خاص - شهاب
اعتبر المختص في الشأن "الإسرائيلي" عادل ياسين، أن عملية تفجير العبوة الناسفة قرب مفترق "مجدو" جنوب حيفا المحتلة، أعادت "نبش" معضلة وصفها بالمُزمنة، لا يزال يعاني منها الاحتلال منذ سنوات.
وقال ياسين لوكالة (شهاب) للأنباء إن عملية التسلل بحد ذاتها جسدت معضلة حماية الحدود التي عانى منها الاحتلال على مدار عشرات السنين خصوصا عند المنطقة الشمالية التي تتسم بتنوع تضاريسها.
وأشار إلى أن الاحتلال فشل في اكتشاف عملية التسلل رغم انتشار نقاط الرصد ووسائل الرقابة في كل مكان، عدا عن انتشار القوات على الحدود وعلى خط التماس.
وبحسب ياسين، فإن تركيز وسائل الإعلام "الإسرائيلية" على تداعيات عملية تفجير العبوة الجانبية بالقرب من مفترق "مجدو" قبل أيام وانشغال المحللين والخبراء الأمنيين في الحديث عن خطرها ومدلولاتها لم تكن عبثية أو رغبة في التهويل والمبالغة، بل أنها قراءة للنتائج المترتبة على زيادة التهديدات وتراكم الأعباء على أجهزة أمن الاحتلال ما بين عقدة العمليات الفردية التي عجزت عن إيجاد حل لها وبين ظاهرة العبوات الجانبية التي بدأت تنتشر وتترك بصمات مؤلمة تكشف حجم الفشل في إحباطها، رغم الادعاءات بأن تلك الأجهزة تمتلك قدرات خيالية تكنولوجيا ومهنيا.
وأوضح أن "حقيقة الفشل تجلت بوضوح بعد الكشف عن عملية مجدو، ونجاح المنفذ من التسلل والوصول إلى مفترق مجدو الذي يبعد مسافة 80 كم عن الحدود وزرع العبوة والانسحاب من المكان والتنقل في المنطقة ساعات طويلة دون أن يكتشف أمره أي أحد".
وأضاف: "في البداية حاولت الأجهزة الأمنية التابعة للاحتلال، التغطية على الحدث ومنع نشر أي خبر يتعلق بالعملية إلا أنها اضطرت للتراجع بعد انتشار شائعات حول وجود خلية في مدينة صفد، وهو ما سبب حالة من الخوف والذعر في الشارع الإسرائيلي الذي يعاني أصلا من فقدان الشعور بالأمن مع زيادة العمليات الفدائية".
واستطرد قائلا: "رغم أن غالبية المحللين والخبراء الأمنيين وجهوا أصابع الاتهام مباشرة إلى حزب الله، إلا أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تدعي حتى اللحظة أن التحقيقات لا تزال مستمرة، ما قد يدل على وجود نية مبيتة لطي الحدث وعدم الكشف عن الجهة التي تقف وراء العملية، لكي لا تضطر للرد والدخول في دائرة الفعل وردة الفعل التي ربما تتطور لمرحلة التصعيد والمواجهة العسكرية في ظل المرحلة الحساسة التي يمر بها الكيان الإسرائيلي داخليا وخارجيا".
ولفت ياسين إلى أن الاحتلال "الإسرائيلي" يُدرك جيدا أن "حزب الله لديه القدرة على إيلام الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وذلك بناء على تقديرات الموقف التي تحدثت عن امتلاكه 150 ألف صاروخ متعدد المديات والأحجام وقدرته على إطلاق ما يقارب من 2500 صاروخ يوميا – ما يعني أن حزب الله تمكن من تحقيق معادلة ردع نسبية أمام إسرائيل".
ووفق المختص في الشأن "الإسرائيلي"، اللافت للانتباه أن هذه العملية تُصنف ضمن نظرية (المعركة بين الحروب) التي تبنتها "إسرائيل" على مدار السنوات الماضية، وهذا يدل على أن أعداءها ردوا عليها بنفس الطريقة، لكن الخطر الأكبر الذي تخشى منه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية هو تفاقم انتشار ظاهرة العبوات الجانبية التي ستدخلها في دوامة يصعب عليها الخروج منها خصوصا وأنها تتزامن مع تعقيدات العمل لإحباط العمليات الفردية.
وختم ياسين: يبقى السؤال الذي يُشغل قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. ماذا لو تمكنت مجموعة كاملة من التسلل والانتشار وتنفيذ العمليات فهل ستتمكن من اكتشافها ومنعها من تنفيذ عمليات تضرب في العمق وتؤكد مرة تلو الأخرى استمرار تآكل قوة الردع وفشل محاولات ترميمها".