شهاب – أحمد البرعي

لم تمضِ ساعات على استجواب المخابرات الإسرائيلية للشيخ عكرمة صبري، للتحقيق معه في سجن المسكوبية، صباح اليوم، حتى ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات المنشورات الداعمة والمساندة لخطيب المسجد الأقصى، في مواجهة عنجهية وظلم أجهزة أمن الاحتلال.

واستدعت جهاز مخابرات الاحتلال الشيخ عكرمة صبري للتحقيق معه دون ذكر سبب الاستدعاء، قبل أن تفرج عنه بعد ظهر اليوم بعدة شروط، أبرزها الالتزام بالحضور لأي تحقيق يستدعى له، ومنعه من التواصل مع قنوات المنار والميادين والأقصى.

وتفاعلت جهات مقدسية ورواد مواقع التواصل مع احتجاز الشيخ صبري، عبر التغريد على وسم "أمين المنبر"، مُستذكرين مسيرته النضالية الكبيرة، ومُشددين على وجوب حمايته والتصدي لحملات التحريض ضده من قِبل الجماعات المتطرفة.

رابطة علماء فلسطين استنكرت استدعاء خطيب الأقصى، وقالت في بيانٍ صحفي إننا "نُدين التحريض الإسرائيلي المستمر ضد الشيخ عكرمة واستدعائه للتحقيق معه من قبل جهاز مخابرات الاحتلال، وننوه إلى أن ما يقوم به الشيخ هو ممارسة طبيعية لعمله الديني والوطني".

وأبدت الرابطة تخوفها بأن يكون التحريض المستمر على الشيخ عكرمة من قبل المجموعات اليهودية المتطرفة؛ هو خطة موضوعة لاعتقاله أو اغتياله، مما يجعل سماحته في خطر شديد.

من جهته، اعتبرت مؤسسة أمناء الأقصى للدعاة وخريجي الشريعة استدعاء الاحتلال المتكرر للشيخ عكرمة صبري، هو جريمة لا أخلاقية وعدوانًا على المرجعيات الدينية الإسلامية في مدينة القدس.

وطالبت المؤسسة صاحبة الوصاية الهاشمية على المقدسات بالتدخل وحماية مسؤوليتها، مُعتبرين أن العدوانَ على خطيب الأقصى عدوانٌ على المسجد أيضًا.

بدوره، حذّر الكاتب السياسي عدنان أبو عامر من تزايد الخطر الشديد على سلامة الشيخ، مُشيرًا إلى التحريض المنفلت الذي تُمارسه المنظمات اليهودية ضده.

وقال أبو عامر إن هذا الاحتلال المدجج بالأسلحة يخشى من صوت خطيب الأقصى، ويُلاحقه لمنعه من الاستمرار في الجهر بكلمة الحق من على المنبر، مُشددًا على أنه احتلالٌ ضعيف في داخله، فارغٌ في محتواه، حتى لو تظاهر بالقوة المزيفة.

وكتبت أماني قريناوي عبر حسابها على تويتر: "صوت يصدح بالحق يُرعب أهل الباطل، حفظ الله أمين المنبر الشيخ عكرمة صبري، كلنا الشيخ عكرمة خطيب المسجد الأقصى، كلنا فداك يا قدسنا الحبيبة والنصر قريب بإذن الله".

وغرّد الإعلامي في إذاعة الأقصى أيمن دلول: "كلنا مع الجبل الشامخ فضيلة الشيخ عكرمة صبري، أدامه الله شوكة في حلق المحتلين وأعوانهم".

حساب موسوم باسم "مجاهدة" أشادت بالشيخ صبري، بقولها: "معروف بقول الحق ودائم الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، الرجل الذي قاوم تهويد الاحتلال للقدس حتى سال دمه عند باب الأسباط مُدافعًا عن الأقصى".

بينما نشر الإعلامي أمجد عرفة صورة عند وصول الشيخ لمركز التحقيق، مُعلّقًا: "بهمة الواثق 85 عامًا لم تؤثر في عزيمته، الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى من أمام مركز تحقيق المسكوبية".

وفي سياق متصل، أكد طاقم الدفاع عن الشيخ عكرمة صبري أن التحقيق معه، هو جزءٌ من الملاحقة التعسفية التي توجهها الأحزاب الصهيونية المتطرفة ضده".

وذكر المحامي حمزة قطينة أن الاحتلال يتمادى بملاحقته للشيخ صبري؛ أعلى شخصية دينية في فلسطين، مؤكدًا أن الاحتلال يتحمل تبعات هذه الإجراءات التعسفية الباطلة.

كما حذّرت حركة حماس من حملة التحريض والاستهداف الذي يتعرض لها الشيخ عكرمة من قبل الجماعات الصهيونية المتطرفة في ظل حكومة الاحتلال الفاشية.

وقالت الحركة إن استدعاء فضيلة الشيخ عكرمة يأتي في إطار محاولات الاحتلال الحثيثة لتغييب القادة والشخصيات الوطنية والدينية المؤثرة عن ساحة القدس والأقصى، بهدف الاستفراد بهما.

وأعربت عن تضامنها الكامل مع فضيلة الشيخ عكرمة، مؤكدةً أن الاحتلال سيفشل في سياساته القمعية، وسيجد من الشيخ عكرمة صبري والشعب الفلسطيني صمودًا ستتكسر على صخرته كل المخططات والمؤامرات الصهيونية التهويدية الخبيثة.

وكان الشيخ عكرمة قال في تصريحٍ مُصوّر، فور الافراج عنه، إن سلطات الاحتلال استدعته على خلفية مشاركته بكلمات يوم القدس العالمي، كما سألته عن قضايا الساعة المتعلقة باقتحامات الأقصى.

وأوضح صبري أن حديثه ركزّ على الثوابت التي يؤكد عليها دائمًا، حول رفضه للاقتحامات وضرورة إنهاء حالة العدوان القائمة بحق المسجد الأقصى.

والشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس ومفتي القدس والديار الفلسطينية سابقًا، وحاصل على شهادة الماجستير في الشريعة من جامعة النجاح الوطنية في نابلس، وشهادة الدكتوراه (العالمية) في الفقه العام من كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر.

وهو مؤسس هيئة العلماء والدعاة في فلسطين ورئيسها، ورئيس مجلس الفتوى الأعلى في فلسطين ورئيس الهيئة الإسلامية العليا / القدس، كما أنه له عشرات المؤلفات والكتب والفتاوي، ويعد وتدا من أوتاد المسجد الأقصى وعالم من علماء الدين.