"خطر كبير جدا يتهدد السكان"

تقرير النفايات والقوارض والمياه العادمة تملأ شوارع غزة وتنشر الأمراض والأوبئة بين النازحين

خاص - شهاب                   

باتت أطنان النفايات المكدسة في شوارع غزة، بؤرة لانتشار الأمراض والأوبئة، مع تواصل الحصار والعدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع للشهر الحادي عشر على التوالي.

وأفاد مسؤول الإعلام في بلدية غزة حسني مهنا في حوار خاص بوكالة (شهاب) للأنباء، بأن القطاع عامة ومدينة غزة والشمال على وجه الخصوص يعانون من أزمات صحية وبيئية متفاقمة بشكل كبير وخطير جدا.

وذكر مهنا أن هذه الأزمات خطيرة للغاية على حياة المواطنين والنازحين في مدينة غزة؛ مع تواصل العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 حتى الآن.

وأشار إلى أن الاحتلال يستمر في فرض حصاره المشدد على مدينة غزة وشمال القطاع، ويمنع إدخال كل مقومات الحياة والمستلزمات الأساسية لعمل طواقم البلديات في ظل الاستهداف الإسرائيلي المباشر لكل الأطقم البلدية ومرافقها المختلفة.

وكشف مهنا عن تكدس أكثر من 150 ألف طن من النفايات وتراكمها في شوارع وأزقة مدينة غزة، سواء في محيط المستشفيات أو مراكز الإيواء التي يتجمع داخلها أعداد كبيرة من المواطنين.

وأوضح أن هذه النفايات المتراكمة تشكل خطراً حقيقياً على حياة هؤلاء المواطنين والنازحين، لا سيما أنها أصبحت بؤرة لانتشار الأمراض والأوبئة، وأيضا تولد الحشرات والقوارض بشكل كبير جدا، إضافة إلى أنها تتسبب بانتشار الروائح الكريهة في أجواء المدينة.

وقال مهنا: "اليوم نتحدث عن أزمة حقيقية تتطلب من المجتمع الدولي التدخل الج والحقيقي لمعالجتها".

وما يزيد من حدة الأزمة، ما تحدث به مهنا أن"طواقم البلدية لا يمكنها الوصول إلى مكب النفايات الرئيس شرق مدينة غزة، بفعل الاستهداف الإسرائيلي للآليات والطواقم التي تتحرك بالمدينة".

وبين أن هذا المكب موجود عند الحدود الشرقية لمدينة غزة، ولم تتمكن طاقم بلدية غزة من الوصول إليه منذ بدء العدوان، حتى الآن، ما أدى إلى تكدس النفايات بهذا الحجم الخطير والكبير جدا وسط المدينة، بين النازحين والسكان.

ومن الأمراض التي تسببت النفايات بانتشارها، بحسب مهنا، الأمراض الجلدية والتنفسية والمعوية المعدية، بالإضافة إلى التهاب الكبد الوبائي، ما يشكل خطورة حقيقية على الأوضاع الإنسانية.

طفح الصرف الصحي

ولفت مهنا إلى بروز أزمات أخرى في المدينة، مثل أزمة طفح مياه الصرف الصحي في العديد من المناطق خاصة تلك المنخفضة؛ نتيجة استهداف الاحتلال محطات ضخ مياه الصرف الصحي العاملة بالمدينة.

وأدى استهداف الاحتلال إلى تدمير محطتين لضخ مياه الصرف الصحي بشكل كامل، وتضرر ست محطات أخرى، وإخراج العديد من هذه المحطات عن الخدمة.

وحذر مهنا من خطورة استمرار تسرب وطفح مياه الصرف الصحي في شوارع مدينة غزة، ما يؤدي إلى كارثة صحية حقيقية في العديد من المناطق، وانتشار الحشرات والقوارض، وكذلك الأمراض والأوبئة.

نقص المياه

أيضا تطرق مهنا إلى أزمة اخرى، تتمثل في نقص المياه، "بالتالي قلة النظافة الشخصية وعدم قدرة النازحين والمواطنين على التعقيم والتنظيف المستمر في ظل انتشار هذه الأمراض.

وقال: "نحن نتحدث عن تفاقم للأزمة بشكل أكبر، وعدم القدرة على الحد من هذا الانتشار والتقليل منه خصوصا في مدينة غزة، بالتالي نشهد انتشارا سريعا ومتفاقما لهذه الامراض خلال الفترات الماضية".

وطالب مسؤول الإعلام في بلدية غزة، العالم أجمع بضرورة وقف الحرب "الإسرائيلية" المدمرة على القطاع أولا ومن ثم إدخال المعدات والآليات لعمل الطواقم نتيجة استهداف الاحتلال أطقم ومعدات بلدية غزة.

تدمير الآليات والمعدات

وفي سياق متصل، أعلن مهنا أن الاحتلال دمر خلال حربه الوحشية المتواصلة للشهر الحادي عشر على التوالي، أكثر من 126 آلية تعمل في مجال الخدمات وخاصة في عملية جمع وترحيل النفايات.

وتسبب ذلك، وفقا لـ"مهنا"، بنقص شديد في هذه الآليات والمركبات اللازمة لعمل البلديات، بالإضافة إلى نقص في المعدات اللازمة للتعامل مع الوضع الكارثي الموجود في مدينة غزة.

وختم مهنا قائلا: "نحن أمام أزمات حقيقية وكوارث صحية وبيئية تتطلب من الجميع التدخل العاجل لإنقاذ الوضع قبل الوصول إلى مرحة اللا عودة في قطاع غزة".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة