الاحتلال يمنع دخول الدواء بقرار سياسي عن غزة

83% من المستلزمات الطبية المفقودة تعمق أزمة المرضى والجرحى

c5fb9a2bf79617af8c54493ece04f896.jpg

خاص / شهاب 

تقطع أم حسن "55 عاما" برفقة جارتها فى خيمة النزوح وسط مواصى خانيونس مشوارًا يوميًا إلى كل محطات توزيع علاج مرضى "الضغط " للحصول على نوعية من العلاج كانت تتلقاها قبل الحرب تجعلها قادرة على التعامل مع مرضها بطريقة "المسيطرة" على المرض.

تقول لـ"شهاب" منذ بداية الحرب حاولت شراء كمية من الدواء لأننى أعرف أن جسمى يحتاج صنف معين، لكن الكمية التى اشتريتها لم تكفى إلا لثلاثة أشهر فقط ، لم يكن أحد يتوقع أن يأتي العام ونحن بين فكي حرب شرسة.

وتضيف تناولت الكثيرمن الأنواع التى أجدها فى المستشفيات الميدانية مرة وفى الجمعيات الأغاثية مرة آخرى ، لكن ولا مرة كنت قادرة على ضبط ضغطى كما كنت أفعل قبل الحرب.

تدهور مستمر

بينما يبحث كمال ياسين في كل الصيدليات والمراكز الطبية على علاج لأخيه الذى يعانى من نزيف القالون المزمن  ويقبع داخل مستشفى شهداء الأقصى منذ ما يزيد عن شهر دون علاج لا يجد ما يبحث عنه فى مراكز وزارة الصحة العاملة الأن ولا فى الجهات الصحية الأغاثية .

ويضيف لا يقتصر بحثي هنا فى الأماكن لقد أطلقت مناشدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاطبت كافة المنظمات العاملة فى قطاع الصحة لإيجاد حل، وللاسف لا حلول تلوح بالأفق

فيما يقول هيثم:" هذه الصيدلية الخامسة التي أبحث فيها عن أى شيء متوفر من الأدوية التى أحمل قائمتها منذ الصباح وأسير بالشوارع باحثا عنها ، موضحا "لم أجد إلا واحدا من 3 أنواع (أدوية) وصفها الطبيب لوالدي الذي يعانى من ثقب في طبلة الأذن بسبب القصف ويتألم كل الوقت.

ويضيف "تعاني أختي من مرض الذئبة الحمراء المزمن وهي بحاجة إلى 4 أنواع من العلاج ولا يتوافر سوى نوع واحد منها. وضعها الصحي في تدهور شديد وتتألم بشدة ولا نستطيع القيام بشيء.

فيما أجمع مئات من أهالى المرضى والجرحى المتواجدين فى مستشفى شهداء الأقصى أنهم يضطرون إلى البحث لساعات طويلة فى المستشفيات الميدانية على بعض الإحتياجات اللازمة لذويهم كأنواع معينة من الأبر و المحاليل والأدوات الطبية المختلفة منذ أكثر من شهرين.

أزمة غير مسبوقة

وكانت قد حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان تلقت وكالة "شهاب" نسخة منه، الشهر الماضى من تداعيات أزمة الأدوية والمستهلكات الطبية غير المسبوقة على حياة المرضى في ظل استمرار "العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والسيطرة على كافة معابر القطاع، واستهدافه المستمر للقطاع الصحي بغزة".

وأضاف البيان أن المستشفيات والمراكز الصحية تعاني من نقص حاد في الأدوية والمهمات الطبية، حيث أن 60% من قائمة الأدوية الأساسية و 83% من قائمة المستهلكات الطبية نفدت من مستودعات الوزارة.

وحذر البيان من توقف الخدمات العلاجية بشكل كامل وأبرزها خدمة الطوارئ و العمليات والعناية المركزة و خدمات الغسيل الكلوي والرعاية الصحية الأولية والصحة النفسية، الأمر الذي يهدد حياة المرضى والمصابين و الجرحى.

ودعا البيان المؤسسات الدولية والأممية والجهات المعنية للتدخل وتوفير الاحتياجات اللازمة من الأدوية والمهمات الطبية.

من يقول مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش ، إن الاحتلال الإسرائيلي ومنذ أكتوبر/ تشرين أول الماضي، منع دخول الدواء إلى القطاع بقرار سياسي، الأمر الذي جعل 74% من الأدوية المنقذة للحياة غير متوفرة.

وبين "البرش"، في تصريح، أن الاحتلال يمنع دخول الدواء والغذاء بقرار سياسي، مشيرا إلى أن 83% من المستلزمات الطبية في مستشفيات القطاع غير متوفرة.

ولفت إلى أن هناك الكثير من المستلزمات الطبية الأساسية على وشك النفاد، وأن 60% من مخزونات الأدوية في القطاع أصبحت فارغة تماما.

 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة