خاص – شهاب
أكد رئيس مركز القدس الدولي والمختص في شؤون القدس والاستيطان د.حسن خاطر أن هناك تكثيف ملحوظ للنشاطات الاستيطانية والتهويدية في محيط المسجد الأقصى المبارك، التي تسعى خلالها الحكومة "الإسرائيلية" المتطرفة لإحكام القبضة على المسجد المبارك وإلحاقه بما تسمى بـ "وزارة الأديان" لديهم.
وشدد خاطر في تصريحٍ خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، الإثنين 29 مايو 2023، على أن هذه الجهود الاستيطانية باتت واضحة على كل المستويات؛ مستوى العمل الرسمي والمؤسسي، من خلال الكنيست والمشاريع التي تُقدّمها، من أجل الهيمنة على المسجد الأقصى بشتى الطرق والوسائل، ووضع خطط استحواذ على الأقصى.
وبيّن أن هذه الجهود تهدف إلى فرض هيمنة فعلية للاحتلال على واقع الأقصى، وتوثيق العلاقة مع المتطرفين في محيط المسجد بشكلٍ مباشر.
ووفق رئيس مركز القدس الدولي، فإن خطورة كبيرة ستتولد عقب رصد عشرات الملايين من الشواكل من أجل توثيق علاقة المتطرفين بالأقصى ومن أجل تسهيل المزيد من الاقتحامات في محيط المسجد الأقصى.
وأكد على أنه بالنسبة للاحتلال ومستوطنيه، فإن الأسهل لهم هو الاقتحام من محيط المسجد الأقصى، لتجنب الاحتكاكات مع المصلين، وهناك حرية للتنقل وسط شرطة الاحتلال، مُردفًا "هذا الأمر سيعطيهم إمكانية أكبر للنجاح وإتمام هذه الاقتحامات".
وقال د.حسن خاطر إن الاقتحامات ستتركز عبر فعاليات المستوطنين في منطقة القصور الأموية من الجهة الجنوبية للأقصى، ومنطقة المقبرة اليوسفية إلى الشمال من باب الأسباط، ومقبرة باب الرحمة شرق الأقصى.
وأضاف أن هذه الأماكن التي بمحيط المسجد الأقصى، هي محطة أطماع للاحتلال بشكل مباشر، ويحاولون خلالها إيصال رسالة بأنها أصبحت خاصة بهم.
وأكمل: "التقسيم المكاني يُوشك أن يظهر في صورته البشعة داخل المسجد الأقصى المبارك".
وحول تاريخ القصور الأموية، قال خاطر إن هذه المرافق العمرانية الواقعة جنوب المسجد الأقصى، هي جزءٌ أصيل من العمارة الإسلامية في العهد الأموي وما بعده، واعتقد الاحتلال أنها تخص مرحلة ما قبل الإسلام.
وأضاف أنه تم التنقيب في القصور الأموية لفترة من الزمن، وتبيّن أنها أمويّة وشكلّت مساكن لمسلمي المدينة المقدسة، مُبيّنًا أنها موصولة فعليًا بمدخل إلى المصلى القبلي من الجهة الجنوبية من جهة المنبر، وصُمّمت من أجل تواصل الأمراء وحكام القدس مع المسجد الأقصى والصلاة فيه، فهي جزءٌ لا يتجزأ من المسجد الأقصى.
وتابع خاطر: "تم بناء تجسيد تخيلي وافتراضي لهذه القصور، كيف كانت مع المسجد الأقصى، وظهرت وكأنها كلها عبارة عن مبنى واحد متصل"، مُشددًا على أنها آثار إسلامية أصيلة، باعتراف "اليهود" بأنفسهم.
وكانت مصادر محلية في مدينة القدس قد أفادت، أمس الأحد، أن جماعات المستوطنين يستعدون لإقامة حفل استيطاني في القصور الأموية قرب المسجد الأقصى المبارك بمناسبة ما يسمى "عيد الأسابيع".
وتتجهز منظمات "الهيكل" و"جبل المعبد" لحشد أكبر عدد من المستوطنين، في ما يسمى بـ"عيد الأسابيع" أو "الشفاعوت" اليهودي، يوم الجمعة القادم.
وفي سياقٍ متصل، تواصل مجموعات المستوطنين، اقتحاماتها للمسجد الأقصى، في وقتٍ تواصل سلطات الاحتلال حفرياتها في ساحة البراق إلى الغرب من المسجد المبارك.
وتزايد منع الاحتلال المصلين من الوصول للمسجد الأقصى خلال فترة اقتحامات المستوطنين، كما تكررت الاستفزازات بحق المصلين في المسجد الأقصى والبلدة القديمة، بحماية قوات الاحتلال؛ في تطور خطير لمشروع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.