قتلت الصواريخ المدمرة التي أطلقتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي، في ساعات الفجر الأولى اليوم الثلاثاء، طبيبا فلسطينيا وزوجته وابنهما الكبير، كما أصيب باقي أفراد العائلة، وهم أربعة أطفال.
واستشهد جراء القصف "الإسرائيلي"، فجر الثلاثاء، طبيب الأسنان جمال خصوان، الذي يحظى بسمعة طيبة، وهو رئيس مجلس إدارة مستشفى الوفاء بغزة. علما أنه ارتقى جراء العدوان المتواصل 15 مواطنًا بينهم 4 أطفال و4 نساء، وأصيب 22 بجراح مختلفة.
وفي مشهد مؤثر تداولته وسائل الإعلام، بقيت الطفلة ميرال ابنة الشهيد جمال خصوان تنتظر والدها ووالدتها وشقيقها الأكبر؛ عقب نقلها مصابة إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة فجر اليوم، إذ لم تكن تعلم أنهم استشهدوا جميعًا.
وتحدث مواطنون في قطاع غزة عن الطبيب الشهيد، الذي يعد من أصحاب الأيادي البيضاء في القطاع، وله مواقف إنسانية عديدة.
وبدموع منهمرة، تحدث الصديق المقرب للطبيب خصوان، الطبيب جمال نعيم، عن رفيق دربه وزمليه في مهنة طب الأسنان، وأوضح أن الدكتور جمال خريج روسيا في أواخر التسعينات، وهو متزوج ولديه 3 أولاد وبنت، وهو "طبيب أسنان متميز، خلوق، ولا يمكن لك أن تتخيل طيبته".
وأضاف الطبيب نعيم: "هو طبيب إنسان، يعمل على خدمة الناس في كل الأوقات، تجده حينما تحتاجه لأبسط الأمور، سلوكه في قمة الإنسانية، كريم دمث الأخلاق، أينما تبحث عنه تجده، من الممكن أن يترك عمله لأجل خدمة الآخرين".
ونوه الطبيب نعيم الذي عمل مع الشهيد خصوان مدة 20 عاما تقريبا في العمل النقابي، بأنه كان على تواصل دائم مع صديقه الشهيد، وتحدث معه أمس، متابعا: "متى تحتاج الدكتور جمال تجده، ولو كان ذلك في منتصف الليل، يهتم بأمور الآخرين، ويتحرك بسرعة من أجل مساعدتهم، مهما كان الأمر".
الطبيب نعيم الذي لم يستطع أن يتمالك نفسه، وواصل البكاء على صديقه الشهيد، أعرب والدموع تنهمر عن إعجابه الكبير جدا بـ"طيبة وأخلاق" الشهيد خصوان، معتبرا أن ما حدث مع الطبيب جمال وعائلته هو "اصطفاء من الله تعالى".
وأكد لموقع عربي 21 أن زوجة الدكتور جمال ونجله الكبير يوسف طالب الطب في جامعة الأزهر بغزة استشهدوا جميعا في القصف "الإسرائيلي" الذي استهدف شقتهم السكانية في مدينة غزة، كما أصيب الأطفال الصغار.
وفي إحصائية أولية لوزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أكدت ارتقاء 15 شهيدا وإصابة 22 آخرين جراء العدوان "الإسرائيلي" المتواصل على قطاع غزة، لافتة إلى أن من بين الإصابات حالات حرجة وخطيرة.
وتواصل طائرات الاحتلال، شن غارات على مناطق متفرقة بقطاع غزة واستهداف وترويع المدنيين الآمنين، فيما فر المستوطنون من مستوطنات "غلاف غزة" خشية أن يطالهم رد المقاومة على هذه الجريمة الفاشية، التي تضاف إلى سجل الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو بحق الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده سواء بقطاع غزة والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل.