حماس: عملية الطعن بالقدس رد على العدوان على الأسرى

قالت حركة حماس إن عملية الطعن بالقدس المحتلة رسالة للاحتلال أنه "كلما أمعن في طغيانه وعدوانه على قدسنا وعلى أسرانا فإن شعبنا الفلسطيني لن يقف مكتوفاً، وإنّه مستعد لإذاقة الاحتلال وبال فعله وإجرامه".

وأضاف بيان للناطق باسم الحركة محمد حمادة أن شعبنا يعد الاحتلال بمزيد من المقاومة والمواجهة، "فالشعب الذي يجترح المعجزات ويذلّ الكيان بأدوات بسيطة ومن زنزانة مغلقة لن يقبل الضيم، ولن يعطي دنيّة، وستحمل الأيام القادمة مزيدًا ثورة عارمة لشعبنا من أجل حرية الأسرى وحماية المقدسات".

طبيب مكافح يرتقي في "جمعة الحرية"

لم يكن أهالي بيت المقدس والمسجد الأقصى يتوقعون يوماً أن طبيبهم الخدوم المجتهد المتميز في عمله حازم الجولاني قد يقدم يوماً على عملٍ فدائي وهو الذي لا يتورع عن التضحية والخدمة لكل من يطلبه من أبناء شعبه وبلدته في القدس المحتلة.

ورغم ادعاء الاحتلال بتنفيذ الطبيب الجولاني (51 عاماً) عملية طعن ضد أحد ضباط الاحتلال، إلا أنّ عدد كبير من أهالي بلدة شعفاط التي يقطنها الطبيب الفلسطيني أكّدوا أنّ عملية إعدامه تمت بدم باردٍ عن سبق إصرار وترصد.

وفق مصادر مقدسية تحدثت لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" فإنّ الطبيب الجولاني يعد أحد أعمدة طب العظام والأعصاب والطب الطبيعي في القدس المحتلة، وهو حائز على عدة جوائز وشهادات دولية كبيرة في مجاله، ويقطن في بلدة شعفاط.

ويحظى الطبيب الفلسطيني، بشعبية عريضة وواسعة بين أبناء بلدته، وهو المعروف بتقديمه الخدمة لكل من قصده، ولا يتردد في نشر المحبة والوئام بين أبناء حيه وبلدته.

بل نحو 14 عاماً افتتح الطبيب الجولاني، أول كلية متخصصة في الطب المكمّل تمنح درجة الدبلوم بمدينة القدس المحتلة، بعد رحلة طويلة ذاق فيها ضروبا من المشقة والعنصرية والحقد الصهيوني.

وكانت نظرات الحقد الصهيونية على الطلبة الصهاينة يستعصي إخفاؤها تجاهه كونه الفلسطيني الوحيد في ذلك التخصص حينها.

ورغم تردي الوضع الاقتصادي لعائلته بسبب وفاة والده واعتماد أشقائه الأصغر عليه لأنه الأكبر بينهم، صمم الجولاني على تحقيق حلمه بافتتاح الكلية التي أبصرت النور عام 2006 وبدأت بتعليم كل من الطب الصيني والطبيعي بالإضافة لتخصصي التدليك (المساجات) والبشرة الطبية.

ومن خلال معاناته عقبات عديدة خلال الدراسة في الجامعات الصهيونية، أصر الطبيب على إنشاء كلية مستقلة في القدس، انطلقت بغرفتين فقط، وبدأت تتسع بشكل تدريجي حتى انتقلت لمبنى أثري أنشئ قبل مئة عام في شارع صلاح الدين الأيوبي، الأكثر حيوية بالمدينة، وبعد ترميمه توفرت للطلبة البيئة التعليمية الملائمة.

وتعتبر "ريّان" الكلية الوحيدة في شرقي القدس والتي تعترف بها كافة الجهات الرسمية بعد حصولها على التراخيص من الجهات المعنية.

وعن هذه المسؤولية، قال الجولاني في وقت سابق "قبل اتخاذ قرار افتتاح الكلية عملت مدرسا في عدد من الكليات التي اكتشفتُ أنها تجارية بحتة ويتخرج منها الطالب بالحد الأدنى من المهارات، وكان ذلك دافعا لافتتاح كلية متخصصة في هذا المجال فقط، لأن التشعب قد يضعف جودة التعليم".

الجولاني – في حديثه في قصة سابقة أعدتها عن الجزيرة نت قبل استشهاده بسنوات – كان يرفض إطلاق اسم الطب البديل على التخصصات التي تدرّسها الكلية، ويرى أن الكثير من اللغط والمفاهيم الخاطئة ما زالت تتعلق بهذا النوع من الطب في الكثير من المجتمعات.

وأضاف "الطب المكمل يتضح من اسمه أنه مكمل للطب الغربي وليس بديلا عنه، لأننا لسنا بديلا عن العمليات الجراحية ولا الأدوية، وفي بعض الحالات عندما يُمنع مريض من دواء معين بسبب الحساسية لإحدى مكوناته نتمكن من إعطائه دواء بديلا، لكن ليس باستطاعتنا مثلا استبدال دواء ضغط الدم الذي يتناوله المريض بآخر".

وعقب إطلاق النار عليه الطبيب المقدسي الجولاني اعتقلته قوات الاحتلال وهو مصاباً بجراحه الخطيرة ونقلته إلى مستشفى هداسا قبل أن تعلن عن استشهاده متأثراً بجراحه.

وفي الدقائق التي تلت استشهاد الطبيب الفلسطيني، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة شعفاط المحتلة واعتقلت شقيقي الشهيد ونجليه، دون أن أي معلومات تذكر عنهم.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة