تلقّى زوجها الخبر في سجنه "كانت أصدق مني"

"حاولت أحمي نفسي وما يضربوني".. تفاصيل قاسية روتها الشهيدة وفاء جرار خلال أربع ساعات!

غزة - محمد هنية

"استشهدت واستشهدت روايتها"، جريمة إسرائيلية استهدفت أنيسة عوائل الشهداء في جنين، وجليسة أمهات الشهداء والأسرى، وفاء نايف جرار، التي ارتقت بعد بتر قدميها وإصابتها خلال اعتقال الاحتلال لها.

 مايو الماضي شهد جريمة مُركّبة استهدفت الشهيدة وفاء حرار الناشطة المجتمعية ومؤسسة "رابطة أهالي الشهداء والأسرى" في جنين ومنسقتها، ومرشحة سابقة للانتخابات التشريعية عام 2021 عن قائمة "القدس موعدنا" وهي زوجة القيادي بحركة حماس عبد الجبار جرار.

روى نجلها البكر حذيفة تفاصيل قاسية عن والدته في حوار خاص لوكالة "شهاب"، حيث بتر الاحتلال قدميها عقب إصابة بليغة تعرضت لها خلال اعتقال الاحتلال لها يوم 21/5/2024، وتعرضت لكسور في أضلاعها وعمودها الفقري، قبل أن ترتقي شهيدة.

وقال حذيفة "إن قوات الاحتلال داهمت منزلنا وكسرت محتوياته وسرقت مال ومصاغ والدتي، واعتقلتها خلال وأضاف الاحتلال للمخيم".

وأضاف "أنه بعد ساعات من الاعتقال وصلت أنباء إصابة أسيرة فلسطينية في انفجار عبوة بجنين، ليُؤكد لاحقاً إصابة والدتي".

وأوضح حذيفة أن المحامي تمكن من زيارتها في مشفى العفولة حيث كانت إصابتها خطيرة، وأخبرنا بأن وضعها مستقر وخضعت لعدة عمليات.

وتبين وجود كسور في العامود الفقري للشهيدة وفاء جرار ثم بدأ الحديث عن فشل العمليات الجراحية التي أجريت لها، وعدم استجابة جسدها للعلاج.

وأشار نجلها البكر إلى أن الاحتلال مارس تكتيم إعلامي على وضعها الصحي، وفرض رقابة على معرفة أهلها بتفاصيل حالتها الصحية.

وفي تاريخ 30 مايو، أفرج الاحتلال عن الأسيرة وفاء وهي بوضع صحي صعب، وشرح نجلها بأنه نُقل للعائلة "تم الافراج عنها من أجل توديعها قبل استشهادها".

وعند مكوث الشهيدة في المشفى الفلسطيني، تبين أنها كانت تعاني من كسور في 11 ضلع من صدرها، وتعاني من كسور في عمودها الفقري، حيث حاول الاطباء الفلسطينيون التعامل مع حالتها، حيث كانت رئتها اليسرى متوقفة.

وبعد شهرين من مكوثها في المشفى الفلسطيني، استشهدت وفاء حرار اثر نزيف حاد بالمعدة والتهاب في الدم، وجميعها مردها لاصابتها من الاحتلال واهمال الاحتلال لحالتها الصحية.

"منعتهم يضربوني"

وشهدت الأيام الأخيرة من حياتها لحظات استعادة الإدراك، حيث حاول ذويها الاستفسار منها عما حصل معها، لكن لم تتذكر أي شيء.

ويروي حذيفة تفاصيل مؤلمة، قال فيها "قالت والدتي إن جنود الاحتلال أوصلوها لحاجز الجلمة ثم بالطائرة جرى نقلها حيث تم الاعتداء عليها وضربها على وجهها ومحاولة خنقها وإغراقها بالماء وحاولت الدفاع عن نفسها، وقالت (حاولت أحمي نفسي وما يضربوني)".

وأضاف "هذا الجزء الوحيد الذي استطعنا فهمه منها خلال 4 ساعات، استشهدت هي واستشهدت الرواية معها".

وأوضح حذيفة أن والده القيادي عبد الجبار جرار، والذي قضى من عمره أكثر من 17 عاما في سجون الاحتلال، تلقى في سجنه خبر استشهاد زوجته بصبر واحتساب، وقال "أم حذيفة كانت أصدق مني، صدقت الله فصدقها الله، ورجليها سبقوني وسبقوها للجنة".

وفي رسالة سابقة قبل استشهادها قال الأسير عبد الجبار جرار "ستخرج أم حذيفة معافاة وستكمل الماجستير وسأكون خير سند لها وأجازيها خير الجزاء على ماصبرت على سنوات اعتقال كلها".

وأوضح حذيفة أن والدته علمت ببتر قدميها بعد شهر ونصف من إصابتها، وكانت صابرة ومحتسبة، وقالت الحمد لله رب العالمين.

والشهيدة وفاء نايف جرار، مواليد عام 1974، وقد أتمت قبل أيام عامها التاسع والأربعين وبدأت بعامها الخمسين.

وهي متزوجة وأم لأربع أبناء حذيفة، تقوى، أمجد، وزيتونة، وأنهت دراسة البكالوريس في تخصص اللغة العربية، وكانت تكمل دراسة الماجستير وقد نالت الشهادة الاسمى قبل حصولها على شهادة الماجستير.

وكانت الشهيدة جرار تزور عوائل الشهداء والاسرى وتطبب جراحهم، وكانت تقوم بواجب العزاء، وشكلت حالة وطنية حامية لأهالي شهداء في جنين خاصة والمناطق المحيطة بها.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة