العلاقة بين الإدارة الأمريكية و"إسرائيل".. مصالح مشتركة وخلافات قائمة 

"إسرائيل" والولايات المتحدة

أ‌. عادل ياسين محرر الشؤون العبرية في وكالة شهاب 

رغم الحفاوة التي قوبل بها وزير الخارجية "الإسرائيلي" يائير لابيد خلال زيارته إلى واشنطن وحِرص وسائل الإعلام الإسرائيلية تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية، وأهمية الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" وتأكيد المسئولين الأمريكيين الالتزام بأمنها مهما تغيرت الإدارات وتعاقبت الأحزاب جمهورياً كان أم ديمقراطياً؛ إلا أن الابتسامات لوحدها لا تكفي للتغطية على حجم الخلافات أو ردم الهوة بين المواقف خصوصاً حينما يدور الحديث عن قضايا جوهرية.

العودة للاتفاق النووي مع إيران 

تأكيد المسئولين الأمريكيين رغبتهم العودة للاتفاق النووي مع إيران؛ يتعارض مع رؤية الحكومة الإسرائيلية التي كثفت جهودها خلال الفترة الماضية لعرقلة المفاوضات المتعلقة بمشروع إيران النووي ويُفشل محاولتها إقناع الإدارة الأمريكية إضافة شروط لتحسين بنود الاتفاق الجديد، لكن الأهم من ذلك هو فشلها الذريع في دفع الإدارة الأمريكية لتصدر المشهد وتشكيل تحالف دولي لمواجهة إيران نيابة عن إسرائيل.

القضية الفلسطينية

تمسك الإدارة الأمريكية بحل الدولتين والتأكيد على أن اتفاقيات التطبيع مع بعض دول الخليج لا تمثل بديل للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين؛ وسعيها لاستغلال هذه الاتفاقيات لإحداث اختراق في المسار الفلسطيني، يضع الحكومة "الإسرائيلية" في مأزق بين حرصها على نيل رضا الإدارة الأمريكية والحفاظ على تماسكها الهش خصوصا في ظل الصراعات والخلافات التي تعصف بها من كل حدب وصوب، عدا عن ذلك فإن التصريحات المتتالية للمسئولين الأمريكيين حول نيتهم إعادة فتح القنصلية الأمريكية في شرق القدس يفقد "إسرائيل" الإنجاز الكبير الذي حققته خلال ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب ويعيد طرح قضية القدس مرة أخرى على طاولة المفاوضات بما يتعارض مع رؤية الشارع "الإسرائيلي" الذي ينحاز بغالبيته إلى اليمين.

العلاقة مع الصين 

مطالبة المسئولين الأمريكيين وعلى رأسهم وزير الخارجية أنطوني بلينكن من الحكومة "الإسرائيلية" تقليص حجم الاستثمارات والنشاطات الصينية في الاقتصاد الإسرائيلي لما يحمله من تداعيات خطيرة على الأمن القومي للولايات المتحدة التي تَعتبر الصين منافس كبير وتحدى أمام النظام العالمي؛ يشكل معضلة أمام "إسرائيل" إذ أن الشركات الصينية تشرف على إقامة مشاريع هامة في البنى التحتية كمشاريع السكك الحديدية وغيرها وبأسعار لا يمكن لأي شركة دولية منافستها؛ فهي ما بين نار الغضب الأمريكي والخشية من ردة الفعل الصينية سواء على الحلبة السياسية أو الاقتصادية.

المصدر : خاص شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة