه تحديات كبيرة هناك. 

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قالت إن جنديا قتل جراء انفجار عبوة ناسفة في معارك بحي الزيتون في مدينة غزة، مشيرة إلى إصابة 12 جنديا بينهم 4 بحالة خطرة و3 جراحهم متوسطة بانفجار عبوة في حي الزيتون بمدينة غزة. 

وإجمالا، زعم الاحتلال أن عدد الجنود الإسرائيليين القتلى المعلن منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول بلغ 696، بينهم 333 بالمعارك البرية في غزة منذ 27 من الشهر ذاته، وفق بيانات رسمية نشرها جيش الاحتلال، في حين وصل عدد الجنود الجرحى إلى 4357، بينهم 2232 في المعارك البرية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة