خاص - شهاب
اعتبر المختص في الشأن "الإسرائيلي" عادل ياسين، ربط المحللين عبر وسائل الإعلام العبرية، سلسلة الاعتداءات "الإسرائيلية" على سوريا خلال الأيام الماضية، بعملية تفجير العبوة في مفترق "مجدو" قبل أسابيع يحمل عدة مؤشرات.
وقال ياسين في تقريرٍ تحليلي إن ذلك يُشير إلى عدم قدرة "إسرائيل" على تحمل مثل هذا النوع من العمليات التي تثبت فشل أجهزتها الأمنية لا سيما وأن المنفذ تمكن من التسلل عبر الحدود وزرع العبوة والبدء بالانسحاب وهي تشبه إلى حد الكبير التعقيدات والتحديات التي تواجه أجهزتها الأمنية في إحباط العمليات الفردية.
وأضاف أن سلسلة الاعتداءات التي استهدفت منشآت تابعة لإيران وحزب الله بفارق زمني بسيط لا يتجاوز الـ24 ساعة، هو بمثابة محاولة للضغط على إيران وحزب الله للتوقف عن تنفيذ مثل هذه العمليات وتجسد مدى خشية "إسرائيل" من انتشار ظاهرة زرع العبوات الجانبية لما يترتب عليها من استنزاف لأجهزتها الأمنية خصوصا في ظل حالة التوتر الحالية.
وتابع ياسين إن اختيار "إسرائيل" سوريا كمكان للرد على عملية "مجدو"، رغم وجود مؤشرات تدل على أن حزب الله يقف خلفها حسب اعتراف المحللين العسكريين، لهو دليل واضح على حرص "إسرائيل" على عدم الدخول في مواجهة مباشرة مع حزب الله.
وأشار إلى أن ذلك "يعني أن حزب الله تمكن من تحقيق قوة ردع نسبية أمام الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما وأنها تعترف بامتلاكه أكثر من 150 ألف صاروخ، وقدرته على إطلاق ما يقارب من 2000 صاروخ يوميا تجاه العمق الإسرائيلي، عدا عن امتلاكها وسائل قتالية أخرى تمنع إسرائيل الاقتراب من لبنان".
وبحسب ياسين، فإن تجنب "إسرائيل" للعمل أمام لبنان يكشف أكذوبة جاهزية الجيش "الإسرائيلي" واستعداده للتعامل مع عدة جبهات في آن واحد، متسائلا: "إن لم يمتلك هذا الجيش الجرأة على الدخول في مواجهة مع حزب الله، فهل سيمتلك الجرأة والقدرة على الدخول في مواجهة مع عدة جبهات في آن واحد".
ولخص ياسين، تلك المؤشرات: "من خلال قراءة للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة في سوريا على مدار السنوات الماضية نستطيع القول، إن ثمن السكوت أمام الاعتداءات الإسرائيلية أكثر من ثمن الرد، ما يعني أن سكوت سوريا واكتفائها بالعمليات الدفاعية يشجع إسرائيل على الاستمرار في جرائمها ومواصلة اعتداءاتها".
واستطرد ياسين قائلا: "لو أن سوريا والجهات العاملة فيها قامت ولو لمرة واحدة بالرد على القصف الإسرائيلي بقصف مماثل، لما تجرأت إسرائيل على تكرار عمليات أو على الأقل لقلصت من عملياتها، وهو ما نلمسه من خلال حرصها على تجنب الدخول في مواجهة عسكرية مع حزب الله أو مع غزة؛ لأنها تدرك بأن الرد لن يتأخر وستدفع جبهتها الداخلية ثمن اعتداءاتها".