الاتفاق أم الوهم.. ماذا تريد أمريكا و"إسرائيل" من مفاوضات الدوحة؟

شهاب - تقرير 

منذ اللحظة الأولى لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، سارعت الولايات المتحدة لفتح باب جديد في مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة، في محاولة اعتبرها البعض لتأخير الرد الإيراني على عملية الاغتيال.

كما ذكر مختصون ومتابعون أن مسارعة الولايات المتحدة تأتي في محاولة لإعطاء حكومة الاحتلال المزيد من الوقت لتحقيق مزاعمه وأهدافه التي يسعى فاشلاً في تحقيقها عسكريًا وسياسيًا بقطاع غزة، عبر المجازر والابادة الجماعية التي يرتكبها ليل نهار على مرأى ومسمع العالم أجمع.

وبحسب المختصون، فإن محاولات الولايات المتحدة لإنقاذ الاحتلال عبر تسويق الوهم بجولة مفاوضات جديدة، تأتي في سياق دعمه بشكل كامل سياسيًا وعسكريًا، ومحاولة الخداع عبر نقاط يعلمون أن حكومة الاحتلال وضعت في داخلها ألغاما وعوائق لمنع تحقق الاتفاق.

ومساء أمس الجمعة، أفاد مصدر قيادي في حركة "حماس"، بأن ما أبلغت به قيادة الحركة عن نتائج اجتماعات الدوحة التي اختتمت الجمعة، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "لا يتضمن الالتزام بما تم الاتفاق عليه مسبقا يوم 2 يوليو/ تموز الماضي"، استنادا إلى مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن.

خداع وتسويق للوهم

سياسيًا، ذكر محسن صالح مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، أن ما جرى في اجتماعات الدوحة نوع من الخداع من طرف الأمريكان ومحاولة تسويق الوهم.

وقال صالح، في تصريح خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، إن الأمر بشكل أساسي يعتمد على اختلاف زوايا النظر لكل طرف، فالطرف الأمريكي تحديداً أراد أن يبرر لاجتماعه ويسوغ له ويقدم حال التسويق لما تم بالرغم من أنه يعلم أن حماس قاطعت هذا الاجتماع وأن الإسرائيليين جاءوا بشروط جديدة تنسف الاتفاقات السابقة.

وأضاف صالح أنه مع ذلك أصر الأمريكي على أن يبني على شروط إسرائيلية وأن يوفر لها غطاءً وتصبح الشروط الإسرائيلية الجديدة وكأنها هي أساس التفاوض وأساس ما يمكن أن يسمى أن الإسرائيليين تراجعوا.

وأوضح: "ورغم أن الذي فعلوه هو أنهم قدموا مجموعة شروط جديدة ولو خففوا من بعض شروطهم فسيكون هذا أيضاً هو متجاوز أيضاً لكل ما اتفق عليه وأيضاً غطاء للطلبات الإسرائيلية الجديدة".

وتابع: "في القائمة التي طلبها الإسرائيليون هم نسفوا الاتفاق السابق وأرادوا التأسيس لاتفاق جديد وفق شروط جديدة والأمريكان أعطوهم هذا الغطاء والإسرائيلي بنفسه أو بطبيعته متشدد ولا يرغب أصلاً بالوصول للاتفاق ويريد أن يجر الأمور إلى مربعه".

وأشار صالح إلى أن الاحتلال يريد أن يصل فقط لاتفاق مرتبط بموضوع الرهائن وتبادلهم لكن مع استمرار الحرب ومع استمرار الاحتلال ولذلك بالتأكيد الإسرائيلي سيعطي انطباعا لعدم الوصول إلى الاتفاق وسيحاول تحميل حماس المسؤولية بالرغم أنه هو الذي فجر بنفسه الفشل خصوصاً أنه تجاوز كل الاتفاقات السابقة وبذات الاتفاق 2 تموز يوليو الذي رعته أمريكا بنفسها.

ولفت إلى أن حماس من طرفها لا ترغب بإعادة التفاوض على نقاط تم الانتهاء منها وتريد أن تبني على اتفاق 2 تموز يوليو وما جاء به الطرف الإسرائيلي وما رعاه الأمريكي وفر له غطاء لا يقدم الحد الأدنى المطلوب.

ونبه إلى أنه "إذا كان هناك ما يشير إلى تقدم فهو فقط في ما يتعلق بأن هناك طلبات إسرائيلية جديدة كلها مرفوضة تم التنازل عن بعضها والإبقاء على بعضها وبالتالي بقاء عدد من تلك الشروط يفجر الاتفاق نفسه ولذلك هذا نوع من العبث ونوع من التسويق والخداع من طرف الأمريكان، ومحاولة تسويق الوهم على أشياء يعلمون أن الإسرائيلي وضع في داخلها ألغاما وعوائق لمنع تحقق الاتفاق".

لتأخير الرد

أما عسكريًا، فقال الخبير العسكري عمر معربوني، إن الولايات المتحدة الأمريكية تنافق وتناور في مسألة الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، لمنح الاحتلال مزيداً من الوقت.

وأضاف معربوني في تصريح خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أنه وبالعودة للمسار السابق ومنذ بدء معركة "طوفان الأقصى" كان هناك الكثير من المحطات التي زعم فيه الأمريكي أنه يستطيع أن يجبر الاحتلال الإسرائيلي على توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار وعقد صفقة لتحرير الأسرى.

وأشار إلى أن المسار يسير بعكس ما يقوله الأمريكي وإنما هي مناورات لمنح الإسرائيلي فرص جديدة ووقت جديد لإكمال مهامه وتحقيق أهدافه التي عجز عنها أمام المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حتى اللحظة. 

ولفت إلى أن هناك أكثر من سبب للنفاق الأمريكي وهو عدم قدرة الاحتلال على تحقيق أهدافه المعلنة من الحرب على غزة بالحد الأدنى القضاء على حركة حماس وتحرير الأسرى بالقوة العسكرية وهذا لم يحدث حتى هذه اللحظة ولن يحدث على حد تعبيره.

وأوضح أن مناورات الاحتلال تهدف لتأخير الرد على اغتيال القائد إسماعيل هنية وفؤاد شكر من قبل إيران وحزب الله، مضيفاً أنه اعتقاد إسرائيلي وأمريكي معاً.

وأكد أن الرد على اغتيال القادة منفصل عن المعركة الجارية في قطاع غزة وجبهات الاسناد المتعددة وبالأخص جبهة لبنان واليمن.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة