دعا السلطة والجنائية الدولية للقيام بدورهم

هيئة حقوقية لـ شهاب: غزة منطقة منكوبة والمطلوب تحرك عاجل لوقف "الإبادة" الجارية

غزة منطقة منكوبة

خاص / شهاب

أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" د. صلاح عبد العاطي، أن قطاع غزة منطقة منكوبة وفق المعطيات على أرض الواقع؛ جراء عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" المتواصل منذ أكثر من 330 يومًا.

وقال عبد العاطي في حوار خاص بوكالة (شهاب) للأنباء إنه رغم كل ما جرى والعدوان لا يزال مستمرًا للشهر الحادي عشر، إلا أنه "للأسف الشديد، السلطة الفلسطينية لم تقم بدورها بإعلان القطاع منطقة منكوبة". 

ووفق عبد العاطي، إعلان المنطقة منكوبة يتم من خلال الدولة، مشيرًا إلى أن "الهيئة" طالبت السلطة منذ الشهر الثالث للعدوان، بإعلان قطاع غزة منطقة منكوبة.

وأوضح أن هذا الإعلان يعني أن هناك استحقاق في الموازنة، والإدارة، كما أنه يتطلب تحرك على المستوى الدولي، بأن تعلن الأمم المتحدة أنها منطقة منكوبة أو مجاعة الأمر الذي يعني ضمان تعظيم الموارد لإنقاذ هذه المنطقة، وتعاون دولي خلاق وفاعل من أجل حماية هذه المنطقة.

وبين أن المنطقة المنكوبة هي المناطق التي تعرضت للزلازل والبراكين والأعاصير بفعل الطبيعة، كما أنها تشمل الأمور التي فعلت بيد الإنسان والصراعات المسلحة، أو التدمير الذي يمكن أن يحدث جراء الحروب وهذا في علم القانون الدولي”.

وذكر أنه لا جدوى دون أن تدفع السلطة استحقاق حماية قطاع غزة أو تزويد القطاع بكل عوامل الصمود، مستطردا: "فرغم إدراكنا بالأزمة المالية للسلطة وقرصنة الاحتلال على أموال الضرائب، إلا أن القطاع يتعرض إلى هذه كارثة وأزمة إنسانية وكان واجب و ما زال أن تقدم الدعم وتتحرك في إعلان القطاع منطقة منكوبة وأن تتحرك في هذا الاتجاه”.

وطالب عبد العاطي، العالم أجمع بضرورة التحرك العاجل والفوري سواء فرادى أو جماعات من أجل وقف الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

وأفاد بأن المطلوب تدخل أممي ودولي لوقف هذا العدوان دون الرهان على المفاوضات التي يجعل منها نتنياهو أداة للضغط لإطالة أمد الحرب واستمراراها.

"اعتقال قادة الاحتلال"

وفي شأن آخر، استنكر عبد العاطي، تأخير الدائرة التمهيدية في محكمة الجنايات الدولية، إصدار مذكرات اعتقال بحق مجرمي الحرب الإسرائيليين، في ظل الجرائم المرتكبة في قطاع غزة.

وقال: "تأخير الدائرة التمهيدية إصدار مذكرات الاعتقال أمر غير مقبول وغير مفهوم، إلا استجابة للضغوط الأمريكية وبعض الدول الأوروبية التي تريد عرقلة مسار العدالة الدولية"، منوها بأن تأخير العدالة ظلم.

وأضاف: "بالتالي لابد من إصدار أوامر اعتقال وعدم الاكتفاء فقط بوزير الحرب يؤاف غالانت أو رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إنما استكمال رزمة المطالبين والمسؤولين عن هذه الجرائم وإصدار مذكرات اعتقال بحقهم وعدم المساواة بين الضحية والجلاد".

وذكر أن الهيئة تضغط باتجاه دفع هذا الإجراء باستجابة الدائرة التمهيدية، مستدركا: "لكن يبدو أن الخطوات التي تقدمت بها بريطانيا وألمانيا وبعض الدول، لتفسير صلاحية المحكمة، هي تدخل إشكالي لعرقلة مسار العدالة. يجب أن تكف المحكمة عن هذا الأمر".

ولفت إلى أن المدعي العام للمحكمة استجاب مؤخرا بإصداره سلسلة مذكرات، لتبيان أن المحكمة من صلاحيتها إصدار أوامر اعتقال مجرمي الحرب ومرتكبي جريمة الإبادة الجماعية".

"الهدنة الإنسانية"

وتطرق إلى محاولة الاحتلال عرقلة طلب الأمم المتحدة "هدنة إنسانية مؤقتة" للتطعيم ضد "شلل الأطفال" في قطاع غزة. وقال: "الهدنة الإنسانية واجب ويجب الضغط باتجاه إقرارها خاصة في ظل فشل مسار التفاوض".

ووفق عبد العاطي، هناك حاجة لتدارك الوضع المأساوي والكارثي في قطاع غزة، في ظل انتشار الأمراض المعدية وأيضا شلل الأطفال، كي تتمكن الأمم المتحدة والمؤسسات الصحية من القيام بعمليات التطعيم".

وشدد على ضرورة ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى كل مناطق القطاع خاصة في ظل المجاعة الحادة وعرقلة المساعدات من قبل الاحتلال.

وأكد أن الاحتلال يصر على استكمال جريمة الإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة، داعيا للضغط من أجل إقرار الهدنة الإنسانية والتوقف عن استهداف المؤسسات الأهلية والدولية العاملة في مجال الإغاثة.

استهداف قوافل المساعدات

وبحسب د. عبد العاطي، الاحتلال يستهدف المؤسسات العاملة في مجال الإغاثة كجزء من مسار الإبادة الجماعية بهدف ثنيها عن القيام بدورها في إسناد سكان غز الذين يتعرضون لفصول جريمة الإبادة.

وتابع إن هذا الاستهداف المتكرر سيؤثر على مسار المساعدات الإنسانية الشحيحة أصلا، بالتالي قد يساهم في زيادة الكارثة الإنسانية، مطالبا بالتحرك لتوفير الحماية لعمل هذه المؤسسات.

والجمعة، كشفت منظمة "أنيرا" الخيرية الأمريكية أن الجيش الإسرائيلي استهدف قافلة إغاثية تابعة لها في قطاع غزة، رغم وجود تنسيق مسبق، ما أسفر عن استشهاد العديد من موظفي شركة النقل التي كانت توصل المساعدات.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مديرة منظمة "أنيرا" في الأراضي الفلسطينية ساندرا رشيد، قولها إن "القافلة كانت تحمل إمدادات طبية ووقودا إلى مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي في غزة". ووصفت الهجوم بأنه "حادث مروع".

ويأتي هذا الاستهداف، بعد يومين من استهداف إسرائيلي لمركبة تتبع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بإطلاق النيران صوبها مساء الثلاثاء، ما دفع البرنامج، الأربعاء، لإعلان تعليق أنشطته في غزة "حتى إشعار آخر".

بدورها، قالت حركة "حماس"، الجمعة، إن استهداف جيش الاحتلال لقافلة مساعدات إنسانية تتبع لإحدى المؤسسات الإغاثية الأمريكية العاملة في قطاع غزة، "جريمة حرب متعمدة".

وأضافت الحركة، أن هذا الاستهداف، الذي أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين، جاء رغم حصول المؤسسة "على تنسيق مسبق من الجيش الإسرائيلي".

وأوضحت أن هذا الاستهداف "جريمة حرب متكررة تمت بشكلٍ متعمد، بهدف دفع الهيئات الإنسانية إلى وقف أنشطتها الإغاثية لشعبنا، تطبيقاً لجريمة الإبادة والتطهير العرقي التي يرتكبها ضد شعبنا في قطاع غزة منذ حوالي 11 شهرا".

ونددت الحركة بزعم الجيش أن "عمال الشركة التي تنقل المساعدات كانوا مسلحين".

وقالت: "ادعاء كاذب يستخدمه دائماً في تبرير جرائمه المفضوحة بحق عمال الإغاثة والمؤسسات الإنسانية".

وطالبت حماس، "المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة الإجرام الصهيوني المتكرر والمتعمد بحق شعبنا وبحق المؤسسات الإغاثية"، داعية إياهم بـ"اتخاذ إجراءات عقابية تردع الكيان عن مواصلة جرائمه في غزة".

كما طالبت الإدارة الأمريكية بـ"التوقف عن التستر على جرائم الاحتلال، ومنها جريمة استهداف مؤسسة إغاثية أمريكية تعمل في غزة".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة