غزة- عبد الحميد رزق
حذر الشيخ ناجح بكيرات، رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث، من خطورة الوضع في المسجد الأقصى المبارك، لاسيما أن المعطيات تشير نحو مزيد من التصعيد والانتهاك والإمعان في محاولة طمس الهوية الدينية للمسجد والهوية العربية بشكل كامل عن القدس المحتلة.
وأوضح بكيرات في تصريح خاص لوكالة "شهاب" اليوم الإثنين، أن الاحتلال سخّر عدة روافد لتحقيق أغراضه المتطرفة في الأقصى، مبينًا أنّ أولها هو تكثيف تواجد العنصر البشري اليهودي داخل باحاته من خلال ما تسمى جماعات "الهيكل" المتطرفة".
وأضاف: "الاحتلال وما تسمى "جماعات أمناء الهيكل" وغيرها، بالإضافة إلى توجه المجتمع الإسرائيلي نحو التطرف والإرهاب، أجبرت حكومتهم المزعومة لمنحهم كل التسهيلات لاقتحام الأقصى واستباحته".
ولفت إلى أن "المسوّغ الثاني الذي جعل الأمور تزداد خطورة على الأقصى هو "العصب المالي"، إذ أن هناك دعم مالي كبير جدا لهؤلاء المقتحمين، فعلى سبيل المثال حكومة الاحتلال تؤمن مواصلاتهم ونقلهم بشكل كامل نحو الأقصى، كما أن الإعلام العبري شارك بشكل كبير في زيادة الحملة الشرسة على المسجد".
وأشار إلى أن الرافد الثالث هو دور حكومة الاحتلال الإرهابية، بكامل تشكيلاتها، بداية من المحكمة التي تشرعن، مرورًا بالشرطة التي تمهّد، والقوات الخاصة التي تحمي، وصولًا إلى المخابرات التي تتبع وتستدعي المقدسيين، بجانب الرعاية الكاملة لهذا المشروع من الدولة والساسة، وبالقوة والبلطجة كل هذه الجهات شجَعت على محاولة تغيير الواقع".
وبيّن أن الاحتلال عمل منذ سنوات على تربية نفوس المقتحمين على حب الأقصى "وهيكله" المزعوم، وهذا للأسف غاب عن العرب آخر سنوات، في السابق كان عندما يتعرض الأقصى لأذى لا تعرف البلدان العربية الهدوء، فتخرج المظاهرات والاحتجاجات، لكن الآن تغير كل شيء إلا من رحم ربي".
وتوقع بكيرات ألا يستخدم مستوطني الاحتلال أي أساليب جديدة خلال اقتحاماتهم، قائلا: "أعتقد أن الوقت لم يحن لإدخال القرابين والأعلام، ولكن الدعوات لذلك هي بمثابة تمهيد لذلك".
وذكر أنّ الاحتلال يطبق سياسة الانتهاك المرحلية، يوجد مطالب حقيقية لأساليب جديدة ونوعية، لكنها لن تكون في فترة الأعياد المقبلة، موضحا أنّه لازالت هناك طفرة مقدسية عصية على أن ينفذوا هذا الأمر".
وطالب رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث، بتواجد إسلامي مكثف في باحات المسجد، منوهّا إلى ضرورة تسخير الإعلام الفلسطيني، ومنصات التواصل الاجتماعي للحديث عما يدور في الأقصى المبارك".
ودعا كل مسؤول فلسطيني سواء أكان من السلطة أو الفصائل، ودول العالم الإسلامي، وسفاراتنا في الخارج، إلى تحمّل مسؤوليتهم تجاه مسرى الرسول، قائلا: "عليهم أن يحاكموا دولة الاحتلال ويفعّلوا القوانين الدولية التي تقول بأن القدس محتلة، وأن يكون لهم دور في إنهاء الاحتلال".
يشار إلى أنّ آلاف المستوطنين يخططون بتوجيه مما تسمى "جماعات الهيكل" المزعوم، لتنفيذ طوفان من الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك في الفترة القادمة، تزامنًا مع فترة الأعياد اليهودي