80% من المرافق التعليمية تدمرت 

عامٌ دراسيٌ انتهى قبل أن يبدأ.. كيف تحول الحق في التعليم إلى حلم؟ 

80% من المرافق التعليمية تدمرت 

 

خاص/ حمزة عماد 

في مثل هذه الأوقات من كل عام تحديدًا شهر سبتمبر، تتزين شوارع قطاع غزة بأطفال المدارس وروادها من الذكور والإناث، لكن هذا العام يحمل ألمًا وقسوةً ومرارةً على الغزيين، الحرب لم تدع لأي شيء أن يكون كما كان، حرب إبادة راح فيها الطالب والمعلم وحتى المدرسة.

ما تبقى من المدارس أصبح مراكز للإيواء وجزء منها تحول مقابر للشهداء لعدم وجود مقابر، وعدد منها مدمر بشكل كامل بفعل آلة الحرب الإسرائيلية، جاء الفصل الدراسي الجديد وعام مضى قبله من دون دراسة، طلاب وطالبات لم يحصلوا على شهادة الدنيا فكانت شهادة الأخرة بانتظارهم.

أكثر من 170 مدرسة ومركز تعليمي دمر الاحتلال في حربه على قطاع غزة حسب وزارة التربية والتعليم العالي، المقصود من هذه الإبادة الجماعية تدمير معالم الحياة في غزة، وقتل العلم ومناراته التي تخرج الأجيال الصاعدة.

سياسة التجهيل  

في مخيم الدعوة على شاطىء بحر الزوايدة تجلس النازحة عبير العلمي أم لأربعة أطفال ثلاثة منهم طلاب مدارس أمام خيمتها، قالت لنا خلال حوارها إن هذه الأوقات كانت جميلة في السابق، كنا نجهز أطفالنا من أجل المدارس، موضحة أن هذه الطقوس أصبحت غائبة بفعل الحرب الإجرامية على قطاع غزة. 

وبينت العملي خلال حديث خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن الاحتلال دمر كل شيء، البيت والمدرسة والمسجد، هو لا يريد من هذه الحرب سوى تدمير وتجهيل أبناء الشعب الفلسطيني، مشددة أن الاحتلال يتعمد استهداف المدارس بصورة كبيرة وهذا واضح لكل العالم.

وأشارت بكل حسرة وألم أن وضع الناس صعب، والاحتلال تجاوز كل القوانين واستهدف الطالب والمعلم والمدرسة، موضحة أن الاحتلال مجرم ولا يرتكب إلا جرائم.

لحظات غائبة 

في المربع المجاور للنازحة العلمي، عائلة المسارعي التي تتكون من جد وجدة وأولاد وأحفاد، جميعهم في مربع واحد، تحدثنا مع الحاج أبو محمد الذي يبلغ من العمر 76 عامًا، قال إن بداية شهر 9 كانت مفرحة ومبهجة في غزة، لأن الشوارع كانت تتزين بأطفالنا وأولادنا للذهاب للمدارس مع بدء العام الدراسي الجديد، مضيفًا أنني كجد لـ 15 طفلا وطفلة كنت انتظر هذا الفصل من أجل رؤية الضحكة في عيونهم تحديدًا الذي يدخل المدرسة في عامه الأول.

وأكد الحاج المسارعي خلال حديث خاص لوكالة شهاب للأنباء، أن الأجواء حزينة في هذه الحرب، كل شيء غير موجود، لا طقوس ولا مدارس ولا عام جديد، مشيرًا إلى أن عدد كبير من الأطفال الصغار ماتوا بفعل إجرام الاحتلال ولم يعيشوا حياتهم كما كل الأطفال.

وتابع حديثه قائلًا: " أطفال العالم بيعيشوا حياتهم وبيروحوا عالمدارس، وأحفادنا وأولاد الشعب الفلسطيني بيموتوا تحت القصف، ولا حياة لمن تنادي".

وناشد المسارعي المؤسسات الدولية بالتحرك من أجل إنقاذ الأطفال وحياتهم التعليمية، والعمل بشكل كبير لوقف الحرب.

تدمير المرافق التعليمية 

منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة، عمد الاحتلال "الإسرائيلي" إلى تدمير أكثر من 80% من المرافق التعليمية، ما سيعيق التحاق الطلاب بمقاعدهم الدراسية بعد العدوان، وتحوّلت المدارس إلى مراكز للإيواء، وتعرضت ثلث مدارس الأونروا للقصف.

ويتفاوت معدل الدمار في المدارس في مناطق غزة، حيث بلغ الدمار الكلي والجزئي في المدارس نحو 63% في شمال غزة، و29% في غزة و23% في خانيونس و17% في رفح، وهو ما أثر على المنظومة الدراسية التي خسرت نحو 9 آلاف طالب وطالبة حسب إحصائية نشرتها وزارة التربية والتعليم العالي.

وتحدث مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، خلال تصريحات صحفية، عن إحصائيات كارثية تتعلق بتدمير وقصف الاحتلال لمدارس قطاع غزة.

وذكر مفوض الأونروا في تغريدة عبر منصة "إكس" أن "4 من كل 5 مدارس في غزة تعرضت لقصف مباشر، أو تضررت وبحاجة إلى إصلاح أو إعادة بناء لاستخدامها مجددا".

وأشار إلى أن 625 ألف طفل في غزة خسروا عامًا دراسيًا، منهم 300 ألف من طلاب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة