تقرير قراءة في بيان حماس بخصوص المفاوضات.. لنبدأ التنفيذ بدلًا من المماطلة والتسويف

قراءة في بيان حماس بخصوص المفاوضات.. لنبدأ التنفيذ بدلًا من المماطلة والتسويف

خاص _ حمزة عماد

"لنبدأ التنفيذ" هذا ما حمله بيان حركة حماس ردًا على البيان الثلاثي لوسطاء العملية التفاوضية الذي حدد لقاءً مرتقبًا يوم الخميس الـ 15 من الشهر الجاري من أجل استكمال المفاوضات، حماس تريد تنفيذًا لمقترح الوسطاء الأخير الذي وصل لها في 2 يوليو، لا تسويفًا ومماطلة لاستمرار الحرب بحق المدنيين في قطاع غزة.

سئمت حماس مماطلة الاحتلال ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو، وأوصلت رسالة واضحة للوسطاء أنها جاهزة لتطبيق الاتفاق على أساس مقترح بايدن وقرار مجلس الأمن، لكن الاحتلال يواصل تسويفه منذ أكثر من 80 يومًا على بدء العملية التفاوضية.

جاء البيان في فترة حاسمة في الإقليم، إما تصعيد في كل المنطقة، أو هدوء كامل مستدام، الكرة في ملعب الوسطاء وأمريكا كما قال محللون.

حنكة وذكاء حماس

وفي قراءة بيان حماس حول اجتماع الدوحة الثلاثي قال الكاتب محمد مشارقة، إن حنكة وذكاء حماس أعجبته في البيان، فالحركة لم تقم بالرفض الصريح للدعوة "المغرية"، واستعاض عنها بصيغة سياسية ودبلوماسية دقيقة " تطالب الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما اتفق عليه ووافقت عليه الحركة في 2 يوليو الماضي – بايدن وقرار مجلس الامن- ".

وتابع مشارقة حديثه، "لندقق في الفقرة وهي الخلاصة والمفتاح لفهم الموقف بدقة: بدلًا من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة توفر الغطاء للعدوان وتمنحه مزيدًا من الوقت لإدامة حرب الإبادة"، موضحًا أن بيان حماس فيه تأكيد على أنها لن تقع في الفخ المكرر والدائم للعبة المفضلة، أمريكيا واسرائيليا بإدخال الفلسطيني في البروسيس PROCESS وليس التفاوض والتنفيذ.

وأشار إلى أن حماس ترفض إغراء الدخول إلى قاعة التفاوض بحضور دولة عظمى مثل أمريكا، وكان يمكن أن يسيل لعابها، وأن تحسب ذلك على باب الاعتراف الضمني بالحركة كطرف سياسي، مبينًا أن حماس أدركت الخديعة وطلبت خطة عملية لتنفيذ مبادرة بايدن وقرار مجلس الأمن.

وقال مشارقة في تحليل كامل رصدته وكالة "شهاب"، إن حماس لم تقع في خديعة واشنطن وبيانها الثلاثي، مؤكدًا أن هدف واشنطن من كل هذه العملية هو منع اندلاع حرب إقليمية شاملة مقابل وقف مؤقت لحرب الإبادة، وفي ذلك إحراج لإيران وحزب الله، لأن المواقف الأمريكية الداخلية تدرك خطورة حرب إقليمية كبرى في المنطقة غير واضحة النتائج ولا الآفاق.

باب المفاوضات مغلق

المحللة والكاتبة السياسية رهام عودة، تقول إن رفض حماس المشاركة في جولة المفاوضات الجديدة ينهي ويغلق باب المفاوضات مع إسرائيل، وينهي أي فرص لإنجاز صفقات أسرى بالمستقبل. 

وأكدت عودة خلال منشور نشرته على صفحتها على موقع "فيسبوك"، رصدته وكالة "شهاب" للأنباء، أن هذا الرفض يؤكد تحليلها السابق حول أن تعيين السنوار كرئيس لمكتب حماس السياسي يُشير إلى تحدي حماس الكبير لإسرائيل و للولايات المتحدة الأميركية على كافة المستويات.

وأوضحت أن هذه  المرحلة  من الحرب هي الأشد خطورة وهي مرحلة مصيرية وستشهد أعنف عمليات للمقاومة على كافة الأصعدة سواء على مستوى فلسطين أو المستوي الإقليمي أو المستوى الدولي ، وذلك بمساعدة تحالف محور المقاومه الذي تقوده إيران في الشرق الأوسط.

وأشارت عودة إلى أن هناك المزيد في جعبة حماس ومحور المقاومة الإسلامية لم يتم استخدامه بعد في هذه الحرب.

وطالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الوسطاء بتنفيذ ما وافقت عليه مطلع يوليو/تموز الماضي وفق رؤية الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وإلزام الاحتلال بذلك.

وقالت الحركة -في بيان- إن ذلك سيكون "بدلا من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال، وتمنحه مزيدا من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين".

وأشارت الحركة إلى أنها "خاضت جولات مفاوضات عديدة، وقدمت كل ما يلزم من مرونة وإيجابية من أجل تحقيق أهداف ومصالح شعبنا وحقن دمائه ووقف الإبادة الجماعية بحقه، وبما يفتح المجال لعملية تبادل للأسرى وإغاثة شعبنا وعودة النازحين وإعادة إعمار ما دمره العدوان".

وقبل أيام، دعا قادة الولايات المتحدة ومصر وقطر كلا من حماس وإسرائيل إلى الاجتماع لإجراء مفاوضات في 15 أغسطس/آب إما في القاهرة أو الدوحة لوضع اللمسات النهائية على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة