استهدفتها القسام في معارك جباليَّا.. ماذا نعرف عن مدرعة "إشزاريت المتوحشة" الإسرائيلية؟

استهدفتها القسام في معارك جباليَّا.. ماذا نعرف عن مدرعة "إشزاريت المتوحشة" الإسرائيلية؟

أظهرت لقطات بثتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، لإحدى عملياتها في المعارك "الشرسة" في جباليا، خروج مقاتل من القسام من نفق في منطقة مفتوحة، وزحفه على الأشواك قبل الوصول إلى نقطة أطلق من خلالها على ناقلة جنود من طراز اشزاريت، فيما يسمع في المكان أصوات لجنود الاحتلال، كانوا على مقربة منه.

في البلاغ العسكري، أكدت القسام أن مقاتليها – في عملية مركبة – قد استهدفوا ناقلة جند بقذيفة “الياسين 105″، واستهدفوا منزلا تحصن بداخله 12 جنديا إسرائيليا بقذيفة “تي بي جي” وأوقعوهم بين قتيل وجريح.

وقد بثت كتائب القسام مقطعا مصورا لاستهداف ناقلة جنود للاحتلال، شرق جباليا، وتدميرها بواسطة قذيفة الياسين 105.

ومن ذلك الحين، تداول نشطاء ومراقبون عبر منصات التواصل الاجتماعي المقطع المصور، مستعرضين أبرز التفاصيل حول المدرعة "الإسرائيلية"، التي استهدفتها القسام في معارك جباليا الضارية.

ما هي أشزاريت؟

أخزريت أو إشزريت (بالعبرية: אכזרית، المتوحشة) هي ناقلة جنود مدرعة ثقيلة. صنعت بتحوير دبابات تي-54 وتي-55 المتوسطة السوفيتية، حيث تملك "إسرائيل" مئات الدبابات السوفيتية الصنع غنمتها من الجيوش العربية في الحروب العربية الإسرائيلية وخصوصاً في حرب حزيران 1967.

طورت هذه المدرعة لتلبي متطلبات جيش الاحتلال االإسرائيلي وللاستفادة من الحماية الكبيرة التي يوفرها درع الدبابة للجنود الموجودين داخلها. شرع بتطويرالمدرعة في بداية الثمانينات، وبدأ الإنتاج الفعلي في عام 1988، وقد شمل التطوير إزالة البرج، زيادة التدريع ونصب أسلحة جديدة وإدى هذا إلى زيادة وزن المدرعة إلى 40 طن مقارنة بوزن دبابات ال تي 54 وتي 55 البالغ 30 طناً.

تستطيع أخزريت حمل 7 جنود بالإضافة إلى طاقمها المؤلف من 3 جنود، وهناك 5 فتحات في السقف لصعود ونزول الجنود لكن الباب الرئيسي يقع في الخلف في الجهة اليمنى من المؤخرة، حيث تم استبدال المحرك السوفيتي بمحرك اصغر حجما مُصنع من قبل شركة جنرال موتور يوضع بصورة عرضية مما يفسح المجال لباب صغير في الخلف. صممت أخزريت لتعمل بجانب دبابات الميركافا.

أضيفت دروع إضافية للمدرعة لزيادة الحماية كما تم تجهيزها بنظام الحماية من الأسلحة النووية والكيمائية والبيولوجية ونظام إطفاء الحرائق الآلي وجدير بالذكر أن قوس المدرعة الأمامي يقاوم عيارات حتى 125 ملم وهي حماية كبيرة مقارنة بناقلات الجنود العادية حيث أن ناقلة إم-113 الأمريكية وبي إم بي-1 الروسية لاتقاومان عيارات أكثر من 12,7 ملم.

إضافات تسليحية

وظهرت عندما بدأ الاحتلال يفكر في عملية تحويل للدبابة إلى ناقلة للجنود، عبر تغيير تركيبتها الداخلية وإجراء تطوير على تصميمها، لكن الهيكل الأساسي لها بقي للدبابة السوفيتيةوكان الهدف الرئيسي من وراء هذا التحويل، حل مشكلة اقتراب المشاة من المواقع السورية في مرتفعات الجولان السوري المحتل، عبر الاعتماد على ناقلة جنود لديها كمية أكبر من الدروع.

حيث قام الاحتلال بإزالة برج الدبابة بالكامل، واستبدال المحرك السوفيتي وعلبة التروس بطراز آخر مصنوع في الولايات المتحدة، يعمل بوقود الديزل إضافة إلى عمليات تحوير على الشكل الخارجي وفتح خروج الجنود وتحويلها إلى جانبية مع ممر يفتح للأعلى بصورة أوسع، وعدد كبير من الدروع الذي يغطي بدن الدبابة السوفيتية.

عملية تطوير الدبابة بدأت في العام 1981 واستمرت حتى العام 1988، موعد دخولها في الخدمة الفعلية بجيش الاحتلال كناقلة جنود مخصصة للمشاة في عمليات الهجوم والتعزيز.

جرى رشاش ثقيل من عيار رافال في مقدمة الناقلة، وعلى جانبها الأيمن وفي الزاوية اليسرى الخلفية وعند مقصورة قائدها، إضافة إلى قاذفات قنابل دخانية لعمليات التعمية والانسحاب والتخفي.

كان الهدف الأساسي من وراء عملية التحول في ناقلة أشزاريت، القتال في مرتفعات الجولان، لمواجهة الأسلحة المضادة للدبابات في البداية، لكن جرى فرزها للقيادة الشمالية بجيش الاحتلال، إضافة إلى أنشطة الاحتلال في قطاع غزة سابقا.

وشاركت الناقلة في أعمال القتال ضد حزب الله، حتى تحرير جنوب لبنان، عام 2000، كذلك كانت من الآليات الرئيسية المشاركة في العدوان على الضفة الغربية عام 2002، خلال الانتفاضة الثانية، ويشير الاحتلال إلى كفاءتها في حماية الجنود، رغم أن المقاومين الفلسطينيين لم يكن بحوزتهم أسلحة مضادة للدروع خلال تلك الفترة.

وحلت هذه الناقلة مكان الأمريكية من طراز أم 113، والتي تعد من حقبة حرب فيتنام ولا تمتلك دروعا كافية لصد أبسط القذائف المضادة للدروع خاصة "آر بي جي".

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة