اعتبر حقوقيون فلسطينيون، مساء اليوم السبت، عدم معرفة ومحاسبة الجناة المتورطين في محاولة اغتيال نائب رئيس الوزراء السابق الدكتور ناصر الدين الشاعر قبل أكثر من ثلاثة أشهر، "أمر مقلق"، ويفتح الباب أمام استمرار مثل هذه الجرائم.
وشدد الحقوقيون لوكالة "شهاب" للأنباء، على ضرورة محاسبة الجناة، وكل من شارك في الاعتداء حتى لا تغيب العادلة.
وأكد رئيس مجموعة محامون من أجل العدالة الحقوقي مهند كراجه، أن عدم معرفة الجناة ومحاسبتهم يعطي ضوءا أخضر لكل من قاموا في هذه الجريمة أن يستمروا بمثل هذه الانتهاكات.
وأشار كراجه في تصريح خاص لوكالة "شهاب"، إلى أن غياب المحاسبة والرقابة يؤثر على السلم الأهلي الفلسطيني من جانب، وعلى النشطاء السياسيين وعائلاتهم من جهة أخرى ،ويدفعهم للتوجه إلى آليات الرقابة الدولية والأمم المتحدة.
وأعرب عن أسفه من تجاهل ملف الدكتور الشاعر باعتباره من الأشخاص الذين لهم نشاط سياسي واجتماعي والمدافعين عن حقوق الإنسان، لافتًا إلى أن ذلك يعد تهديدا لكل مدافع عن حقوق المواطنين.
وشدد على ضرورة تنفيذ القانون ضد جميع المواطنين ومقاضاتهم دون النظر للأحزاب والتنظيمات والأجهزة الأمنية التي يمثلونها.
واختتم قائلاً: " ما حدث مع الدكتور ناصر والشهيد الناشط نزار بنات من قبله هو تخويف وترهيب للمدافعين عن حقوق الانسان والنشطاء السياسيين في الضفة الغربية لمنعهم من القيام بدورهم وواجبهم".
بدوره، أكد مدير مكتب الشمال في الهيئة المستقلة علاء نزال، أن إطالة الأمد في معرفة الجناة في محاولة اغتيال الشاعر سيؤدي لإثارة الفوضى بين المواطنين لغياب العدالة في حال لم تتم محاسبة الفاعلين.
وقال نزال في تصريح خاص لوكالة "شهاب": "إن الهيئة المستقلة حثت السلطة على ضرورة الإسراع في إنجاز الموضوع، لكن لحتى الان مزال الملف يراوح مكانه ".
وأضاف نزال، أن الهيئة تتعامل مع ملف د. ناصر بحزم وجدية، لافتًا إلى أن التأخر في معرفة الجناة يثير القلق بين المواطنين لعدم شعورهم بالعدالة.
ووصل القائد الوطني ناصر الدين الشاعر ظهر اليوم، إلى مدينة نابلس، بعد رحلة علاج في الخارج، عقب تعرضه لمحاولة اغتيال على يد مسلحين من حركة فتح، في الثاني والعشرين من يوليو الماضي، ما أدى إلى إصابته بجروحه بليغة في كلتا قدميه، فيما لم تقم أجهزة أمن السلطة بالقبض على الجناة حتى اللحظة.
وخضع الشاعر في بداية إصابته لعمليتين جراحيتين طويلتين ومعقدتين، فيما كانت إحدى الرصاصات السبع التي اخترقت جسده عميقة في فخده الأيمن، بعد أن هشم باقي الرصاص عظام ساقه وركبته.
ودعت حركة حماس والعديد من الفصائل والنخب والمؤسسات الحقوقية لضرورة إسراع الأجهزة الأمنية في القبض على كافة المشاركين في محاولة اغتيال الشاعر، وكل من أعطى الأوامر وتنفيذ أقصى العقوبات بحقهم.
وأعرب الشاعر عن استهجانه لتجاهل السلطة ملاحقة مرتكبي محاولة الاغتيال بحقه، واصفاً ذلك بأنه "مهزلة غير مقبولة على الإطلاق".
وحذر نشطاء من تسجيل قضية الشاعر ضد مجهول، مستحضرين عشرات القضايا المشابهة التي انتهت بذلك، أو أن تتحول كقضية اغتيال المعارض نزار بنات والتي تعرضت للمماطلة والتسويف في محاكمة المتهمين.