اعترفت وسائل الإعلام العبري أنّ لواء غولاني "الإسرائيلي" دفَعَ ثمنًا باهظًا منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" في السّابع من أكتوبر. وقال موقع وترنت العبري، إن "لواء جولاني دفع الثمن الباهظ في هذه الحرب، حيث قتل 101 من اللواء، من بينهم 72 في السابع من أكتوبر/تشرين الأول".
يأتي ذلك الاعتراف بعد معارك "صعب" قُتل فيها عددٌ من من جنود لواء "غولاني" وأُصيب آخرون بدءًا من هجوم بنيامينا الذي شنه حزب الله قبل أسبوعين، وصولًا إلى الكمائن المُحكمة التي أوقعت الجنود في مقتل خلال المعارك الضّارية في الجنوب اللبناني، خلال الأسابيع الماضية.
من هو لواء "جولاني"؟
لواء مشاة "إسرائيلي"، تأسس عام 1948، يتبع للفرقة 36، ويرتبط بالقيادة الشمالية، وهو اللواء الأول والوحيد الذي بقي مستمرا في عمله منذ تأسيس الجيش "الإسرائيلي"، شارك في نكبة 1948 وارتكب مجازر فيها كما شارك في جميع الحروب العسكرية التي شنتها "إسرائيل" على الدول العربية وعلى الفلسطينيين.
ينسب اللواء إلى هضبة الجولان السورية، ومنها اكتسب اسمه "غولاني"، لأن مهمته الرئيسية كانت التمركز على الحدود السورية مع فلسطين المحتلة.
ينقسم اللواء إلى 4 كتائب، وهي: كتيبة "هبوكيم هراشون" تأسست عام 1947 وكانت تعمل تحت قيادة اللواء الخامس، الاسم السابق للواء غفعاتي، وبعد حل لواء غفعاتي عام 1957 انضمت الكتيبة إلى لواء غولاني وأصبح رقمها 51.
وقد أرسل الجيش "الإسرائيلي" كتيبة "هبوكيم هراشون" -وهو اسم يعني "الفوج الأول لسلاح البندقية"، لصد تقدم الجيش المصري في النقب عام 1948. شعار الكتيبة شجرة لواء غولاني وفي منتصفها سيف ذو حدين في إشارة إلى "الروح القتالية" للكتيبة.
كتيبة "باراك" وهي كتيبة رقم 12 تأسست يوم 22 فبراير/شباط 1984، وتحمل اسم باراك، وهو اسم عبري يعني "برق"، وسميت الكتيبة على اسم باراك بن أبينوعم، وهو قائد ورد اسمه في الكتاب المقدس في سفر القضاة، ينسب إليه تخليص "بني إسرائيل" من حكم ملك الكنعانين، وذلك بانتصاره على سيسرا قائد الجيش في إحدى مناطق فلسطين، وقد شاركت الكتيبة في جميع معارك اللواء منذ عام 1948.
كتيبة الاستطلاع وهي كتيبة رقم 631، ولم تحظ في لواء غولاني باسم خاص بها، وقد تأسست عام 2001 وشاركت منذ ذلك الحين في جميع معارك اللواء. ويشترط في من يريد الالتحاق بها الخضوع لمجموعة اختبارات وتقييمات جسدية وعقلية عالية وصعبة، بهدف اختيار الجنود الأكثر لياقة وذكاء، أما مهام هذه الكتيبة فهي طي الكتمان والسرية.
ملابس اللواء ارتدى جنود اللواء أول قبعة كبقية أفراد الجيش عام 1948، كان تصميمها مثل قبعة الجبهة، وهي مستوحاة من قبعة الفيلق الفرنسي، وكانت هذه القبعات هدية من صانع قبعات يهودي أميركي، كُتب عليها من الداخل "هدية من صانعي القبعات اليهود في أميركا".
وقد استُخدمت هذه القبعات نحو عامين قبل أن تتغير جميع قبعات الجيش إلى اللون الزيتوني أو الزيتي. بعد نكسة حزيران 1967 زادت رغبة قيادة اللواء وجنوده بتخصيص قبعة أو علامة تميزه عن غيره، فتغير زيه الرسمي من الزيتي إلى الزي المرقط، وبقي جنود لواء غولاني يطالبون بقبعة مميزة عن بقية ألوية الجيش إلى أن تمت الموافقة على طلبهم في مارس/آذار 1976، واختير اللون البني لقبعة اللواء، وارتداها جنوده في حفل خاص لتوزيعها في مطلع أبريل/نيسان 1976. كما يرتدي جنود اللواء أحذية سوداء، ويحملون شارة مربعة بها شعار الوحدة، وهو شجرة زيتون خضراء بخلفية صفراء.
"غولاني" وملحمة "طوفان الأقصى"
شارك لواء غولاني في الحرب التي شنها الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في اليوم نفسه على مستوطنات غلاف غزة.
وجاءت مشاركة اللواء بعد بدء الحرب بـ15 يومًا، بهدف مساندة ألوية الجيش المشاركة في الاقتحام البري. وقد جاء في تصريحات قادة اللواء أن مشاركتهم في الحرب على غزة، لأن لهم ثأرا مع حي الشجاعية وأن عودتهم كانت بهدف القضاء على هذا الحي، في إشارة إلى الخسارات الكبيرة التي لحقتهم في حرب 2014. غير أن اللواء طوال فترة المعركة كان يعلن عن خسارة ضباط وجنود من جيوشه، من أهمها إعلان قائده أن لواءه تلقى "ضربة مؤلمة" في حي الشجاعية، وذلك حين استطاعت كتائب عز الدين القسام قتل 10 من جنوده معظمهم من الضباط في كمين.
وصرح جنرال الاحتياط يوسي فار من فيلق 51 غولاني تعقيبًا على ما يحدث مع اللواء على أرض غزة بقوله "من العار أن تكون أيدي مقاتلينا مكبلة.. إنهم في الحقيقة لا يحاربون".
وأدت الخسارات المتلاحقة التي مني بها اللواء في قطاع غزة خلال الأيام الـ60 التي شارك فيها بالحرب إلى إعلان انسحابه يوم 21 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري، كشف قائد لواء غولاني الأسبق موشيه كابلنسكي أن اللواء خسر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ربع قواته بين قتيل وجريح، إذ قتل 82 ضابطا وجنديا خلال العدوان على غزة.