أعاد أمجاد الكرامة الأولى..

ثلاث رصاصات من "النشمي" تحطم غرور الاحتلال وتكسر جوقة إرهابه

جسر الملك حسين

شهاب / تقرير


"نشمي أردني" كما يحب أن يسميه العرب، أطلق ثلاث رصاصات تجاه عناصر من قوات الاحتلال فأرداهم قتلى، ليقول أنا هنا على معبر الكرامة لأعيد أمجاد الكرامة الأولى التي كسرت عنجهية الاحتلال الإسرائيلي، ولتحطم جوقة الإرهاب والقتل التي يشنها على قطاع غزة.
رصاصات الشرف التي انطلقت من "النشمي ماهر الجازي" ثأرت لغزة ولدماء أطفالها ونسائها وانتقمت من جرائم جنود الاحتلال الذين عاثوا فسادًا وخرابًا، وكانت كفيلة لبعثرة أوراق الاحتلال وخلط حساباتهم وقلب المشهد عليهم، ليقف الكيان على قدم واحدة ويجعله يعيد حساباته على الحدود الجغرافية الأطول مع فلسطين.
هذه العملية أثارت فرحة عارمة في أوساط الشعب الأردني، وسارع عدد من الشبان الأردنيين إلى توزيع الحلويات احتفاء بالعملية النوعية، والتي تأتي بالتزامن مع استمرار المجازر وحرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة بحق أهالي قطاع غزة والضفة الغربية. 
وأعلنت مصادر طبيّة إسرائيلية، أمس، مقتل ثلاثة إسرائيليين في عملية إطلاق نار استهدفتهم داخل معبر الكرامة على الحدود مع الأردن. 
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، أن سائق شاحنة أردنيًا هاجم حراساً وموظفين في المعبر بالرصاص عبر مسدس، حيث أصيب ثلاثة بجراح بالغة، وتم الإعلان عن مقتلهم لاحقاً، في حين تم استهداف المنفذ بالرصاص فاستشهد في المكان.

"صفعةٌ قوية للاحتلال" 


الخبير العسكري اللواء الركن محمد الصمادي، أكد أن عملية الكرامة التي أدت لمقتل 3 "إسرائيليين" بمعبر الكرامة، تعكس فشلًا أمنيًا جديدًا لقوات الاحتلال.  
وقال الصمادي، إن العملية تشكل صفعة لحكومة اليمين المتطرف وسياستها في المنطقة، وهي نتاج إرهاب الاحتلال والمستوى السياسي لحكومته التي تؤجج المشهد وتشجع على التصعيد الدائم. 
وأشار إلى أن ما تقوم به قوات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة وجنوب لبنان، إضافة لجرائم عصابات المستعمرين والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى والانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون، يمثل دافعًا واضحًا لهذه العمليات.
وتوقّع الصمادي تكرار تلك العمليات خلال المرحلة المقبلة، مع تصاعد عدوان الاحتلال ومستوطنيه، مشددًا: "أستطيع أن أقول وبكل جرأة إن هذه بداية النهاية "لإسرائيل"، وإن الأيام القادمة ستشهد العد التنازلي لنهاية هذا الكيان".
ولفت إلى أنّ "إسرائيل" تدرك أنّها لن تنعم بالأمن ولن ترى الاستقرار في ظل استمرار أعمالها الإجرامية، وأن العمليات الاستشهادية ستكون في كل مكان وستتوسع.

انتقم لدماء غزة


وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور عمر جعارة، إن عملية معبر الكرامة حدثت في عمق المنطقة الأمنية بوجود حراس الأمن الإسرائيليين، موضحًا أن هذه المنطقة خطيرة جدًا بالنسبة للطرف "الإسرائيلي" والأردني.
وأكد جعارة خلال تصريح خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن منفذ العملية النشمي الأردني صابته الحمية تجاه ما يحدث في غزة والضفة والقدس، موضحًا أن المنفذ دخل بشاحنته للمنطقة الأمنية وترجل منها وفتح نيران مسدسه تجاه رجال الأمن.
وأضاف أن "الإسرائيلي" ما زال يتبجح في الأرض الفلسطينية ويرتكب الإبادة لذلك جاءت هذه العملية، مشيرًا إلى أنه إذا قام المشروع الصهيوني وما زال هناك وجود فلسطيني كامل فهذا يؤثر بشكل خطير على الصهيوني بشكل كامل.
وبين الدكتور جعارة، أن هذه العملية إن كانت منظمة أو بجهد فردي هذا جهد استخباراتي إسرائيلي أو أردني وهم يعرفون هذا الأمر، لافتًا إلى أن ما يحدث في غزة والضفة يدفع الجميع أن ينتقم لهذا الإجرام "الإسرائيلي".
وكشف أن هناك قصور عربي كامل وواضح تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما دفع "إسرائيل" للاستمرار بعنجهيته، مبينًا أن الفلسطيني لوحده في الميدان وهو يقاتل للدفاع عن أرضه وثابت فيها.
وقال الخبير الدكتور عمر جعارة، إن فكر الشعوب في المنطقة العربية واحد، ويجتمع حول القضية الفلسطينية أما الأنظمة فهي تختلف كليًا مع ما يفكر فيه الشارع العربي.
وأوضح أن الغرب يعاني بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط وخاصة بعد سقوط الدولة العثمانية، متابعًا حديثه قائلًا: "أصبح العرب كاليتامى على مواد اللئام".

الشعب الأردني نفذ صبره


ومن جانبه، قال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن مراد العضايلة، إن عملية معبر الكرامة تؤكد أن الشعب الأردني نفذ صبره تجاه هذا الإجرام الصهيوني بحق أهل غزة العزة، مضيفًا أن الشعب الأردني ما عاد يحتمل هذا الإجرام الصهيوني بحق أشقائهم الفلسطينيين.
وأكد العضايلة خلال تصريح خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن كل الوسائل الذي كان يستخدمها الشعب الأردني لنصرة غزة ما عادت تكفي مع هذا الكيان خصوصًا في ظل تهديدات رئيس ووزراء حكومة الاحتلال بحق الأردن، والذي كان آخرها تصريحات نتنياهو.
وتابع حديثه، "ليس مستغربًا أن يكون المنفذ من قبيلة الحويطات، فمنها كان القائد البطل مشهور حديثة الجازي قائد معركة الكرامة والشيخ هارون الجازي من قاد الثوار عام 48".
وأوضح العضايلة أن هذه القبيلة قدمت الكثير من أبنائها في معركة القدس وفلسطين وليس مستغربًا على أبناء الأردن هذا العمل، مشيرًا إلى أن الأردنيين يرون القضية الفلسطينية قضيتهم وأن معركة غزة معركتهم وأن معركة تحرير الأقصى أمر طبيعي بالنسبة لهم. 
وشدد أن الشعب الأردني منذ اللحظات الأولى هب لنجدة إخوانه، عن طريق المظاهرات العارمة والاعتصامات ومحاصرة السفارات، مبينًا أت حملات الإغاثة والمساعدة لأهل غزة لم تتوقف من قبل العشائر الأردنية، وكذلك حملات المقاطعة الكبيرة.

رسالة للشباب العربي


ومن جهته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور فتحي حماد، أن العملية البطولية في "معبر الكرامة"، صفعة كبيرة للمنظومة الأمنية والعسكرية الصهيونية، ودليل قاطع على هشاشة الكيان الصهيوني أمام إرادة الأبطال. 
وشدد حماد على أن عملية "معبر الكرامة" الفدائية هي رد طبيعي على جرائم العدو الصهيوني والإبادة الجماعية وعمليات القتل اليومي لأبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة. 
وأوضح أن جرائم الإبادة اليومية التي ترتكبها حكومة التطرف والفاشية في الكيان الصهيوني لابد أن تواجه بمزيد من العمليات الموجعة للجم هؤلاء القتلة المجرمين. 
ودعا القيادي حماد الشباب العربي والإسلامي إلى تصعيد المواجهة مع العدو الصهيوني المجرم، وإسناد شعبنا ومقاومته الباسلة التي تتصدى للاحتلال وأطماعه في أرضنا ومقدساتنا، وتدافع عن شرف الأمة وكرامتها.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة