"الأنفاق استراتيجية عسكرية عالية القيمة"

خبير عسكري لـ "شهاب": الاعتراف الأمريكي بفشل "إسرائيل" بالقضاء على أنفاق حماس استنتاج كنا نقوله منذ بداية المعركة

خاص - شهاب

 

أكد نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية الأسبق الخبير الاستراتيجي العسكري الفريق قاصد محمود، أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لم ولن ينجح في القضاء على المقاومة بغزة وأنفاقها، مؤكدا أنها لا تزال صامدة وتُكبد الاحتلال خسائر كبيرة.

وقال الفريق محمود في حوار خاص بوكالة (شهاب) اليوم الخميس إن الأنفاق أحد الركائز الأساسية للاستراتيجية الدفاعية لدى المقاومة، موضحا أنه تم تصميمها هندسيا بحسابات ومعايير هندسية دقيقة.

وأشار إلى أن الاحتلال منذ اليوم الأول للعدوان على غزة، بحث عن وسيلة لتدمير الأنفاق لكنه فشل، سواء عبر القصف الجوي بكل المستويات والقذائف بأنواعها المختلفة، ومحاولة إغراقها بالمياه وتفجيرها عن بعد وكذلك العبور إلى داخلها، إذ وصف ذلك بـ"العملية الانتحارية" التي لن يجرؤ الجيش "الإسرائيلي" على تنفيذها.

وأوضح أن جيش الاحتلال جرب خلال عدوان العام 2014 الدخول إلى الأنفاق، لكنه دفع الثمن غاليا، مستطردا: "بالتالي ثبت أن الأنفاق استراتيجية عسكرية عالية القيمة والفعالية والتأثير، وهي أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار المقاومة بهذه القدرة".

ووفق الخبير العسكري، ما يميز أنفاق المقاومة بغزة ليس فقط شبكتها ولا قيمتها أو تحصينها الكبير، إنما مرونتها وإمكانية الوصول إلى هنا وهناك، وأيضا سرعة إعادة ترميمها حال تعرضها لضرر جراء استهدافها أو أمر ما.

ويرى أن الأنفاق تمثل جزءا رئيسيا من قدرة المقاومة على المحافظة على إمكانياتها وعافيتها القتالية، مستدركا: "لكن الأنفاق وحدها لن تنجح، إلا إذا كان هناك إرادة وعقيدة ويقين قتال، وهذا موجود لدى المقاومين".

وأشاد الفريق محمود، بالعنصر البشري لدى فصائل المقاومة، ووصفه بأنه "نبع بشري كبير جدا". وقال: "أعتقد أن هناك الآلاف من الشباب جاهزين للقتال إذا ما أرادت المقاومة فعلا".

وحول مخزون الأسلحة والذخائر لدى المقاومة مع استمرار تصديها لعدوان الاحتلال للشهر العاشر على التوالي، قال: "المقاومة تحتاج لعشرات الكيلو غرامات من المتفجرات والطلقات والعتاد والأسلحة، وهي تستطيع أن تعيد تزويد نفسها من خلال مخلفات الاحتلال في الميدان سواء القنابل التي لا تنفجر وهي كثيرة وجربت سابقا أو حتى من خلف العدو عبر مهاجمة قواته والسيطرة على عتادهم".

ووفق الخبير العسكري، الإمكانيات العسكرية قابلة للتعويض بسرعة مع الكادر البشري المتوفر لدى المقاومة، لن تستطيع إسرائيل القضاء على المقاومة بهذا الجيش المتراجع معنويا بالرغم من قوته العسكرية وحجم الإسناد الهائل بكل أنواع التكنولوجيا".

وأضاف: "ليس ذلك فحسب، الاحتلال أيضا لم ينجح في مقارعة المقاومة على مستوى الاشتباكات، وثبت أن المقاومة بخبراتها وإرادتها ونجاحاتها قادرة تماما أن تعيق العدو وتوقع الخسائر الكبيرة فيه وترفع من فاتورة العدوان على غزة بشكل كبير جدا".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نقلت في تقرير حديث لها عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن "إسرائيل" حاولت إلحاق الضرر بشبكة الأنفاق في غزة لكنها فشلت في تدميرها.

وأضافوا أن شبكة الأنفاق أثبتت أنها أكبر مما توقعته "إسرائيل" وهي وسيلة فعالة لحماس. 

ووفقا للتقرير، مسؤولون في البنتاغون يعتقدون أن "إسرائيل" لم تثبت بعد قدرتها على تأمين مناطق سيطرتها في غزة، وأن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد الذي سيمكن "إسرائيل" من استعادة الأسرى، وأن احتمالات إضعاف حماس تضاءلت بشكل أكبر.

وفي السياق ذاته، نقلت القناة 12 العبرية عن مسؤولين أمريكيين قبل "مفاوضات الدوحة" اليوم الخميس، قولهم: لقد وصلت "إسرائيل" إلى نهاية طريقها في غزة، ولن تتمكن أبداً من تدمير حماس بشكل كامل.

وتعقيبا على ذلك، قال الفريق محمود: "ما جاء على لسان المسؤول الأمريكي منطقي واستنتاج استغرق 10 أشهر كي يصلوا إليه. نحن من الشهر الأول كنا نتحدث بهذا المفهوم".

وأضاف: "هذا يقودنا إلى الاستنتاج الأخير، أن الحل العسكري غير وارد، وذلك باعتراف يؤاف غالانت (وزير الحرب الإسرائيلي) الذي قال إنه من غير الممكن تحقيق انتصار مطلق وأن ذلك هراء".

وتابع: جنرالات إسرائيل اعترفوا أيضا بذلك، أن الحل العسكري غير وارد وأنه لن يستطيع استعادة الأسرى أو حل المشكلة، ولا بد من حل دبلوماسي".

ووفقا للفريق محمود، فإن حديث المسؤول الأمريكي يأتي في توقيت مهم، في ظل إمكانية ممارسة ضغط أمريكي على نتنياهو لإمكانية الوصول إلى صفقة.

ويشير ذلك، بحسب الخبير العسكري، أن المقاومة ما زالت بخير وأن ادعاءات الاحتلال بأن النصر قريب ويلوح في الأفق مجرد كلام فارغ لا أساس له من الصحة على أرض الواقع.

ولفت إلى عمليات المقاومة اليومية تحديدا في مناطق توغل الاحتلال وأيضا إطلاق الصواريخ على "تل أبيب" قبل نحو يومين. وعقب قائلا: "أعتقد أن المقاومة عسكريا واستراتيجيا لا تزال صاحبة يد وحضور قوي تثبت وجودها وتفرض أجندتها، لذا هذا يجب أن يترجم إلى وسائل ضغط على طاولة المفاوضات بحيث تصل الأمور إلى صفقة تتلائم مع شروط المقاومة".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة