خاص - شهاب
"نرفض منح الكيان الإسرائيلي صفة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، ولا نعترف بهذا الكيان الدموي الطامع في خيرات أفريقيا، ونستهجن كل من يهرولون للتطبيع معه من الدول العربية والأفريقية"، بهذه العبارات والكلمات عبرت شخصيات ونخب عربية عن رفضها للاحتلال الإسرائيلي والتطبيع معه وطالبت بنبذه، خلال ندوة سياسية نظمتها وكالة "شهاب" للأنباء.
هذه الندوة حملت عنوان (إسرائيل في أفريقيا.. معًا لمواجهة التطبيع)، وشارك فيها أ. مراد كدير نائب رئيس ملتقى شباب العالم الإسلامي، والناشطة السودانية أ. شذى كنان الورد، والكاتب والمحلل السوداني أ. محمد الفاتح النعيم والصحفي السوداني أ. عمار محمد آدم.
#مباشر https://t.co/t029I942SL
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) February 15, 2023
الجزائري مراد كدير، نائب رئيس ملتقى شباب العالم الإسلامي، أكّد في كلمته خلال الندوة، أنّ "الشعوب العربية والأفريقية ترفض التطبيع مع الكيان (الإسرائيلي)"، مشيرًا إلى أنّ "بلاده الجزائر ممثلة برئيسها عبدالمجيد تبون، في موقف متقدم لمناهضة التطبيع، وتقوم بأدوار مكثفة سياسية واجتماعية وشعبية لرفضه".
وقال كدير "الكيان يحاول اكتساب صفة رسمية في أفريقيا، طمعًا في خيراتها، ونحن نعلم أن علاقته بالدول الأفريقية لا تتعدى كونها اقتصادية بحتة".
وطالب الدول العربية والأفريقية، بدعم موقف بلاده الرافض للجلوس على طاولة واحدة مع الكيان، شأنها شأن دولة جنوب أفريقيا، إذ أصرتا قبل عام على رفض تواجد الكيان في الاتحاد الأفريقي.
ولفت نائب رئيس ملتقى شباب العالم الإسلامي، إلى أنّ الشعوب في النهاية هي من تملك قرارها إزاء تطبيع حكوماتها مع الاحتلال، مضيفًا: "الدول التي تريد التطبيع تجعل من هذا الكيان سيدًا في بلدها، وتضرب نسيجها الاجتماعي".
من جانبها، شددت الناشطة السودانية شذى كنان الورد، على رفض الشعب السوداني خطوة وجود كيان الاحتلال في الاتحاد الأفريقي، مستنكرًة إصرار الأنظمة الأفريقية الراكعة للكيان لإتمامها.
وذكرت الورد أنّ "هذه الخطوة تخدم مصالح جهة واحدة وهي الكيان، الذي يريد التكسب من خيرات أفريقيا والاستيلاء على مواردها، ويطمع في خيراتها لا سيما في حوض النيل".
وقالت الورد إنّ "دخول (إسرائيل) بصفة رسمية في الاتحاد الأفريقي سينعكس سلبا على أداءه، ودول المنطقة ستضرر من تواجدها، إذ ستخلق هزة في العلاقات فيما بينها في ظل أن شريحة واسعة ترفض الجلوس على طاولة واحدة معها".
وأضافت: "خضوع النظام السوداني للكيان سيكون وصمة عار على رئيسه عبد الفتاح البرهان"، مؤكدة أنّه "كلما اقتربت العلاقات بين البرهان والاحتلال كلما زادت الفجوة بينه وبين الشعب".
ونوهت الناشطة السودانية، إلى أنّ "الأيام الماضية شهدت تنظيم عدة احتجاجات ووقفات شعبية بالسودان رفضًا لخطر التطبيع الذي سيزيد البلاد ضيقا وليس كما يزعم البعض بأنه سيضفي سعة اقتصادية للبلاد".
ودعت إلى مواصلة الضغط الشعبي على الحكومات المطبعة وشحذ الهمم وترسيخ الحقائق في عقول كافة شرائح المجتمعات بالمنطقة حول خطر التطبيع.
بدوره، قال الناشط السوداني، عمار آدم، "إن التطبيع مع (إسرائيل) يبدو أنه يجري على قدم وساق على الصعيد السياسي، لكن نحن كشعب سوداني نرفضه، وكل من يمضون في خطوات التطبيع ليست لديهم أي تفويض منا".
وأضاف الناشط -صاحب واقعة إلقاء المايكروفون في وجه وزير الخارجية السوداني بسبب التطبيع الشهيرة- أنّ "هذا الاتفاق بين الرئاسة السودانية والاحتلال لا يقوم على أسس ولا ينبى على حقائق، وهو مجرد اتفاق بطابع أمني واستخباراتي".
وتابع "يثبت ذلك أن عبد الفتاح البرهان حينما قابل الوزير الإسرائيلي، كان يرتدي الزي العسكري، ما يبرهن أن هذا الاتفاق لديه أبعاد أمنية واستخباراتية".
وأكد آدم أنّ أي جهة سودانية تتخذ قرارات داعمة للتطبيع، لا تحظى بأي شرعية شعبية، مشددًا على أنّ "جميع الشعب السوداني ضد الصهاينة المغتصبين للقضية الفلسطينية، والذين يمارسون القتل والترويع بحق الشعب الفلسطيني".
وفي السياق، ذكر الكاتب والمحلل السوداني، محمد الفاتح النعيم، أنّ "(إسرائيل) حاولت منذ العام الماضي الحصول على مقعد مراقب في الاتحاد الافريقي ولكن تم رفضه بإصرار من قبل دول أفريقية أبرزها الجزائر وجنوب أفريقيا، لكنها تعاود الآن تنيشط هذا الملف مرة أخرى في أفريقيا بغية التمدد والتوسع فيها".
ويرى المحلل النعيم، أنّ "وجود الكيان في الاتحاد الأفريقي (لن يكون مريحًا)"، مطالبًا كل الدول الأعضاء فيه بالضغط لرفض تواجده.
وبيّن النعيم أنّ الاحتلال يتحجج بأن هدفه من هذه الخطوة هو مساعدة دول أفريقيا ونشلها من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعانيها، لكنّ هدفه عكس ذلك تمامًا إذ أنه يريد نهب خيراتها.
وأشار إلى أنّ دخول الاحتلال في الاتحاد الأفريقي بصفة رسمية، سيحدث تحول وهزة في التعاون بين الدول الأفريقية فيما بينها.
وبحسب المحلل السوداني، فإن الهدف الأسمى لـ(إسرائيل) من تلك الخطوة، هو "التعاون الأمني"، فهي تريد من الدول الأفريقية أن تتعاون معها أمنيًا واستخباراتيًا، كونها تطل على روافد استراتيجية مثل البحر الأحمر، المحيط الأطلسي، وغيرها.
ومن المقرر، أن يناقش الاتحاد الأفريقي في قمته المزمع عقدها اليوم الأربعاء بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وضع الاحتلال كعضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، وسط دعوات لضرورة المحافظة على الضغط الشعبي لمواجهة التطبيع.
اقرأ/ي أيضا.. الاتحاد الإفريقي يعقد قمته وسط رفض كبير لانضمام "إسرائيل"