نُظّم في مدينة غزة اليوم الأحد، مؤتمر وطني للصحفيين تأكيدا على عدم شرعية وقانونية مؤتمر وانتخابات نقابة الصحفيين ورفضا لسياسة الإقصاء والمحاصصة.
وشارك في المؤتمر الذي عقد بقاعة رشاد الشوا في مدينة غزة مئات الصحفيين من معظم الأطر الصحفية.
وفي كلمة خلال المؤتمر، قال المكتب الحركي المركزي للصحفيين في ساحة غزة، إنّ "نقابة الصحفيين الفلسطينيين عانت من تبعات وتداعيات التجاوز غير المبرر للنظام الداخلي، الذي عطّل عمل نقابة الصحفيين بشكل مهني، فدفع الصحفيون الثمن غاليًا في غياب التوافق والموضوعية الجامعة".و
أوضح شريف النيرب مسؤول المكتب الحركي بغزة، أنّ هذا الضعف أوجد تضاربًا في الرواية الوطنية في وجه رواية الاحتلال، وبات التمثيل الصحفي مجتزأً، وغاب الناظم الوطني المنوط به الدفاع عن حرية الكلمة وضمان وصول الحقيقة للمواطنين والدفاع عن الصحفيين في وجه كل من يحاول التنكيل بهم أو استلاب حقوقهم أو الحيلولة بينهم وبين حقوقهم المهنية.
وأعرب عن أمله أن يقود المؤتمر لتصويب مسار نقابة الصحفيين الفلسطينيين، كي تؤدي دورها كوعاءٍ جامعٍ لكل من يناضلون من أجل حرية الرأي والتعبير، وكل من ينشدون الحقيقة، وكل من يناضلون في سبيل الحق المُطلق في المعرفة، وحتى تكون صوتًا يصدح على الدوام، وفي كل المحافل.
وأضاف النيرب: "أراد البعض تمرير انتخابات نقابة الصحفيين الفلسطينيين في غياب الإجماع الصحفي، وبخلاف ما تم التوافق عليه بين الأطر والكتل الصحفية الفلسطينية".
وبيّن أنه كان من المفترض أن تتم معالجة مواد النظام الداخلي للنقابة وفق رؤيةٍ مهنيةٍ ووطنيةٍ جامعة، وبالذات المواد المتعلقة بالعضوية، وبإشراف لجنة من الخبراء والمختصين.
واستدرك النيرب بالقول: "لكن عقلية التفرّد والإقصاء والاستبداد بالرأي والموقف حالت دون هذا الوفاق، وعطّل الفريق المتنفذ في النقابة كل المساعي لتأمين الشراكة، واكتظت الهيئة العامة التي أُعلن عنها بأسماء لا صلة تربطها بعالم الصحافة، بل إن بعضها كان ممن نكّلوا بالصحفيين ومارسوا بحقهم سياسة تكميم الأفواه".
وأكدّ أن هذه السياسة دفعت الكتل الصحفية إلى عدم خوض هذه الانتخابات، لتنتهي كما سابقاتها بفوزٍ بالتزكية لكتلة الفريق الذي يستلب القرار، ويمقت الشراكة، ويرغب في الاستئثار بالمواقع.
ورحّب المكتب الحركي المركزي للصحفيين في ساحة غزة بكل الجهود التي حاولت تحقيق التوافق، وبقرار الكتل الصحفية الكبرى مقاطعة الانتخابات، بعد محاولة فريق الإقصاء إعادة إنتاج الشخصيات التي جعلت من النقابة ألعوبةً في يد المتنفذين على مدى اثني عشر عامًا، الأمر الذي يعني بطلان شرعية وقانونية هذه الانتخابات، واقتصار تمثيلها على من شارك في هذه المسرحية الهزلية.
وأكدّ أنّ هذه المسرحية لا تعكس قطعيًا حضور وتميز الصحفيين الفلسطينيين في كل المحافل العربية والدولية، ولا يرقى إلى حجم التضحيات التي قدمها شهداء الصحافة الفلسطينية الذين ارتقت أرواحهم وهم ينقلون الحقيقة للعالم ويكشفون جرائم الاحتلال على الأرض الفلسطينية، وما زلنا ننادي بانتخاباتٍ قائمةٍ على الشراكة، بما يضمن فعالية الجسم النقابي ودوره في حماية وتحصين الصحفي الفلسطيني ودفع مسيرة المهنة إلى الأمام.
من جهته أكد الكاتب الصحفي ورئيس المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية فتحي صباح، أن انتخابات نقابة الصحفيين الأخيرة أحدثت شرخًا كبيرًا وعمقت الانقسام بين الصحفيين، مع إشارته إلى إمكانية جسر الهوة بين مختلف الأطراف ببدء حوار شامل يبحث كافة التفاصيل والمخاوف والشكوك وصولًا إلى اتفاق يُعيد لنقابة الصحفيين مكانتها، ووحدتها، وقوتها، وهيبتها.
وقال الصحفي صباح خلال كلمته في *المؤتمر الوطني للصحفيين الذي نظمه الحراك النقابي الصحفي*: "كنا ومجموعة كبيرة من الصحافيات والصحافيين نؤمن بقدراتنا على تعديل مسار نقابة الصحفيين والذهابِ إلى انتخاباتٍ شاملةٍ، حرةٍ، ونزيهةٍ، شفافةٍ، وديموقراطية، يُشاركُ فيها كلُ من يعملُ في مهنةِ البحثِ عن فلسطين المغتصبةِ؛ لكنَ أطرافا بعينِها ذهبتْ بعيدًا عن الوحدةِ ولمِّ الشملِ الصحافي".
وأضاف: "إن نقابة الصحفيين الفلسطينيين أجرت فقط خمس مرات انتخابات على مدار ثلاثين عامًا، بينما الأصل أن يتم تنظيم انتخابات عشر مرات خلال هذه المدة الزمنية؛ لذلك أشعرُ بحزنٍ كبيرٍ على ما آلتْ إليهِ أوضاعُ الصحافيينَ الفلسطينيين".
وعبر الصحفي صباح عن حزنه الشديد لما آلت إليه أوضاع الصحفيين، قائلًا: "أشعرُ بغصةٍ تحرقُ قلبي وأنا أرى وجوهًا هنا لمْ تُتح لها الفرصةُ للمشاركةِ والمساهمةِ في تغييرِ واقعِنِا المهني، والوطني، والاجتماعي، والاقتصادي إلى الأفضل".
وفيما يتعلق بالمؤتمر الاستثنائي اعترف صباح بخطئه لاعتقاده بأن المؤتمر كان ملاذًا وخلاصًا مناسبًا من الأزمات التي تمر بها نقابة الصحفيين مع الكتل الصحفية، علما بأنه شخصيًا كان ضدَ انعقاده.
ودعا صباح إلى حوارٍ شاملٍ يناقشُ ويبحث كلَّ التفاصيلِ والمخاوفِ والشكوكِ؛ لجسرِ الهوةِ بينَ مختلفِ الأطرافِ، وصولا إلى اتفاقٍ جامعٍ شاملٍ، يُعيد لنقابةِ الصحافيينَ مكانتَها، ووحدتَها، وقوتَها، وهيبتَها.
كما دعا مختلف الأطراف للوصول إلى اتفاقٍ وطنيٍ شاملٍ يحمي النقابةَ ويصونها، ويُبقي عليها بيتا واحدا موحدا مستقلا؛ لمواجهةِ كل التحدياتِ، والتصدي لكلِ الانتهاكاتِ، فلسطينيًا وإسرائيليًا، قائلًا:" المسؤوليةُ على عاتقنِا كبيرة، والحملُ ثقيلٌ، فالقدسُ وفلسطينُ تنتظرانِ منا الكثيرَ، وعلينا، جميعًا، أن نكتبَ بلغةٍ وطنيةٍ تصالحيةٍ وحدويةٍ، وأن لا نسمحَ بأنْ يسجلَ التاريخُ علينا أننا كنا جزءاً من الانقسامِ والتشرذمِ".
من جانبه، أكدّ الحقوقي د. صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لحماية حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، أنّ موقف نقابة الصحفيين، عززّ الانقسام في الساحة الفلسطينية.
وقال عبد العاطي في كلمته بالمؤتمر، "عقد مؤتمر نقابة الصحفيين بمعارضة ومقاطعة وازنة لأطر صحفية وصحفيين مستقلين، ودونما اقتراع وعلى طريقة المحاصصة الدراجة في العرف السياسي والنقابي في تصميم وترتيب مسبق للنتائج".
وأوضح أنّ هذا الأمر أبقى نقابة الصحفيين دونما تمثيل ومشاركة حقيقية تعبر عن مختلف المكونات والاطر الصحفية والصحفيين؛ الامر الذي عزز ازمة التمثيل والشرعية والديمقراطية في النقابة بدلا من الآمال التي عقدت ابان التحضيرات لمؤتمر النقابة.
وأكدّ أن المؤتمر الاستثنائي جرى استغلاله عبر إفراغه من مضمونه وليتحول في إجراءاته ومضمونه لمهرجان انتخابي تأييدي لوجه نظر الفريق المهمين على النقابة ، حيث لم تلتزم اللجنة التحضرية للمؤتمر بالإجراءات القانونية والديمقراطية الشفافة والنزيهة سواء لجهة نشر سجل الصحفيين قبل المؤتمر.
وأوضح عبد العاطي أنه تم نشر اكثر من نسخة للنظام الداخلي على موقع النقابة، عدا عن إعادة ترتيب أعضاء الهيئة العامة وإزاحة ومنع واعاقة التسجيل لصحفيين مهنيين في النقابة او صحفيين محسوبين على انتماءات سياسية أخرى.
وبيّن أن ذلك قابله تسهيل انضمام فئات محددة، من العاملين في الإعلام الرسمي رغم ان العاملين في الحكومة يجب ان تتوقف عضويتهم لحين تقاعدهم او استقالتهم من العمل الحكومي حتي لا تتحول النقابة الي نقابة للعاملين في الاعلام الرسمي ، إضافة إلى اشخاص لا تنطبق عليهم الشروط العضوية، ليصبحوا اغلبية عدا عن إشكالية التسديد للرسوم من عدمه لبعض المشاركين في المؤتمر.
وأكدّ عبد العاطي أن ذلك كله تسبب في تكريس المحاصصة والمغالبة لحسم النتائج بشكل مسبق بديلا للديمقراطية. وتابع: " كان الأولى في المهيمنين على النقابة التعامل القانوني والحقوقي والديمقراطي مع الملاحظات والخلافات وحسمها عبر الطرق الديمقراطية لا بالإصرار على منهجية الاستحواذ والاقصاء والتفرد والهيمنة".
التجمع الإعلامي الفلسطيني: لن نسمح باستمرار السيطرة على النقابة
من ناحيته، أكد التجمع الإعلامي الفلسطيني، أن ما حصل في انتخابات نقابة الصحفيين الفلسطينيين، هو انتهاك فاضح وصارخ لحقوق الصحفيين ولكل قيم الديمقراطية والتعددية والشراكة القائمة على المهنية، من قِبل المتنفذين في النقابة الذين أوصدوا الأبواب في وجه كل المبادرات التي تنادي بتوحيد الجسم الصحفي.
وقال الصحفي توفيق السيد سليم في كلمة التجمع الإعلامي بالمؤتمر الوطني للصحفيين: "نجدد رفضنا لما يسمى بالمؤتمر الاستثنائي الذي حضره الجميع إلا الصحفيون".
وأضاف، الانتخابات النقابية التي حصلت مؤخراً هي عملية سياسية تقاسمية مفضوحة تزيد من الانقسام في الساحة الفلسطينية، ومهزلة لا تمثل كافة الصحفيين.
وتابع، لن نسمح باستمرار السيطرة على النقابة، وسنواصل نضالنا المشروع على مختلف المستويات القانونية والمهنية محلياً وخارجياً من أجل فضح محاولات سرقة حق الصحفيين في اختيار من يمثلهم ومن يُعبر عن طموحهم بواقع مهني يليق بتضحياتهم.
وأشار سليم، تغيب كبار الصحفيين الفلسطينيين عن مسرحية الانتخابات بدعوى عدم تسديد رسوم العضوية، يؤكد أن ما جرى خارج عن المنطق والعقل والفهم السليم للعمل النقابي والمهني.
وطالب سليم، كافة المؤسسات القانونية الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات الحقوقية وكافة الجهات المعنية، بالوقوف عند مسؤولياتها، ووضع حد لهذه المهزلة التي اقترفها المتنفذون في نقابة الصحفيين.
وأشاد التجمع الإعلامي الفلسطيني بالنقابات العربية، ونقابة الصحفيين المصريين التي أعربت عن تفهمها الخلل النقابي في الجسم الصحفي الفلسطيني، مؤكداً على استمرار المساعي لاستعادة النقابة وإعادة الاعتبار لها كجسم مهني جامع.
تجمع المبادرة الاعلامي: سنواصل الخطوات الاحتجاجية لوقف المساس بحقوق الصحفيين
بدوره، أكد تجمع المبادرة الاعلامي أن الدفاع عن حقوق الصحفيين وانتزاعها وحمايتها واجب ومسؤولية وطنية تستدعي توظيف جميع الطاقات وتوحيدها، لوقف الانتهاك والمساس بحقوق الصحفيين الفلسطينيين.
ووجه التجمع التحية لروح شهداء المهنة الصحفية، ولِمن اعتقل من أجل الكلمة والصورة، ومن قَدم روحه فداء وتضحية من أجل الحقيقة.
وقال الصحفي عبد العزيز النجار خلال كلمة تجمع المبادرة الإعلامي في المؤتمر الوطني للصحفيين الفلسطينيين: "لا أحد ينكر دور الصحفيين والاعلاميين الفلسطينيين على مختلف مشاربهم ومساهماتهم البارزة في إيصال المشهد الفلسطيني للعالم بالوسائل المختلفة".
وأضاف، من حق الصحفيين الانضواء في نقابة قوية مهنياً تُمثلهم جميعاً دون تمييز تستطيع الدفاع عنهم وعن حقوقهم، دون إقصاء لآحد وحرمانهم من العضوية فيها بذرائع ومبررات مختلفة.
وعَبر التجمع عن رفضه لما حصل في مؤتمر نقابة الصحفيين وما ترتب عليه من نتائج تُنكر حقوق الصحفيين، وتعمل على التمييز بينهم، مؤكدًا على المواصلة بكافة الخطوات الاحتجاجية اللازمة لايصال الصوت والرسالة بمضمونها الصريح، وأن يتم تصويب ما حدث والعدول عنه.
وتابع، لن يَقف التجمع مكتوف الأيدي إزاء محاولات تسييس العمل النقابي، وفرض المحاصصة المقيتة، وسنبذل الجهود من أجل تصويب المسار وإعادة الاعتبار للعمل النقابي بجوهره الديمقراطي الحقيقي.
ودعا التجمع مختلف الجهات القانونية والحقوقية واتحاد الصحفيين العرب، والاتحاد الدولي للصحفيين بالتدخل الفوري لمعالجة الأزمة خشية من التفاقم والوصول لنتائج سلبية.
كتلة الصحفي: المؤتمر الصحفي تأكيد على رفض تسييس ومحاصصة النقابة
كما أكدّت كتلة الصحفي الفلسطيني، أن المؤتمر النقابي الصحفي في غزة، جاء ليؤكد رفض الصحفيين المطلق لكل عمليات التسييس والمحاصصة الحزبية التي تتم داخل النقابة بعيداً عن أي عمل مهني ونقابي.
وقال رئيس الكتلة عماد زقوت في كلمة له، إن المؤتمر يضم كوكبة من أبناء المؤسسات الصحفية الشرعية والقانونية الذين يجتمعون اليوم ليرفعوا الصوت موحدا ويؤكدوا على مطلبهم الأساس بضرورة وجود نقابة مهنية قوية للصحفيين تكون حاضنة لكل الصحفيين الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس المحتلة.
وشددّ على أن العدوان الصهيوني المتواصل بحق الصحفيين وجرائم القتل التي تستهدف المؤسسات الصحفية تتطلب جسم نقابي قوي يحمل هذه الملفات أمام كل المؤسسات العربية والدولية لاسيما المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف زقوت: "لقد خضنا ومازلنا معركة نحن على يقين أننا سننتزع فيها حقنا من سارقيه، رغم كل المبادرات والتدخلات التي أوصدت الجهة المتنفذة في النقابة أمامها كل الأبواب والتي كانت تنادي بتوحيد الجسم الصحفي، إلا أننا ماضون في نضالنا النقابي حتى نحقق أهدافنا في نقابة مهنية جامعة للجسم الصحفي نقية من الدخلاء على المهنة".
وجدّد تأكيده عدم شرعية كل ما قامت به الجهة المسيطرة على النقابة من مسرحية انتخابية هزلية، فـ"الانتخابات التي تتفرد فيها جهة دون الجميع باطلة، والانتخابات التي تُقصي الصحفيين الحقيقيين وتمنع انتسابهم باطلة، والنقابة التي نظامها الداخلي لا يتوافق مع الجميع أيضاً باطلة".
وتابع زقوت : "ربما استطاعت الفئة المتنفذة بالنقابة أن تنهي مسرحيتها الانتخابية شكلاً وليس مضموناً، فما تابعنا ورأيناه من عدم المشاركة الواسعة من الصحفيين المهنيين وكبار الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء في الضفة والقدس وغزة يؤكد أن الجهة التي تتحكم بالنقابة لا تمثل إلا نفسها".
وأكدّ أن محاولات النقابة منح نفسها شرعية من خلال التقاسم السياسي لملفاتها بين بعض الفصائل، دون التمثيل الكامل للمجموع الصحفي، ما أوقعها في تجاوزات ومخالفات قانونية كبيرة تلزم الجهات القانونية الفلسطينية وفي المقدمة منها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ومؤسسة أمان ورئيس هيئة مكافحة الفساد والهيئات النقابية بالوقوف عند مسئولياتها.
وــأوضح أن هذه الجهات مطالبة أن تعلي صوتها أمام شبهات الفساد والتزوير الذي يقوم به مختطفي النقابة، فلا يصح أن تقف موقف المتفرج وإلا ستكون قد شاركت في هذه الجريمة بصمتها .
وثمّن زقوت بكل النقابات العربية التي تتفهم الخلل النقابي في الجسم الصحافي الفلسطيني ولم تشارك في مهزلة نقابة الصحفيين ونوجه لها التحية لعدم مشاركتها في المسرحية الهزلية وندعوها لمواصلة جهدها من أجل نقابة مهنية وقوية تمثل كل الصحفيين .
وجددّ رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني نداءه لاتحاد الصحفيين العرب كمؤسسة ناظمة لعمل النقابات العربية نرفض فيه ما قامت به الفئة المتنفذة بالنقابة من سن للقوانين ومن مسرحية هزلية سميت زورا وبهتانا بالعملية انتخابية وهي بعيدة كل البعد عن العمل الديمقراطي والنقابي، ونقدر عاليا موقف الإتحاد بهذا الشأن.
ودعا الى إلغاء مسرحية الانتخابات الهزيلة وما نتج عنها، واعتماد حق الصحفيين في الانتساب والانتخاب وإعادة هيكلة العضويات، وإلغاء كل المنتسبين من غير أصحاب المهنة بغض النظر عن طبيعة أعمالهم لكنهم غير صحفيين، والإلتزام بكل القوانين النقابية المنصوص عليها في القانون، فالنقابة حق للجميع.
النقابات المهنية الفلسطينية تؤكد على دعمها الكامل لمطالب مئات الصحفيين وتدعو إلى عدم تسييس النقابة
بدوره، أكد نقيب المحاسبين الفلسطينيين الدكتور محمود المصري، أن جميع النقابات المهنية الفلسطينية تقف إلى جانب مئات الصحفيين الفلسطينيين وتدعم مطالبهم المشروعة للوصول لنقابة صحفية مهنية قوية.
وقال المصري خلال كلمته نيابة عن النقابات المهنية الفلسطينية في "المؤتمر الوطني للصحفيين": "إن وجود نقابات مهنية قوية تكون حاضنة لكل النقابيين الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس المحتلة مطلب يسعى إليه الجميع، إذ لا يحق لأحد منع عضوية أي محاسب أو طبيب او مهندس أو صحفي للانضمام إلى نقابته".
وأضاف: "يجب عدم تسييس عمل النقابات، وألا تكون المحاصصة الحزبية التي تتم داخل بعض النقابات، بعيدا عن أي عمل مهني ونقابي، وما نقابة الصحفيين الفلسطينيين عنا ببعيد"، مشيرًا إلى أن الجهة المتنفذة في نقابة الصحفيين أغلقت الأبواب أمام كل المبادرات والدعوات التي كانت تنادي بتوحيد الجسم الصحفي منذ ما قبل الانقسام السياسي الفلسطيني، ولا تزال.
ولفت إلى أن التقاسم السياسي لملف نقابة الصحفيين بين بعض الفصائل وما نتج عنه من قرارات وقوانين لا يمثل المجموع الصحفي؛ لأنه يخالف القوانين المتبعة.
ودعا المصري إلى اجتماع عاجل بين الأطر النقابية لتدارس الأزمة على قاعدة التوافق على نظام داخلي عصري وجديد، وتعريف الصحفي وشروط العضوية، وعدم وجود أي جهات غير صحفية في النقابة، ودونما اعتراف أو اعتبار للاجتماعات التي عقدتها الجهة المسيطرة على النقابة منذ مطلع العام الجاري.
وقال: "إن الجهات القانونية الفلسطينية وفي المقدمة منها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ومؤسسة أمان ورئيس هيئة مكافحة الفساد والهيئات النقابية مطالبة بأن تعلي صوتها أمام الإجراءات غير القانونية التي تقوم بها النقابة في ظل عدم تمثيل النقابة لكل الصحفيين".
الصحفية السقا تطالب بتدخل جادٍ لتعديل مواد النظام الداخلي للنقابة
وأكدت نعوم السقا في كلمة عن الصحفيات الفلسطينيات، على رفضهن وتنديدهن بالمسرحية الهزلية التي انطوى عليها مؤتمر- نقابة الصحفيين الفلسطينيين- بمن حاولوا سلب الصحفيات الفلسطينيات والصحفيين الفلسطينيين حقهم في اختيار ممثليهم، عبر انتخاباتٍ حرةٍ ونزيهةٍ قائمةٍ على ضمان أكبر وأوسع تمثيل لكل الكتل الصحفية.
وطالبت السقا خلال المؤتمر الوطني للصحفيين الفلسطينيين الذي عقِد في مركز رشاد الشوا بمدينة غزة اليوم الأحد "بضرورة تدخل جادٍ لتعديل مواد النظام الداخلي للنقابة، الذي ينبغي عليه أن يُحدد ويُعرّف من هو الصحفي، ويرتب آلية العضوية وفقًا لمعيارٍ يُجمع عليه الكل الصحفي، ويؤسس لحقبةٍ من الشراكة الكاملة بين مختلف الكتل الصحفية، ويضمن العدالة للصحفيات الفلسطينيات اللاتي يشرُف بهنّ كل جسمٍ تمثيلي".
وأوضحت أن التمثيل العادل والتحيّز الإيجابي للمرأة الفلسطينية يعكس، وتحديدًا في نقابة الصحفيين، رُقي وتحضّر ومدنية الجسم النقابي، وهو أمرٌ ناضلت من أجله الصحفيات الفلسطينيات طويلًا، كيف لا وهن أخوات وزميلات ورفيقات درب أيقونة الإعلام الفلسطيني والعربي الشهيدة الإعلامية الأيقونة شيرين أبو عاقلة.
وتوجهت بالتحية إلى القائمين على المؤتمر، الذين فتحوا نافذةً لهن ليطلوا بها على العالم لإسماع صوت الصحفيات في الأرجاء كافة، فهن اللاتي ينتصرن لحرية الرأي والتعبير، ويدافعن عن حقوق المواطن، ويخضن الصعاب من أجل تكريس فلسطين على خارطة العالم، ويواجهن بعنفوان كل المخاطر لنقل الحقيقة دون تزييف.
وفي ختام كلمتها تمنت السقا أن تكون مخرجات المؤتمر الوطني للصحفيين الفلسطينيين ملبية لطموحات وتطلعات صحفيي وصحفيات فلسطين.
تجمع الصحفيين المستقلين: انتخابات النقابة أعادت التفرد وتنكرت لحقوق آلاف الصحفيين
من جانبه، وصف تجمع الصحفيين المستقلين، انتخابات نقابة الصحفيين بـ"المسرحية والكعكة" مع إشارته إلى أن الانتخابات أعادت إنتاج التفرد والهيمنة والسيطرة، كما تنكرت لحقوق آلاف الصحفيين الفلسطينيين.
وقال عضو التجمع نبيل سنونو في كلمة له خلال المؤتمر الوطني للصحفيين: "إن القائمين على النقابة أغلقوا الأبواب أمام كل الأصوات الحرة، التي دعتهم ليصوبوا مسار النقابة؛ لكنهم مضوا قدمًا في التعامل مع النقابة على أنها "كعكة" يتقاسمها من نفذوا تلك "المسرحية" التي لم تحظ بأي شرعية من الوسط الصحفي".
وأكد سنونو، على أن كل ما أفرزه ما سمي بـ"المؤتمر العام" و"المؤتمر الاستثنائي" للنقابة هو باطل، مشيرًا إلى أن عدم المشاركة الواسعة من الصحفيين المهنيين وكبار الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء في الضفة والقدس وغزة يؤكد أن الجهة التي تسيطر على النقابة لا تمثل إلا نفسها.
ورفض التجمع تسييس عمل نقابة الصحفيين والمحاصصة الحزبية التي تتم داخلها بعيدًا عن أي عمل مهني ونقابي، داعيًا إلى إصلاح نقابة الصحفيين؛ لتكون مهنية قوية حاضنة للصحفيين جميعًا في غزة والضفة والقدس؛ لنبذ الدخلاء على المهنة.
وطالب، الأوساط الحقوقية الفلسطينية بإعلاء صوتها أمام ما يقوم به المسيطرون حاليا على نقابة الصحفيين بلا شرعية وبلا توافق، مشيدًا بكل النقابات العربية التي تضامنت مع حقوق الصحفيين الفلسطينيين في نقابة مهنية، ولم تشارك فيما سميت "انتخابات النقابة"، ونؤكد أهمية مواصلة دورها حتى إصلاح نقابة الصحفيين الفلسطينيين.
التجمع الصحفي الشبابي: غياب آليات الانتساب لنقابة الصحفيين أحدث تفرقة
كما أكد عضو التجمع الصحفي الشبابي محمد بكرون، أن غياب آليات الانتساب إلى نقابة الصحفيين الفلسطينيين أدى إلى التفرقة بين العاملين من مؤسسة إلى أخرى، مشددًا على ضرورة توحيد الجسم النقابي الفلسطيني؛ ليجمع كل الصحفيين تحت سقف واحد.
وقال بكرون خلال كلمة التجمع الصحفي الشبابي في "المؤتمر الوطني للصحفيين": "يجب على أصحاب العقول الراجحة، بأن يسعوا إلى توحيد نقابة الصحفيين؛ لتشمل الكل الصحفي سواءً في غزة، أو الضفة، أو القدس المحتلة".
وعبّر عن تقديره الكبير لكافة الجهود المبذولة من مئات الصحفيين المشاركين في المؤتمر الوطني، مؤكدًا بأن مشاركتهم تدل على حرصهم على إيجاد حاضنة تحتوي الكل بين جنباتها دون تمييز أو إقصاء".
وأضاف: "يجب على الجميع أن يعلم تمامًا بأن كل مؤسسة صحفية عاملة لها انتماءاتها الخاصة، ومما هو بديهي وليس بحاجة إلى توضيح أن اسم نقابة الصحفيين يعني قبول الصحفيين كأعضاء فيها فقط، دون وجود انتساب لمدعي المهنة كما يجري حاليا".
ودعا بكرون جميع المؤسسات الحقوقية والهيئات النقابية للعمل من أجل الوصول إلى جسم نقابي صحفي مؤثر وله بصمة قوية، على أن يتم الأخذ بعين الاعتبار في جميع المبادرات والأفكار المساهمة في توحيد الجسم الصحفي.
ولفت إلى أن العمل النقابي الصحفي يجب أن يسير بشكل قانوني وبنظام انتخابي واضح، وأن يرتكز العمل النقابي على نظام أساسي أبلج، مطالب النقابة بأن تكون راعية الكل الصحفي بعيدًا عن أي تسييس أو حزبية، وأن تقوم بدورها البارز الذي يجعل منها منارة لكل صحفي، ومرجعًا لكل إعلامي، ومأوى لكل من اجتاحته منهم عاصفة، أو أصابته ضائقة.
تجمع الصحفيين الديمقراطيين: نرفض تسييس النقابة
من جانبه، أكد عضو تجمع الصحفيين الديمقراطيين عاهد علوان، أن عدم المشاركة الواسعة من الصحفيين المهنيين في انتخابات النقابة وأنشطتها دليل واضح على أن القائمين عليها لا يعبّرون عن المجموع الصحفي بالمطلق، إنما يمثلون أنفسهم فقط.
وأوضح علوان في كلمة تجمع الصحفيين الديمقراطيين خلال المؤتمر الوطني للصحفيين، أن التجمع يرفض بشكل قاطع تسييس عمل النقابة والمحاصصة الحزبية التي تتم داخل النقابة بعيدًا عن أي عمل مهني ونقابي.
وقال: " إن تنظيم انتخابات لنقابة الصحفيين بعد أكثر من 10 سنوات من التعطيل المقصود هو إمعان في تغييب النقابة، وتحجيم لدورها، واقتصار خدماتها على فئة معينة من الصحفيين دون غيرهم".
وأشار إلى أن الجهة المتنفذة في النقابة تنتهج سياسة العين الواحدة إذ لا ترى من الصحفيين؛ إلا بعضهم الذين يلبون غرورها وطلباتها، لافتًا إلى أن المتنفذين أغلقوا الأبواب أمام كل المبادرات التي كانت تنادي بتوحيد الجسم الصحفي منذ ما قبل الانقسام السياسي الفلسطيني وما زالت.
وتساءل علوان، لماذا لا تكون لنا نقابة جامعة شاملة قوية كباقي النقابات الأخرى التي تشهد اختلافات كبيرة وعميقة؛ لكنها في النهاية توافقت على خدمة منتسبيها.
وطالب تجمع الصحفيين الديمقراطي بالعمل لإعادة إصلاح نقابة الصحفيين؛ لتمثل الكل الصحفي بشكل ديمقراطي دون تحيز أو تمييز، مشددًا على أن وجود نقابة مهنية قوية للصحفيين تكون حاضنة لكل الصحفيين في غزة والضفة والقدس المحتلة هو مطلب أساسي ومشروع لا يمكن لأي أحد إنكاره.
وعبّر عن أمله بأن تؤتي هذه التحركات أكلها، وأن يحصل تغيير يرضي الكل الصحفي، وأن تكون هناك انتخابات ديمقراطية نزيهة ذات شفافية ودورية يفتخر بها الصحفي أمام النقابات الأخرى.