مع بدء الدورة الشتوية للكنيست الإسرائيلي أبدى عدد من قادة الأحزاب والمسؤولين تقييمات تشير إلى احتمالات قوية بأن يكون عام 2025 هو الأخير لحكومة بنيامين نتنياهو الحالية، التي يفترض أن تكمل دورتها في ديسمبر/كانون الأول 2026، في وقت أظهرت نتائج استطلاع للرأي أن معسكر المعارضة عزز حظوظه في الفوز بالانتخابات البرلمانية "إذا أجريت اليوم".
وحسب التقرير الذي نشرته صحيفة معاريف اليوم لمراسلتها السياسية آنا براسكي، فإن هذا التقدير يستند إلى التحولات العديدة التي تشهدها الساحة السياسية في "إسرائيل"، وتشمل جهودًا جديدة لدفع إصلاحات قانونية مثيرة للجدل، وتوترات داخل الائتلاف الحاكم، وخلافات سياسية بين الحكومة المتطرفة والمعارضة.
وتصف براسكي بداية الدورة الشتوية للكنيست بأنها مشحونة بالتوترات، حيث تقول: "كان اليوم الأول من عودة الكنيست بعد عطلته الطويلة، يوماً حافلاً بالصراخ والدراما، لكن الأهم أنه مثّل نقطة تحول في الأجندة السياسية".
وتضيف أن كثيرين داخل الكنيست، بما فيهم أعضاء من الائتلاف، يعتقدون أن عام 2025 سيشكل نهاية الحكومة الحالية، مشيرةً إلى أن التحالف عاد "بأجندات سياسية جديدة يسعى لتمريرها في أقرب وقت، قبل أن يفوت الأوان".
كما توضح براسكي أن الليكود يعوّل بشكل كبير على نتائج الانتخابات الأميركية المقبلة، ويرى أن عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض لمدة أربع سنوات أخرى، سيعطي الحكومة دفعة ممتازة، ولصالح سن قوانين الإصلاح في مسار مباشر.
من ناحية أخرى، ففي سيناريو فوز الديمقراطيين، يعتقد الليكود أنه سيتعين على نتنياهو أن يسير في اتجاه التغييرات الائتلافية، مع تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة.
وتستنج مراسلة الصحيفة أن العام 2025 سيكون العام الأخير لحكومة نتنياهو، مشيرة إلى أن "الأرضية أصبحت جاهزة تماما، أو ستكون جاهزة قريبا للانتخابات المقبلة"، على اعتبار أن الليكود سيكون في موقف قادر على الفوز في الانتخابات المقبلة.
وتختم بالقول: "منح تمرير الميزانية حكومة نتنياهو استقراراً مؤقتاً، حيث يطمح نتنياهو لاستغلال هذا الاستقرار في تعزيز حزبه، الليكود، وتحقيق مكاسب سياسية في الانتخابات المقبلة".
بالمقابل، ذكرت صحيفة "معاريف" في نتائج استطلاع نشرته يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن "معسكر المعارضة سيحصل على 60 مقعدا في الكنيست مقابل 50 لمعسكر نتنياهو و10 مقاعد للنواب العرب إذا أجريت الانتخابات في ذلك اليوم".
وأظهرت نتائج الاستطلاع الجديد -الذي نشرت نتائجه أمس الجمعة- إمكانية حصول معسكر المعارضة على 67 مقعدا في الكنيست مقابل 43 لمعسكر نتنياهو و10 للأحزاب العربية إذا أجريت الانتخابات اليوم.
كما كشف الاستطلاع الجديد أن حزب نتنياهو (الليكود) سيحصل على 23 مقعدا مقارنة بـ25 مقعدا في استطلاع الأسبوع الماضي.
وأوضحت معاريف أن معهد "لازار" هو من أجرى الاستطلاع بين يومي 30 و31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وشمل عينة عشوائية ضمت 500 إسرائيلي، وبلغ هامش الخطأ فيه 4%.
وتأتي نتائج الاستطلاع الجديد -وفق معاريف- في ظل تصاعد الخسائر العسكرية الإسرائيلية على جبهة لبنان وإثارة مسألة تجنيد اليهود المتدينين (الحريديم) مع افتتاح الدورة الشتوية للكنيست قبل أيام.
ومن أجل تشكيل حكومة يجب الحصول على ثقة 61 نائبا على الأقل من مجموع 120، ولا تلوح في الأفق أي انتخابات قريبة إثر رفض نتنياهو إجراء انتخابات في ظل حرب الإبادة التي ترتكبها تل أبيب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة وعدوانها على لبنان.