التعويل على الأوروبيين والأمريكان مرفوض

خريشة لـ شهاب: "إسرائيل" تعمّق احتلال الضفة.. التاريخ لن يرحم المتخاذلين

د. حسن خريشة

خاص/ شهاب 

أكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د. حسن خريشة، أن الكيان "الإسرائيلي" يعمق احتلال الضفة الغربية، بدءا من المخيمات في شمالها، تحت دواعي محاربة المقاومة التي تنمو يوما بعد الآخر.

وقال خريشة في حوار خاص مع وكالة (شهاب) للأنباء إن المقاومة متجذرة في مخيمات شمال الضفة، حتى قبل (طوفان الأقصى) بنحو ثلاث سنوات، لافتا إلى أن الاحتلال حاول اجتثاثها مرات عديدة لكنه فشل فشلا ذريعا.

ووفق خريشة، الاحتلال يستهدف مخيمات الضفة حاليا لعدة أهداف، أولها أنها تمثل عنوانا وشاهدا حيا للنكبة الفلسطينية واللجوء الذي يشكل بالأساس كل القضية الفلسطينية بالدرجة الأولى.

والهدف الثاني، وفق خريشة، تدمير البنى التحتية من شركات مياه وصرف صحي وكهرباء وغيرها وهدم وحرق البيوت وتجريف كل الشوارع بعمق عدة أمتار، لمواجهة تطور قدرات ووسائل المقاومة وعبواتها الناسفة.

الضفة هي المستهدفة 

ويأتي العدوان على الضفة بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية بغزة، في رسالة واضحة بأن "الضفة هي المستهدفة" لا سيما أن الاحتلال ما زال يطلق عليها (يهودا والسامرة) على اعتبار أن لديهم شيء عقائدي وتاريخي بالضفة.

ونبه بأن الشعب الفلسطيني بأكمله مستهدف، إذ يرتكب الاحتلال مجازر إبادة جماعية بحقه، مستطردا: "هذه رسالة واضحة بأن لا أحد خارج الاستهداف سواء كان مقاوما أو مساوما أو منتظرا لتسويات هنا وهناك".

ويرى أن اللحظات الراهنة تاريخية لتوحيد النخب السياسية الفلسطينية خلف المقاومة كما الحاضنة الشعبية التي يستهدفها الاحتلال بالقتل والتدمير والتجريف والعقوبات الجماعية، بغرض فضها.

وشدد خريشة على أن الشعب الفلسطيني بأكمله موحد خلف المقاومة، "لذا المطلوب من كل النخب السياسية الوقوف عند مسؤولياتها والانحياز إلى شعبها من خلال تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقا، وكذلك قرارات الإجماع الوطني الفلسطيني المتمثل في قرارات المجالس المركزية والمجلس الوطني منذ العام 2005 حتى الآن".

رسالة لفريق أوسلو

ودعا إلى وقف أوسلو وتبعاتها بما في ذلك التنسيق الأمني مع الاحتلال، مطالبا السلطة بوقف الرهان على الأمريكيين والأوروبيين"الشركاء في العدوان الإسرائيلي على شعبنا" بالمشاركة في التخطيط له وصمتهم على المجازر ودعمهم للمحتل على الأصعدة كافة.

وذكر أن الشعب الفلسطيني ترك وحيدا، لذا المطلوب توحيد الجهود من أجل إنجاح صموده واستمراره.

واعتبر خريشة أن من لا يلتحق بركب المقاومة بالضفة على الأقل بتغطيتها سياسيا، "سيعزل نفسه بنفسه والمقاومة ستعزله"، داعيا إياهم للمسارعة والانحياز للتاريخ وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في بكين وروسيا وغيرها من الدول التي جرت فيها حوارات وطنية.

وقال: "هذا هو الوقت المناسب لفعل ذلك، وإلا فإن التاريخ لن يرحم أحدا، لا سيما أن شعبنا موحدا خلف مقاومته المنتصرة بغزة والضفة".

المقاومة تنمو ولكن

ووفقا لـ"خريشة"، فإن ما حدث في السابع من أكتوبر شكل زلزالا ما زال شعبنا يعيش في مناخاته التي أعطته أملا بإمكانية انتصار المقاومة الفلسطينية في وجه المشروع الصهيوني الاستعماري.

وشدد خريشة على ضرورة الرهان على مقاومتنا وحاضنتها الشعبية بالدرجة الأولى. وقال: "المقاومة بالضفة اليوم تنمو نموا كبيرا، فقد طورت من أدواتها واستفادت من تجاربها السابقة".

وأضاف أن المقاومة بالضفة يأت لديها إمكانيات جيدة، رغم أن الضفة ليست بيئة مشجعة وخصبة لها، على اعتبار أنه ما زال جزء من بعض المتنفذين يرون فيها عبثا، بالرغم من أنها تثبت يوما بعد الآخر أنها الطريق الوحيد للكرامة والعزة".

وفي سياق آخر، لفت خريشة إلى الخطوات التي قامت بها حكومة نتنياهو لمنع إقامة الدولة الفلسطينية وكذلك الاستيطان على اعتبار أن "الذي يحكم الآن بالضفة، حاكم عسكري وإداري لهذه المنطقة".

وقال: "بالتالي الكل أصبح مستهدفا، والاحتلال أطلق يد المستوطنين وباتوا جزءا من الجيش الإسرائيلي، يمارسون ذلك الممارسات والجرائم ويهاجمون المدن والقرى الفلسطينية، بالتزامن مع العدوان على المسجد الأقصى ورغبة الوزير المتطرف إيتمار بن غفير إقامة كنيس يهودي داخل باحاته".

المشروع الصهيوني الاستعماري

ويعتبر خريشة أن استهداف الاحتلال لشمال الضفة والأقصى وأيضا قطاع غزة، لم يكن ليحصل لولا أن هناك موقف فلسطيني وعربي رسمي ضعيف، الأمر الذي هيأ البيئة للإسرائيليين لممارسة حقدهم وكراهيتهم.

وأوضح أن الاحتلال ومستوطنيه يعملون على تنفيذ مشروعهم الصهيوني الاستعماري الذي بدأ بطرد السكان وتهجيرهم واحتلال أرضهم ومنع عودتهم إليها بالقوة.

وبين أن اليوم الأول بعد انتهاء الحرب الحالية هو اليوم الأول لهذه الحركة الصهيونية التي قالت إنه "مطلوب أخذ الأرض وطرد السكان ومنع الرجوع بالقوة".

ويعتقد خريشة أن ما يراد للضفة هو وفق تصريحات إسرائيلية، تحويل مدن الشمال تحديدا إلى ما يشبه قطاع غزة، حيث أتاح الاحتلال استخدام الطائرات الحربية بكل انواعها ضد الفلسطينيين ثم إخراج المخيم وتهجير سكانه إلى خارجه في نزوح جديد.

وختم خريشة حديثه لشهاب بالتأكيد على أن "الشعب الفلسطيني موحدا خلف مقاومته القوية"، معربا عن أمله بأن تستمر هذه اللحمة الشعبية مع المقاومة، لكنه أفاد بأن المطلوب وحدة وطنية حقيقية مبنية على مقاومة هذا المحتل والصمود في وجهه.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة