نعمل على توفير جميع متطلبات تصعيد المقاومة

أبو مرزوق: حماس تسعى لأن تصبح المقاومة بالضفة غير قابلة للاستئصال

د. موسى أبو مرزوق

قال نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في الخارج ورئيس مكتب العلاقات الدولية فيها، د. موسى أبو مرزوق، إن حركته تعمل على أن تصبح المقاومة في الضفة الغربية غير قابلة للاستئصال سواء من الاحتلال الإسرائيلي أو السلطة الفلسطينية، مشددًا على أن حماس تعمل على توفير جميع متطلبات تصعيد المقاومة في الضفة.

وشدد أبو مرزوق في حوار صحفي مع "صحيفة فلسطين" على أن حركته تضع الضفة الغربية على سُلّم أولوياتها واهتماماتها، لكونها ثاني أكبر كتلة بشرية للشعب الفلسطيني مجتمعة في جغرافيا واحدة.

وأضاف: "الضفة الغربية في جوهر إستراتيجية المقاومة، ونحن لا نولي لها اهتمامًا فحسب، وإنما هي في سُلّم أولوياتنا، ونحن لدينا قاعدة وهي أنه قرب تحقيق أهدافنا الوطنية يرتبط ارتباطًا طرديًا بنشاط المقاومة وقوتها في الضفة الغربية".

وتابع: "الضفة على صدام مباشر مع خطط الاستيطان، ومع العدو، كما أنها في خاصرة مدنه الرئيسة، لذلك نحن نعمل على أن تصبح المقاومة في الضفة مقاومة غير قابلة للاستئصال لا من العدو ولا من السلطة الفلسطينية، وأن تكتسب دومًا أدوات، وتوفر جميع متطلبات تصعيد المقاومة في الضفة".

صمود جنين

وفي تقييم أبو مرزوق للمقاومة والحالة الثورية بجنين في العدوان الإسرائيلي الأخير عليها، عدَّ عضو المكتب السياسي في حماس أن جنين شكلت "نموذجًا لكل الشعب الفلسطيني"، لافتًا إلى أنها استطاعت إلحاق هزيمة بالاحتلال الإسرائيلي في العدوان الأخير عليها، بتحقيق هدفين رئيسين وهما الصمود أمامه، وإفشال أهدافه.

وأشار إلى أن مقاتلي جنين استطاعوا ابتكار تكتيكات قتالية مكَّنتهم من الصمود وإيلام قوات الاحتلال، وعدم منحها أي فرصة لتحقيق أهدافها، وأضاف: "ونتيجة لهذا الصمود، اكتسب شعبنا جميعًا كرامة وعزة".

لقاء القاهرة

وبخصوص اللقاء المرتقب للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة، أكد أبو مرزوق أن حركته تلقت دعوة للمشاركة في لقاء الأمناء العامين للفصائل في القاهرة بتاريخ 30 يوليو الجاري.

وقال: "هي دعوة مرحّب بها في أي وقت، ونحن نحرص دومًا على عقد اللقاءات الوطنية، بل لا يجب أن تكون هذه اللقاءات موسمية وإنما دورية تواكب أحداث القضية المتسارعة، لتحقيق تطلّعات شعبنا وآماله".

وأضاف: "نحن في حماس نريد لهذا اللقاء أن ينجح، وأن يكون نقطة تحول في الحالة الفلسطينية، وهذا أمر ممكن لو تحلينا جميعًا بالإرادة، ووضعنا الخلافات جانبًا، فجميع الخلافات هي مسائل ثانوية أمام ما تتعرض له القضية".

وعبَّر أبو مرزوق عن أمله بأن يساهم اللقاء في بناء الوحدة الوطنية، وأن ينتج عنه خطة وطنية شاملة لمواجهة المشروع الصهيوني، ينخرط فيها الكل الوطني كل حسب خصوصيته وقدراته.

وعدَّ عضو المكتب السياسي في حماس هذا الاجتماع مهمًا، لأنه يمثل المرجعية الحقيقية للشعب الفلسطيني، ويأتي تزامنًا مع تصاعد الجرائم الإسرائيلية، ومساعي حكومة الاحتلال لتصفية القضية وضرب أسسها، منها التسريع في تهويد المدينة المقدّسة، وتقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا، وتوسّع الاستيطان وتسارعه، والتضييق على الأسرى، والاقتحامات المتكررة لمدن الضفة، والقتل الميداني بدم بارد لأبناء شعبنا، والسياسات العنصرية ضد أبناء شعبنا في الداخل المحتل عام 1948، إضافة إلى استمرار الحصار على قطاع غزة.

وبيّن أن جميع هذه المخاطر "لا يمكن أن يواجهها شعبنا وهو مفرّق، أو يصطدم في بعضه البعض"، مشددًا على أن حركته حريصة على مواجهة هذه المخاطر موحّدة مع جميع مكونات شعبنا على أساس مقاومة هذه المخاطر، "ونحن لم نُدعَ إلى لقاء لجمع الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام إلا واستجبنا.

وشدد أبو مرزوق على ضرورة توفير أجواء إيجابية قبيل عقد اللقاء، وقال: "نأمل من إخواننا في حركة فتح الإفراج عن المعتقلين السياسيين في القريب العاجل، وأن نوقف التراشق الإعلامي، فهو لا يخدم أحدا سوى الاحتلال، وإطلاق الحريات العامة".

وتابع: نأمل أيضًا من حركة فتح أن "تسعى جادة مع بقية قوى الشعب الفلسطيني إلى طرد الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".

محور المقاومة

في أكتوبر 2022 شهد محور المقاومة الذي يضم أحزابًا ودولًا تصارع الاحتلال الإسرائيلي وأهمها (حماس وفصائل المقاومة، وإيران، وسوريا، وحزب الله)، محطة جديدة من رفع مستوى التنسيق، بعد عودة العلاقات بين حماس وسوريا.

عن هذه المحطة يقول أبو مرزوق: إن محور المقاومة يحمل أهدافًا رئيسية على رأس أولوياته يطمح في تحقيقها، تتمثل بجعل العدو غير مستقر، وتهديد مصالحه تهديدًا مستمرًا.

وقال: "نحن نطمح لأن يكون العدو غير مستقر، وأن تكون مصالحه مهددة دومًا، ونحن ندرك أن هذا العدو مدعوم من القوة الأولى في العالم، ولولا دعمها له، لكان الاحتلال الإسرائيلي من التاريخ، ولهذا فإننا بحاجة إلى جميع القوى العربية والإسلامية وأحرار العالم في معركتنا ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهذه معركة لا نستطيعها وحدنا".

وشدد على أن إيران تشارك فعليًا إلى جانب المقاومة الفلسطينية في خوض المواجهات العسكرية مع (إسرائيل) بتقديمها "دعمًا سخيًّا" من المال والسلاح والتقنيات التي تستخدمها المقاومة في تطوير أدواتها لمواجهة الاحتلال، مشيرًا إلى أن إيران تتحمل توابع هذه المواقف المؤيدة للمقاومة الفلسطينية.

وبيّن أن محور المقاومة يسعى حاليًا في مواجهة (إسرائيل) إلى ترسيخ مبدأ تعدد الجبهات، وقال: "تعدد الجبهات أمر واقع وممكن، ونحن نرى أن الجبهة الشمالية تشهد توترات مع الاحتلال، وهذه التوترات بحدّها الحالي قادرة على استنزاف موارد جيش الاحتلال وألّا يستفرد بجبهة أخرى خشية تحوّل التوتر إلى مواجهة".

أمّا العمل على مواجهة الاحتلال وفق مبدأ الجبهات الموحدة، فيرى أبو مرزوق أن ذلك "مسألة معقّدة ولا يزال في إطار النظرية حتى هذه اللحظة، فلكل جغرافيا ولكل مكون خصوصيّته، والعمل المشترك بحاجة إلى أن تتوافر الظروف لدى الجميع في آن واحد".

وأضاف: "نحن حركة والفصائل الفلسطينية كذلك، أما بقية أطراف محور المقاومة فهم دول وأحزاب في دول ولها ظروفها وإمكاناتها وإستراتيجياتها الخاصة بها، وإذا ما قررت خوض المعركة بصورة موحدة فهذا أمر نبتغيه ونريده".

العلاقة مع السعودية

في يونيو الماضي زار وفد قيادي في حركة حماس السعودية برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية لأداء مناسك الحج، بعد زيارة سابقة لأداء مناسك العمرة في أبريل الماضي عدت الأولى منذ عام 2015، كان أبو مرزوق أحد أعضاء وفد حماس في هذه الزيارة.

وكشف أبو مرزوق عن أن هذه الزيارات لم تكن زيارات دينية بحتة، مؤكدًا أن حركته تسعى لتعزيز العلاقة مع السعودية بما يصب في مصلحة الشعبين الفلسطيني والسعودي.

وقال: "حركة حماس حريصة على التواصل مع جميع الأطراف العربية والإسلامية، وبكل تأكيد المملكة العربية السعودية لما تشكله من وزن وأهمية في المنطقة، إضافة إلى تعزيز العلاقات الطويلة مع الشعب السعودي الشقيق، وزارَت الحركة المملكة مرتين في شهرين، ولا يوجد زيارات دينية بحتة، ونحن نأمل أن تتعزز العلاقة لما فيه صالح الشعبين الفلسطيني والسعودي".

مساعدات نفطية جزائرية

وفيما يتعلق بحديث وسائل إعلام عربية أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون طلب من مصر الموافقة على تمرير مساعدات نفطية جزائرية لقطاع غزة المحاصر، دون تلقي موافقة مصرية حتى اللحظة، قال أبو مرزوق: "نشكر الرئيس الجزائري والشعب الجزائري على هذه المبادرة المقدّرة، وهذا ليس غريبًا على الجزائر حكومة وشعبًا، ونأمل أن تجد هذه المبادرة إمكانية لتطبيقها على أرض الواقع، فأهلنا في غزّة بأمسّ الحاجة إلى تفكيك أزمة الطاقة، ويكفيهم هذه السنوات العجاف من أزمة الكهرباء".

وأضاف: "أنا لا أعتقد أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيرفُض مثل هكذا مبادرة، وآمل أن تتحقق على أرض الواقع".

حل الدولتين

في 9 يونيو الجاري صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأميركية أن خيار حل الدولتين هو المسار الصحيح للمضي قدمًا في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويمثل هذا التصريح تطورًا في موقف بايدن تجاه حل الدولتين بعد أن كانت مواقفه السابقة غير داعمة لهذا الحل.

يقول أبو مرزوق عن تصريح بايدن الأخير بشأن خيار حل الدولتين: "الرئيس الأمريكي يدعم حل الدولتين، لكنه يائِس من الوصول إلى حل بالطرق السلمية للقضية، وعلى طاولته عديد من الملفات ذات الأولوية وبالتالي القضية الفلسطينية ليست ضمن نطاق اهتمامه".

وأوضح أن الدور الأمريكي هو من قتل حل الدولتين، "فهم يدعمون دولة بكل ما يمتلكون (إسرائيل)، ويمنعون قيام دولة أخرى (فلسطين)، ويضغطون على الدول العربية والإسلامية لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني دون أن يضغطوا على الكيان لتطبيق الاتفاقيات الموقعة أو حل لقضايا جزئية مثل وقف الاستيطان".

وأكد أن حركته لا تعول على الموقف الأمريكي أو الغربي في قيام دولتنا الفلسطينية، وقال: "بكل الأحوال نحن لا نعول على الموقف الأمريكي أو الغربي، وإنما نعول على صمود شعبنا، وإدراكه لحقه بفلسطين غير منقوصة، وبالحقوق كاملة، وشعبنا قادر على تحقيق ما يهدف إليه كاملًا بوحدته وصموده ومقاومته".

المصدر : صحيفة فلسطين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة