خاص – شهاب
بعد قضائه 29 عامًا متواصلة في الأسر، عانق عميد أسرى نابلس الحرية، ضمن الدفعة الأولى من صفقة "طوفان الأحرار" التي أنجزتها المقاومة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد حرب إبادة استمرت أكثر من 14 شهرًا.
عبد الناصر عيسى، قائد فلسطيني من مدينة نابلس، وأحد أبرز قيادات كتائب القسام في الضفة الغربية، شارك مبكرًا في الانتفاضات الفلسطينية وتعرّض لعدة اعتقالات بسبب نشاطه المقاوم، ليصبح لاحقًا أحد القادة الفاعلين في إعادة بناء خلايا القسام في الضفة، بالتعاون مع شخصيات بارزة مثل يحيى عياش ومحمد الضيف.
تم اعتقاله عام 1995 بعد مطاردة استمرت عامًا كاملًا، وحُكم عليه بالسجن المؤبد، وخلال فترة أسره، أكمل دراسته وحصل على عدة شهادات جامعية، وكان ناشطًا ثقافيًا في السجون، حيث أصدر أبحاثًا وكتبًا تُعنى بالقضية الفلسطينية.
من هو القائد عبد الناصر عيسى؟
أسير فلسطيني من مواليد الأول من أكتوبر 1968 في مدينة نابلس، نشأ في عائلة لاجئة من قرية طيرة دندن شمال شرق اللد، تعرض والده للاعتقال عام 1969 وحُكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات، كما هُدم منزل العائلة وتم تهجيرهم إلى مخيم بلاطة.
بدأ عبد الناصر مسيرته النضالية في سن مبكرة، حيث شارك في الاحتجاجات والمظاهرات ضد الاحتلال. في عام 1982، أُصيب برصاصة أثناء احتجاجه على مجازر صبرا وشاتيلا، وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 1983. تعرّض لعدة اعتقالات في الأعوام 1985، 1986، و1988، حيث اتُهم بإعداد عبوات ناسفة وتصنيع قنابل "المولوتوف". خلال فترة اعتقاله، هُدم منزل أسرته مرة أخرى.
انضمامه للقسام
بعد الإفراج عنه عام 1994، انضم عبد الناصر إلى كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وتعاون مع القادة محمد الضيف ويحيى عياش لإعادة تفعيل خلايا القسام في الضفة الغربية. في 19 أغسطس 1995، اعتُقل بعد مطاردة استمرت عامًا، وخضع لتحقيق قاسٍ استمر لفترة طويلة، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة. خلال فترة اعتقاله، فقد والديه؛ والده عام 2006 ووالدته عام 2017، دون أن يُسمح له بوداعهما.
على الرغم من ظروف الأسر، تمكن عبد الناصر من إكمال دراسته، حيث حصل على عدة شهادات في البكالوريوس والماجستير، وكان من الأسرى الفاعلين على كافة المستويات. يُعتبر قائدًا للحراك الثقافي داخل السجون الإسرائيلية، حيث قاد أنشطة ثقافية وأصدر مؤلفات وبحوثًا علمية محكمة.
لوعة اللقاء
تقول شقيقة الأسير القائد عبد الناصر عيسى إن الاحتلال حرمهم من اللحظة التي انتظروها طيلة السنوات الماضية، موضحة أن عبد الناصر من الأسرى المبعدين عن الضفة الغربية المحتلة ضمن هذه الدفعة.
وأوضحت أنهم لا يعلمون كيف سيستقبلونه تحديدًا بعد إبعاده، مشيرة إلى أنهم لا يملكون جوازات سفر أو تأشيرات تمكنهم من السفر إليه.
وتابعت: "الاحتلال حرمنا من اللحظة الأولى، من أن يكون عبد الناصر في أحضاننا".
وبيّنت شقيقة القائد عيسى أن الصبر هو السلاح الذي يقهر الاحتلال، مؤكدة أن العائلة تحاول التواجد في الدولة التي سيتم إبعاده إليها.
ووجهت التحية لأهل غزة الصابرين، قائلة: "شكرًا لكم يا أهل غزة، شكرًا لأنكم أعدتم أبناءنا إلينا".
وفي يوم الخميس 27 فبراير 2025، أُفرج عن الأسير القائد عبد الناصر عيسى ضمن صفقة "طوفان الأحرار"، بعد قضائه 29 عامًا متواصلة في الأسر منذ اعتقاله عام 1995.