تقرير "في ظلِّ إنذارت الإخلاء لدير البلح".. "مرضى الكلى" يعلِّقون آمالهم في النَّجاة على مستشفى الأقصى

"في ظلِّ إنذارت الإخلاء لدير البلح".. "مرضى الكلى" يعلِّقون آمالهم في النَّجاة على مستشفى الأقصى

خاص - وكالة شهاب

يعلق مرضى الكلى فى قطاع غزة آمالهم بالنجاة فى استمرار تلقى الخدمة الصحية على مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح والذي بات المستشفى الوحيد الذى يعمل فى قطاع غزة بعد خروج كافة مستشفيات القطاع عن الخدمة بسبب تعمد الاحتلال تدمير كافة المرافق الصحية فى كل المدن علاوة على تدمر الأجهزة والمعدات بشكل كامل ، إذ يخشى غالبيتهم من تدهور الأوضاع فى مدينة دير البلح التى تتلقى إنذرات بالإخلاء بشكل مستمر.

تقول شيماء "33 عامًا": مستشفى شهداء الأقصى أملى الوحيد فى النجاة من الإبادة، وأى إخلاء لمناطق دير البلح يعنى توقف العلاج عن جسمى بشكل كامل، حيث أنى أعاني من مرض الفشل الكلوي منذ حوالي (8 سنوات)، وكنت أتلقى جلسات غسيل كلى من 3 إلى 4 مرات أسبوعياً فى مستشفى الأقصى ، لكن منذ بدء الحرب تقلصت هذه الجلسات إلى جلسة أسبوعية، بسبب توقف كافة المستشفيات عن العمل.

تدهور متواصل

وتضيف، فى مايو الماضى قررت النزوح برفقة عائلتي من منطقة نزوحي في مدينة رفح إلى المحافظة الوسطى، وتوجهت إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح، من أجل استئناف جلسات غسيل الكلى، لكنني فوجئت بوجود أعداد كبيرة من مرضى الفشل الكلوي داخل القسم بالإضافة إلى أن مساحته ضيقة وأعداد أجهزة الغسيل المحدودة.

وتتابع، "نواجه صعوبات و معاناة كبيرة نتيجة عدم انتظام جلسات غسيل الكلى وتخفيض مدة الجلسة ونقص الأدوية وخاصة حقن (الهيبارين)، ونضطر للانتظار ساعات وأيام لتلقي جلسة غسيل واحدة ، وهذا تسبب في انخفاض معدل الدم وارتفاع معدل المياه وزيادة معدل السموم في جسمي، وتدهورت حالتي الصحية وبدأت أعاني من ضعف في عمل عضلة القلب وتحولت إلى مريضة قلب".

فيما يتقاسم معها المعاناة محمد مطر البالغ من العمر"41 " عاماً، من سكان مخيم جباليا، والذى أصيب بالفشل الكلوي منذ أربع سنوات، حيث كان يتلقى جلسات الغسيل الكلوي في مركز نورة الكعبي شمال غزة، ويقول خضعت فيها لجلسات العلاج بشكل منتظم وبساعات كافية ، لكن نتيجة تدمير مركز نورة الكعبي اضطررت للنزوح ، إلى جنوب مدينة غزة، وبسبب صعوبة الأوضاع المالية وعدم قدرتي على دفع ثمن المواصلات تعمدت البحث وإيجاد مأوى عبارة عن كرفان قريب من مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح حتى أتمكن من حضور جلسات العلاج.

ويصف مطر،  "واقع مستشفى شهداء الأقصى المرير قائلاً: المكان ضيق وفيه ازدحام شديد من المرضى وأحصل على جلسات العلاج فقط يومين في الأسبوع بواقع ساعتين في اليوم وهذا غير كاف ويسبب لي تسمم في الدم فعدد الساعات لا تساعد على تنظيف الجسم من السموم، لكن إدارة المستشفى بررت تقليص عدد الأيام وساعات الجلسات بسبب الأعداد الكبيرة من المرضى".

وينوه، إلى أنه "لا تتوقف معاناتنا على هذا فحسب، بل إن النظام الغذائي لا يتناسب مع الحالة الصحية لمرضى الكلى ، حيث نعتمد في قوت يومنا على المعلبات والمياه الملوثة" .

ويخشى مطر و مرضى الكلى فى مستشفى شهداء الأقصى توقف علاجهم بشكل كامل جراء تواصل إنذرات الإخلاءات التى وصلت إلى منتصف مدينة دير البلح.

الأقصى الوحيدة

معاناة محمد، تتشابه في تفاصيلها المرة مع معاناة الكثيرين من مرضى الكلى في قطاع غزة، الذين قطعت بروتوكولاتهم العلاجية مرارًا، اجتياحات المستشفيات، وقصفها، وتعطيل الوصول إليها، وقتل طواقمها واعتقالهم، من جانبه يقول سعيد خطاب رئيس قسم الكلى الصناعية في مستشفى شهداء الأقصى، وسط قطاع غزة: "يستقبل المشفى ما يقارب 470 مريضًا، وبمعدل 7 جلسات يوميًا، وتمتد ساعات العمل إلى وقت متأخر من منتصف الليل، وأحيانًا إلى الفجر".

ويتابع بعد خروج غالبية المستشفيات عن الخدمة جنوبي وادي غزة، أصبحت "الأقصى" هي الوحيدة التي تستقبل مرضى الكلى، "وهذه معاناة كبيرة، تضاف إلى معاناة المرضى أنفسهم، الذين يحتاجون -كلهم دون استثناء- إلى دعم مالي ونفسي وعلاجي وغذائي مخصص".

ويشير إلى أن الغذاء الذي يعتمده النازحون الآن، يعتمد على المعلبات "وهو من أسوأ ما يمكن توفيره لمرضى الكلى، لاحتوائه على نسب عالية من الأملاح والمواد الحافظة".

ويحتاج مريض الفشل الكلوي -وفقًا للدكتور خطاب- من 12 إلى 15 ساعة من الغسيل أسبوعيًا، "وتقليصها إلى النصف أو أقل، أدى لتدهور الكثير من الحالات، وتعريض عدد كبير منهم لخطر الوفاة"، مطالبًا بضرورة أخذ وضع مرضي الفشل الكلوي، وأصحاب الأمراض المزمنة بالاعتبار في خطط العلاج المستعجلة بالخارج.

وبحسب ورقة حقائق أصدرتها مؤسسة القانون من أجل حقوق الإنسان "الحق"، عن واقع مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة، في ظل استمرار الإبادة الجماعية، والظروف المعقدة والمخاطر الحقيقة المحدقة بحياة بالمرضى.

فأن مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة ويبلغ عددهم قبل العدوان على قطاع غزة نحو (1,100) مريض، يواجهون ظروفًا معقدة وخطيرة، نتيجة تدمير 5 مراكز متخصصة في تقديم خدمات الغسيل الكلوي من أصل 7، مع استمرار النقص الحاد في الأدوية، والمستلزمات الطبية، واستمرار العراقيل، ومهاجمة المناطق السكنية، والتهجير القسري للسكان، وإجبار المرضى على ومغادرة المستشفيات بغض النظر عن حالتهم الصحية في تعمد لقتلهم، وهو ما تسبب فعليا في وفاة العديد منهم، نتيجة عدم قدرتهم على تلقي العلاج، وسوء التغذية الناجم عن سياسة التجويع.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة