لليوم الـ 29 لشلال الدم النازف والحصار ..

شمال غزَّة.. مجزَّرتان "داميتان" والمشفى الوحيد يعمل بجراح واحد

شمال غزَّة.. مجزَّرتان "داميتان" والمشفى الوحيد يعمل بجراح واحد

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي وحرب الإبادة على محافظة شمال قطاع غزة، لليوم التاسع والعشرين على التوالي، وسط قصف وإعدام ميداني، ونسف للمنازل وتدمير للخدمات الأساسية، ومنع دخول الغذاء والماء والدواء، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 1400 مواطن ومئات الجرحى.

وفي أحدث المجازر والتطورات، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي، بأن 84 شهيدًا ارتقوا خلال الساعات الماضية بقصف الاحتلال عمارات سكنية لعائلتي شلايل والغندور شمال القطاع، و34 استشهدوا بقصفها منازل ووحدات سكنية في النصيرات بالمحافظة الوسطى.

وتابع أن ذلك يأتي "في إطار جريمة الإبادة الجماعية وجريمة التطهير العرقي وحرب الاستئصال المستمرة".

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي "يستفرد بالعائلات المدنية والتي تعتبر عماراتهم السكنية (مكونة من عدة طوابق) مأهولة بالمدنيين والنازحين".

وأشار إلى أن ذلك يأتي "بالتزامن مع عدم وجود طواقم للدفاع المدني أو الخدمات الطبية أو الطواقم الإغاثية في ظل استهدافها وإخراجها عن الخدمة من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ قرابة شهر كامل".

كما يأتي ذلك، وفق البيان، "بالتزامن مع إسقاط الاحتلال للمنظومة الصحية بمحافظة شمال قطاع غزة وتدمير المستشفيات وإخراجها عن الخدمة".

ويأتي ذلك في إطار مساعي الاحتلال لإفراغ محافظة الشمال من سكانها، الذين رفضوا الاستجابة لإنذارات الإخلاء.

ويعدم الاحتلال في بلدة جباليا ومخيمها وبيت لاهيا، أي مظاهر للحياة في المنطقة، إذ دمر أحياء سكنية كاملة، تحت قصف دموي مكثف وحصار مطبق يمنع دخول الغذاء والماء والأدوية.

كما جرى إخراج المنظومتين الصحية والإغاثية عن الخدمة تماما، وتعطيل آبار المياه والمرافق الحياتية كاملة، ضمن سلسلة جرائم متواصلة.

ومن جهته، قال مدير مستشفى العودة شمال قطاع غزة محمد صالحة، مساء الجمعة، إنهم يعملون بإمكانات محدودة جدا وبطبيب جراحة واحد، محذرا من نفاد الوقود بعد غد الأحد ما يلقي بظلال سلبية تفاقم الوضع "الصحي المروع" في المحافظة التي تتعرض لحملة إبادة وتطهير عرقي ترتكبها إسرائيل منذ 28 يوما.

وأضاف صالحة، في مقابلة هاتفية مع الأناضول: "مستشفى العودة هو الوحيد حاليًا في شمال غزة والذي يضم طبيبا في الجراحة العامة، في وقت ترتفع فيه أعداد الإصابات التي تتطلب تدخلات جراحية عاجلة في المخ والأعصاب والأوعية الدموية والعيون والعظام".

وأوضح في هذا السياق أن "أكثر من 70 بالمئة من الإصابات التي يستقبلها المستشفى تحتاج إلى تدخلات جراحية عاجلة".

كما أعرب صالحة عن قلقه "البالغ حيال الوضع المتدهور بشكل غير مسبوق في المستشفى والمرافق الطبية الأخرى في الشمال".

ووصف الوضع في المحافظة بـ"المروع خاصة في ظل النقص الحاد بالكوادر الطبية والمستلزمات الضرورية والاستهداف الإسرائيلي المتعمد للمستشفيات".

وقال صالحة إن هناك تحديات كبيرة تتعلق بنقل المصابين الفلسطينيين من أماكن الاستهداف في الميدان في ظل تدمير الجيش الإسرائيلي مركبات الإسعاف وإخراجه جهاز الدفاع المدني الفلسطيني عن الخدمة في المحافظة.

وأردف: "الجرحى يُنقلون حاليًا إلى المستشفى محمولين على أكتاف المواطنين القادمين سيرا على الأقدام، وفي بعض الحالات يتم نقلهم على عربات تجرها الحيوانات".

إلى جانب ذلك، أوضح صالحة أن المستشفى يتعرض لإطلاق نار متكرر من الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي يعرقل سير العمل ويشكل تهديدًا لحياة المرضى والطواقم الطبية.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة