غزة – شهاب
أكد المستشار القانوني أسامة سعد أن تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر تُعدّ مخالفة صريحة للاتفاقيات الدولية، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة.
وأضاف سعد، في تصريح خاص لوكالة شهاب، أن هذه الدعوة تتعارض مع المادة (45) من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تنص على: "لا يجوز نقل الأشخاص المحميين إلى دولة ليست طرفًا في هذه الاتفاقية، ولا يجوز أن يشكل هذا الحكم بأي حال عائقًا أمام إعادة الأشخاص المحميين إلى أوطانهم أو عودتهم إلى بلدان إقامتهم بعد انتهاء الأعمال العدائية".
وأردف قائلًا: "تصريحات ترمب تتناقض كذلك مع المادة (49) من ذات الاتفاقية، التي تنص على: "يحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال أو إلى أراضي أي دولة أخرى، سواء كانت محتلة أو غير محتلة، بغض النظر عن دواعيه".
وأوضح سعد أن إحلال السلام لا يمكن أن يتحقق إلا بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية المشروعة، المقرّة بموجب القوانين الدولية، وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشار إلى أن "دعوة ترمب لاستقبال الفلسطينيين ما هي إلا دعوة جوفاء فارغة لا قيمة لها. فالشعب الفلسطيني، الذي صمد خلال حرب الإبادة لمدة 16 شهرًا، ويتلهف الآن للعودة إلى بيته، ويفترش الأرض ويلتحف السماء في ذروة البرد، يُظهر بوضوح مدى تمسكه بأرضه التي أحبها وأحبته، وقدم التضحيات من أجلها على مدار أكثر من مائة عام".
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قال: "تحدثت إلى الملك عبد الله ملك الأردن اليوم بشأن نقل سكان غزة من المناطق المدمرة إلى الدول المجاورة. وسيشمل ذلك بناء مساكن في مواقع مختلفة ليعيشوا بسلام، سواء بشكل مؤقت أو طويل الأمد. كما سأتحدث الأحد مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول هذا الأمر".
وعن مكالمته مع ملك الأردن، قال ترامب: "لقد كانت مكالمة جيدة للغاية. إنه صديقي، ونحن نتفق بشكل جيد جدًا. لقد تعاملت معه على مر السنين بشكل رائع. قام بعمل مذهل في استقبال ملايين الفلسطينيين، وفعل ذلك بطريقة إنسانية للغاية. لقد أثنيت عليه على هذا الجهد. قام الأردن بنجاح كبير في إسكان الفلسطينيين".
وأضاف ترامب: "سأتحدث مع الجنرال السيسي (الأحد) في وقت لاحق. أرغب في أن تستقبل مصر هؤلاء الناس، وأرغب في أن يفعل الأردن ذلك أيضًا. نحن نتحدث عن مليون ونصف المليون شخص. نحن نحاول فقط إيجاد حل لهذه الأزمة. كما تعلمون، عبر القرون كانت هناك العديد من الصراعات. لا أعرف، يجب أن يحدث شيء ما. الوضع هناك كارثي، كل شيء تقريبًا قد دُمّر والناس يموتون. لذا أرى أنه من الأفضل العمل مع بعض الدول العربية لبناء مساكن في مواقع بديلة حيث يمكن لهؤلاء الناس العيش بسلام. قد يكون الحل مؤقتًا أو دائمًا".