ما قصّة القسّامي صاحب "الحذاء البالي" وعملية "اصْطياد قائد اللواء 401" في معارك جباليا؟

تصدّر مقتل قائد اللواء "401" بجيش الاحتلال "الإسرائيلي" العقيد إحسان دقسة، العناوين الرئيسية للوكالات الإعلامية العبرية وبعض وسائل الإعلام الدولي، نظرًا لأهمية المنصب الذي يشغله دقسة ودوره في عمليات الإجرام خلال حرب الإبادة الجماعيّة المتواصلة على قطاع غزة.

ويوم الأحد الماضي، اعترف جيش الاحتلال بمقتل العقيد "إحسان دكسة" في جباليا، مشيرًا إلى أنه استلم منصبه كقائد للواء 401 قبل 3 أشهر، وهو الرتبة الأرفع التي تقتل في الحرب البرية بالقطاع.

وقالت "يديعوت أحرونوت"، إن قائد اللواء 401 قتل بعد تفجير دبابته بعبوة ناسفة في معارك جباليا شمالي قطاع غزة.

وأوضحت الصحيفة العبرية، أن "دبابة قائد اللواء 401 إلى جانب دبابة أخرى داستا معًا على عبوة شديدة الانفجار في جباليا شمال قطاع غزة مما تسبب بوقوع الحادث الصعب".

وكشفت إذاعة "الجيش الإسرائيلي"، تفاصيل جديدة حول الكمين، قائلةً إن " العقيد إحسان دقسة وصل برفقة 3 ضباط آخرين بدبابتين إلى نقطة داخل جباليا حيث قاموا بمراقبة منطقة القتال".

وأضافت "خلال ذلك، خرج الضباط ومن بينهم العقيد إحسان دقسة، من الدبابتين وتوجهوا على مسافة حوالي 20 مترًا منها".

وتابعت "وأثناء تحركهم تم تفجير عبوة ناسفة، ونتيجة لذلك قُتل قائد اللواء على الفور، وأصيب الضباط الثلاثة الآخرون من بينهم نائب قائد الفرقة 162 وقائد الكتيبة 52 بجروح".

وذكرت مصادر عبرية أنّ القتيل دقسة أرفع رتبة عسكرية برتبة عقيد حيث يقود قائد لواء 401 مدرع ويتبع للفرقة 162 وهو أهم لواء نخبوي مدرع بالجيش ويعرف بـ ( بأعقاب الفولاذ) .

وقاد جميع العمليات الهجومية في الشفاء والزيتون وبيت حانون وجباليا ورفح وقد شارك في ابادة البشر والحجر والشجر ويمكن وصفه بهولاكو.

وتم استهدافه بشكل مباشر وسط معارك التحام وغالباً تم قنصه قنصاً، وقبل شهور تم قتل نائبه وقائد عمليات اللواء 401 في عملية محاصرة مجمع الشفاء الطبي.

وأشارت المصادر العبرية إلى أن "الدروز" كانوا يراهنون على وجوده بالجيش كأرفع رتبة عسكرية لهم.

وتداول مغرّدون صورًا عديدة ونبذة عن القائد دقسة نظرًا لأهميته في السّاحة العسكرية، بالإضافة إلى مكان مقتله في جباليا المُحاصرة منذ 18 يومًا على التوالي.

وكتب أحد المغردّين بمشاركة صورة لمقاوم يرتدي حذاءً باليًا، في إشارة إلى توقعات من فيديوهات سابقة بثّتها القسّام في ذلك اليوم لكمائنها في جباليا، وقال "بأحذيتها.. المقاومة تغتال العقيد إحسان دقسة قائد اللواء 401 (أحد أهم ألوية جيش الاحتلال وأخطرها منذ حرب الاستنزاف)، أبرز قادة العدو في شمال غزة، قائد تجويع جباليا وحصار أهل الشمال وترويعهم ومذابحهم، وهو أكبر رتبة عسكرية منذ بدء الاجتياح البري، وتقتل وتجرح معه ضباطا مهمين كانوا برفقته، منهم نائب قائد اللواء، وقائد سرية".

وأضاف " غزة تثأر لنفسها، والشمال ينتقم لأهله، لا تنتظر جيشا صدئت مدافعه وعطبت هممه، ولا تستنجد دولا لا تساوي شسع النعل البالي للغضنفر الذي زرع العبوة، بل تأخذ حقها بيدها، وتقتل قاتلها ولو بعد حين!"

وعبر أحد المدونين عن إعجابه بما تفعله المقاومة الفلسطينية في جباليا وشمال غزة بجيش الاحتلال الإسرائيلي، رغم الحصار، بالقول: "لا سابقة تاريخية منذ ظهور الأسلحة النارية لحالة تماثل الصمود الإعجازي منذ أكثر من عام في قطاع غزة المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام في ظل الحصار واختلال كاسح بميزان القوة أمام جنون حرب الإبادة الأميركية بأدوات إسرائيلية".

واللواء 401  لواء مدرع منتظم في جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل تحت قيادة فرقة المدرعات 162 التابعة للقيادة الجنوبية لجيش الاحتلال. واليوم، يشغل اللواء دبابات ميركافا "أم 4" مع نظام حماية نشط للدبابات ونظام إدارة المعركة المحوسب ZD، كما بدأ مؤخرا في استلام دبابات ميركافا باراك، وهذه الدبابات هي الأكثر تقدما لدى جيش الاحتلال ومن بين الأكثر تقدما في العالم. 

تأسس اللواء عام 1967 من كتيبة الدبابات 46، وهي كتيبة احتياطية شاركت في حرب عام 1967، وبعد الحرب تم تحويل الكتيبة 46 إلى كتيبة نظامية، وأضيفت لها سرية اتصال. وفي عام 1968، تم نقله إلى لواء الدبابات النظامي 79، وبذلك أصبح 401 لواء دبابات نظامي، وهو الأول في جيش الاحتلال الإسرائيلي. ويضم اللواء اليوم 5 كتائب مدرعة وهندسية ومشاة، وهي: 46، 52، 9، 601 (كتيبة هندسة قتالية)، 298.

وفي معركة طوفان الأقصى كان اللواء 401 من أوائل الألوية التي دخلت قطاع غزة من الشمال، في وقت مبكر من 27 أكتوبر/تشرين الأول. وشارك في العديد من المعارك شمال قطاع غزة، مثل حصار مدينة غزة وقاد بعض العمليات العسكرية، منها؛ القتال الذي دار في منطقة مستشفى الرنتيسي.

 وفي منتصف فبراير 2024، قاد اللواء 401 عددًا من المعارك في الشاطئ والزيتون والنصيرات. وفي معركة رفح، قاد اللواء قوات الفرقة 162، واستولى على معبر رفح، وتقدم على طول محور فيلادلفيا بأكمله. وفي 26 يونيو/حزيران، أقيمت مراسم في رفح لاستبدال قائد اللواء، الذي قتلته كتائب القسام.
 

المصدر : وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة