إعلان حماس الأخير يُسقط الرهان "الإسرائيلي" على مرحلة ما بعد ارتقاء السّنوار.. ماذا يعني ذلك؟!

خاص - شهاب

تدافعت وسائل إعلام عبرية وصدَّرت تصريحات إسرائيلية وأمريكية من كل المستويات، تطالب بإبرام صفقة تبادل مع غزة، وأن الوقت قد حان لهذا الأمر.

تصريحات وتسريبات إسرائيلية وأمريكية ودولية، صدرت بعد الإعلان عن ارتقاء قائد حركة حماس يحيى السنوار في اشتباك مسلح بحي تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

التصريحات مفادها أن السنوار كان العقبة الأساسية أمام التوصل لاتفاق تبادل الأسرى وانهاء الحرب في قطاع غزة، وأنه برحيله سيتغير موقف حماس وستتنازل عن بعض المتطلبات.

وأعقب تلك التصريحات تحركات أمريكية ودولية لبحث مقترحات جديدة في محاولة لتحريك المفاوضات المتوقفة نتيجة التعنت الإسرائيلي ورفضه مطلب وقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة.

وقدمت خلال تلك الجولات عدة مقترحات لا تتضمن أي بند لوقف إطلاق النار في القطاع أو ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وإنما هدنة لتمرير صفقة جزئية.

تأكيد الموقف

وعقب تلك الجوالات أصدرت حماس بياناً لها تؤكد تمسك الحركة بموقفها ومطالبها المشروعة رداُ على ما تقدم من الوسطاء بمصر وقطر.

قال مصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، إن وفد الحركة استمع خلال الأيام الأخيرة من الإخوة الوسطاء في مصر وقطر لأفكار حول هدنةٍ مؤقتة لأيام محددة، وزيادة عدد شاحنات المساعدات، يتمّ خلالها تبادل جزئي للأسرى. 

وأكد المصدر القيادي لقناة الأقصى، أن المقترحات لا تتضمَّن وقفاً دائماً للعدوان ولا انسحابا للاحتلالِ من القطاع ولا عودةَ للنَّازحين. وأوضح أن المقترحات لا تعالجُ احتياجاتِ شعبِنا للأمن والاستقرار والإغاثة والإعمار، ولا فتح المعابر بشكلّ طبيعيّ وخاصة معبر رفح.

 وجدّد وفد الحركة التأكيد على أنَّ ما يريده شعبنا هو الوقف الكامل والشَّامل والدَّائم لإطلاق النَّار، والانسحاب الكامل من قطاع غزَّة، وعودة النازحين، ورفع الحصار.

 كما أكد وفد الحركة على توفير مقوّمات الحياة؛ من غذاء وإيواء ودواء وإعادة الإعمار، ثمَّ تحقيقُ عمليَّة تبادُل جدّية تتضمن رفع المعاناة عن أسرانا الأبطال، وتنهي اعتقالهم الظالم. 

وأكدت حماس أنها منفتحة على أيّ أفكار أو مفاوضات من أجل تحقيق هذه الأهدافِ وتطبيق قرار مجلس الأمن 2735.

رهان خاسر

من جانبه، قال الكاتب الفلسطيني ساري عرابي إن الاحتلال والإدارة الأمريكية راهنتا على إنهاك المجتمع الفلسطيني لقبول مقترحات استسلام وهزيمة.

وأضاف عرابي في تصريح خاص لوكالة شهاب أن ما أعلنته حركة حماس يؤكد التسربات التي ظهرت خلال الفترة الماضية وأن ما هو مطروح فقط هدنة مؤقتة يتوقف فيها إطلاق النار دون انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي ودون توفر أي أسس أو أي ضمانات للانسحاب لاحقا.

وبين عرابي أن الهدف من هذه الهدنة أنها أولا هدية مقدمة للإدارة الأمريكية من أجل قطع فترة الانتخابات واستقرار الإدارة القادمة وأيضًا ربما تعطي الإسرائيلي فرصة للارتياح النسبي والتنفس مع استرداد أسراه في الوقت الذي يبقى في احتلاله العسكري لقطاع غزة متكرس وإنجازاته العسكرية قائمة.

وتابع:" طبيعي أن ترفض حركة حماس عرض من هذا النوع ويبدو أنه كان هناك رهان إسرائيلي ورهان أمريكي على إنهاك المجتمع الفلسطيني داخل قطاع غزة وإضعاف المقاومة الفلسطينية وبالتالي أن المقاومة قد ترضى بمقترحات من هذا النوع".

وأشار إلى أنه كان هناك محاولة لاستثمار فرصة الشهر المطروح لهدنة مؤقتة للنظر حول ما هي قدرة حركة حماس على ضبط المجتمع داخل غزة، وربما إثارة بلبلة داخلية لمعرفة الأوضاع التنظيمية للحركة لكن على كل حال طالما أن هذا المقترح ليس مقبولا على حركة حماس وهو مقترح أشبه ما يكون بفرض الهزيمة والاستسلام على الحركة واضح أن العدوان الإسرائيلي سيبقى قائم.

وأردف:" الاحتلال سيبقى مستمر وضاغط على المجتمع الفلسطيني من خلال المجازر المستمرة وسياسات التجويع ستبقى قائمة للأسف الشديد المشهد هو مشهد استمرار الإجرام الإسرائيلي بتواطؤ دولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة